الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بني ياس ظهر كأنه يلعب بـ20 لاعباً في الدفاع والهجوم

بني ياس ظهر كأنه يلعب بـ20 لاعباً في الدفاع والهجوم
18 فبراير 2012
دبي (الاتحاد) -يبدو أن الظروف الصعبة التي تواجه أي فريق قبل المباريات المهمة، قد تجعله أكثر قوة، وهذا بالضبط ما حدث لفريق بني ياس في مباراته أمام الجزيرة، فقد تغلب “السماوي” على ظروفه في غياب لاعبيه أعضاء المنتخب الأولمبي، ليحقق أغلى فوز على حساب حامل اللقب، وذلك لأسباب نفسية وأسباب فنية، تسببت في تحقيق النتيجة غير المتوقعة من الكثيرين. لعب بني ياس من خلال محاولة مدربه الأرجنتيني كالديرون توفير البدائل، وتعويض الغيابات، وتغيير مراكز بعض اللاعبين، مثل وجود سلطان الغافري جهة اليمين، لتعويض غياب محمد فوزي، وهو لاعب لديه الحس الهجومي، والقدرة الدفاعية، وهو ما ساعده على أداء الواجبات الدفاعية والهجومية، وتوظيف نواف مبارك وفوزي بشير في الارتكاز وسط الملعب مع عدنان حسين وإبراهيم سعيد، وكان وجودهما إيجابياً من خلال المهارات العالية والقوة في الأداء والضغط على لاعبي الجزيرة. أدى “السماوي” كوحدة واحدة، من حيث تضييق المساحات بين الخطوط دفاعاً وهجوماً، وهو ما صعب مهمة لاعبي الجزيرة في الاستحواذ والتحضير للهجوم، وأدى تقارب الخطوط إلى تسهيل “ديناميكية” الأداء وعدم التقيد بالمراكز، وتحققت مقولة “رب ضارة نافعة”، لأن اللاعبين البدلاء في بني ياس امتلكوا النزعة الهجومية، التي لم تكن موجودة عند زملائهم الأساسيين الغائبين عن المباراة، وهو ما قد يغير من فكر كالديرون، ونظرته للعناصر المتوافرة لديه في المباريات المقبلة، بعد أن أسعده البدلاء وأحرجوه أيضاً خلال اللقاء. وفي اللقاء ظهر بني ياس كأنه يلعب بـ 20 لاعباً، 10 في الدفاع و10 في الهجوم، وذلك نتيجة التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس، وفق منظومة تسمح بالتمرير المتقن، والانتقال إلى الأمام بشكل رائع، واستغلال حالة البطء التي ظهر عليها لاعبو الجزيرة، وسهلت مهمة بني ياس، وجعلت لاعبيه يؤدون أدوارهم بسعادة بالغة، ولا يريدون للمباراة أن تنتهي، وذلك أيضاً بفضل لياقتهم البدنية العالية والروح المعنوية المرتفعة والإصرار على الفوز. ورغم تصريحات مدرب الجزيرة فرانكي قبل المباراة، بأنه سوف يقطع الماء والنور عن سانجاهور، فإن ذلك لم يحدث، ليؤكد وجود “فجوة” بين المدرب ولاعبيه، بعد أن لعب مهاجم بني ياس بلا رقابة جماعية أو فردية، كما لم يتم منع زملائه من التمرير له ليسجل بالقدم والرأس، وفي الوسط تحرك يستى بحرية كبيرة، وأبدع في اللعب خلف رأس الحربة، كما كان لاعبو خط الدفاع في حالة جيدة من التماسك الذي سمح لهم بإنهاء كل محاولات الجزيرة مبكراً قبل تهديد مرمى محمد خلف. ولعب الجزيرة، وكأنه جاء إلى “ملعب النار”، من أجل تنفيذ ضربة حرة مباشرة نفذها دلجادو ببراعة، وكما استفاد بني ياس من الحديث عن النقص قبل المباراة، جاء ذلك عاملاً سلبياً ضد الجزيرة، الذي ظن لاعبوه أن مهمتهم ستكون سهلة، ورغم أن أداء حامل اللقب الدفاعي، قد تحسن أمام الشارقة في المباراة الماضية، وهو ما أشدنا به، جاء الأداء أمام بني ياس ليؤكد أن ما حدث في الجولة الماضية كان “طفرة” وليس قاعدة. ولا يمكن أن يكون للحديث عن الجوانب الفنية أي أهمية، إذا كان الفريق يؤدي من خلال جانب واحد من كرة القدم، وهو الهجوم فقط، لأنه في الكرة الحديثة يعتبر الهجوم الفعال نتيجة للدفاع المتزن المنظم، الذي يستطيع من خلاله اللاعبون الانتقال من حالة إلى أخرى بسرعة، وهو ما لم يحدث مع الجزيرة، الذي لعب ببطء شديد دون جماعية في الأداء وتمريرات غير دقيقة، وأداء “انزراعي” دون تحرك دون الكرة، مقارنة بأداء لاعبي بني ياس، مع غياب دور لاعبي الوسط، وكأن الفريق انقسم إلى قسمين فقط. ولم يكن لاعبو الجزيرة على القدر الكافي من الجدية في السرعة والانقضاض والانطلاق، بسبب عدم وجود العناصر الشابة خفيفة الحركة، والغريب أن فرانكي احتفظ بأكثر اللاعبين خفة وسرعة، وهو عبد الله قاسم حتى الدقيقة 58، وكذلك أحمد جمعة حتى الدقيقة 80، في حين بقيت أخطاء المدافع الأسترالي لوكاس نيل المؤثرة، كما حدث في مباريات كثيرة ماضية أمام الشباب والإمارات وعجمان وغيرها، وأيضاً كان خط الوسط نقطة ضعف كبيرة، بسبب بطء سبيت خاطر ودلجادو ودياكيه، وهو ما تسبب في منع أي تمويل للمهاجمين أوليفييرا وباري، فكان من الطبيعي أن يخسر حامل اللقب المباراة في النهاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©