الاسكندنافيون في صدارة الضحايا والإنجليز مصدر التهديد!

لم يكن الحكم النرويجي توم هيننج أوفيربو الذي أدار مباراة تشيلسي وبرشلونة الأخيرة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا أول الحكام الذين تلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية، فقد سبقه عدد من قضاة الملاعب الذين استقبلوا بطرق مختلفة تهديدات بالقتل من الجماهير الغاضبة التي تسيطر عليها نظرية المؤامرة وتعمد الظلم من جانب الحكام. وتاريخ كرة القدم يقول إن حالات تعمد الخطأ وإنزال الظلم بفريق ما ليست حالة شائعة إلا أن قطاعاً كبيراً من الجماهير المتعصبة لا تريد أن تقتنع بعفوية أخطاء التحكيم التي تعد جزءاً من طبيعة الخطأ البشري. وعلى الرغم من أن التهديدات بالقتل والتصفية الجسدية وإرهاب الحكام شكل تهديداً للوجه الجميل لمعشوقة الجماهير، إلا أنها باتت واقعاً ملوساً، بل تطورت تلك الأساليب من التهديد عبر الخطابات إلى التهديد بواسطة الهاتف، وصولاً إلى أحدث الأشكال عن طريق البريد الالكتروني للحكم، وأخيراً من خلال مجموعات تؤيد قتل هذا الحكم أو ذاك عبر موقع الفيس بوك الشهير. السويدي أنديرس فريسك حكم مباراة تشيلسي وبرشلونة 2005، تلقى تهديدات بالقتل من جماهير تشيلسي، ومن المفارقات الغريبة أن تلك التهديدات جاءت في أعقاب مباراة جمعت الفريق اللندني مع برشلونة في دوري أبطال أوروبا أيضاً، وأكد مدرب تشيلسي في ذلك الوقت جوزيه مورينيو أن فرانك ريكارد مدرب البارسا دخل إلى غرفة الحكم بين شوطي المباراة المذكورة، ومن القرارات التي أثارت حفيظة أنصار البلوز طرد دروجبا، وقد قرر الحكم السويدي اعتزال التحكيم بعد هذه الواقعة مؤكداً أنه عاش أسوأ أيام حياته عقب تلك المباراة. الحكم النرويجي توم هيننج أوفيربو قاد مباراة تشيلسي وبرشلونة 2009، وتلقى تهديدات بالقتل من جماهير تشيلسي بحجة عدم احتسابه 4 ركلات جزاء لصالحهم مما ساهم في حرمان الفريق من الوصول لنهائي دوري الأبطال، وجاءت التهديدات عبر مجموعة على موقع الفيس بوك تحت عنوان «اقتلوا الحكم أوفيربو» وتم تهريب الحكم الى بلاده سراً وبعيداً عن أعين الجماهير التي كانت ترغب في الفتك به. وعقب مباراة إنجلترا والبرتغال 2004، أكد الحكم السويسري ماير لوسائل الإعلام البرتغالية انه تلقى رسائل تهديد بالقتل بعد إلغائه هدفاً للإنجليزي كامبل، وخرجت انجلترا من البطولة الأوروبية، وأخذت الشرطة التهديد بجدية وخضع الحكم وعائلته لحراسة مشددة 24 ساعة يومياً على مدار عدة أسابيع، وكانت صحيفة الصن من أكبر الجهات الناشطة في الحملة ضد الحكم السويسري. وفي عام 2008 شاءت الأقدار أن يلغي الحكم الأسكتلندي مايك ماكوري أن يلغي هدفاً بداعي التسلل لفريق أبردين في مباراته ضد هارتس في الدوري الأسكتلندي، فما كان من الجماهير إلا أن لاحقته على مدار عدة أشهر لتجبره على الابتعاد عن الملاعب لفترات كبيرة، وظل الحكم يتلقى تهديدات بالقتل وفئران ميتة وأحشاء دجاج وشفرات حلاقة لفترات طويلة جعلت النوم يفارق مقلتيه. وعلى عكـس الشائع، تلقى الحكم الروسي فالنتين ايفانوف تهديدات بالقتل عشية مباراة الديربي للعاصمة الروسية موسكو بين سبارتاك ولوكوموتيف 2005، وتم إلقاء القبض على الشخص الذي هدد الحكم بالقتل اذا لم يساند فريقه، والرجل يبلغ من العمر 51 عاماً وتم الزج به خلف القضبان لمدة 18 شهراً. ولن ينسى تاريخ كرة القدم واقعة تهديد الحكم الإنجليزي هوارد ويب بالقتل على لسان رئيس الوزاء البولندي دونالد تسك، الذي قال إنه أراد قتل الحكم الذي احتسب ركلة جزاء للنمسا مشكوك في صحتها في الدقيقة 93 لتقضي على آمال بولندا في مواصلة مشوار يورو 2008، وعلى درب رئيس الوزراء سارت الصحف البولندية التي نشرت صورة مركبة للحكم وفي رأسه سكين والدماء تسيل على وجهه. وتلقى الحكم النرويجي تيري هوج تهديدات بالقتل من جماهير تشيلسي عبر البريد الالكتروني من خلال غرف الدردشة على الانترنت، وأثار هوج غضب الجماهير لقيامه بطرد ديل هورنو مدافع تشيلسي في مباراته مع برشلونة 2006 لتنتهي المباراة بفوز البارسا بثنائية مقابل هدف. وأدار الحكم مارتن هانسون مباراة ليفربول وأتليتكو مدريد 2008 في دوري أبطال أوروبا، وتعرض لتهديدات من قِبل مجهولين بالقتل بسبب ضربة الجزاء التي احتسبها في الدقيقة الأخيرة لليفربول ضد أتلتيكو مدريد، وقال الحكم: اتصلوا بي وأرسلوا العديد من رسائل التهديد بالقتل عبر هاتفي، أشعر بحالة سيئة، وقمت بتغيير أرقام هواتفي وأفكر جدياً في ترك التحكيم. وفي عام 2007 تلقى الحكم خافير ألفاريس الذي أدار مباراة ريال مدريد مع راسينج سانتاندير تهديدات جادة بتصفيته من جانب فئة من جماهير الريال التي شعرت بغضب شديد لقيامه بطرد لاعبين واحتساب ضربتي جزاء ضد الريال في مباراته ضد سانتاندير، وتلقى الحكم اكثر من 50 اتصالاً هاتفياً تهدد بقتله هو وعائلته . وشهد الموسم الماضي في الدوري الياباني أن الحكم يويشي نيشيمورا هو من قام بتهديد اللاعب بالقتل، وحدثت ضجة كبيرة في الصحف اليابانية بعد ادعاء لاعب اف سي طوكيو أن الحكم نيشيمورا استخدم مفردات تدل على رغبته في قتله، ولكن تحقيقات موسعة أثبتت براءة الحكم من تهمة التهديد بالقتل.