الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طب وحكمة

13 ابريل 2008 02:05
الطبيب في الزمن العربي القديم كان حكيما، كان عارفا، بالإضافة إلى فنون الطبابة، بطبائع الناس، عالما بالفلك والرياضيات، بارعا في الفلسفة، ملما بكل أسرار الحكمة ماسكا بناصية العلم· الطبيب في الزمن القديم كان يداوي المرضى، ويترجم الكتب اليونانية، ويدرس أرسطو وأبوقراط وسقراط، ويؤلف في الطب والجراحة وعلوم النبات والفلك·· كان حكيما فملك أسرار المعرفة وأضاف إليها وأثراها· هذه الصورة لحكيم الزمن القديم، ألحت علي بعد أن أنهيت زيارتي الأولى ـ والأخيرة حتى الآن ـ لطبيب الأطفال هيثم مهنا، في عيادته بمنطقة جبلة السورية، الوادعة الهادئة المختالة بجمال طبيعتها وطيبة أهلها· عندما التقيت الدكتور مهنا عن طريق صديق مشترك، كانت تدور في ذهني تساؤلات عديدة حول تخصصه الصعب، فأنا من وجهة نظر شخصية، أؤمن بأن تخصص طب الأطفال والرضع هو أصعب التخصصات على الإطلاق، والطبيب الذي يعمل في هذا التخصص يعيش تحت ضغط هائل، لأن الطفل في مراحل عمره الأولى لا يتحمل أي خطأ علاجي، ولأنه لا يعرف من وسائل التعبير عن النفس سوى البكاء، ولأن التشخيص في طب الأطفال هو الأصعب والأخطر لأنه يعتمد في جزء كبير منه على وصف الأمهات لمعاناة أطفالهن والذي غالبا لا يكون دقيقا وأحيانا يكون مضللا· ولكن اللقاء جاء مختلفا وغريبا بمقاييس العصر، تحدث الدكتور مهنا في الأدب والفكر، في مقاييس الجمال في الإبداع الفني والأدبي، سألني عن كتَاب وجهات نظر في جريدة الاتحاد كاتبا كاتبا، ووصف لي أسلوب كل منهم وكيف أنه أصبح يعرف الكاتب منهم بمجرد أن يقرأ بعضا من كلماته· قال لي إن القراءة زاده اليومي، وأنه لا يقرأ في الطب فقط، بل في كل المعارف العلمية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية·· هل هذا هو سبب نجاحه المهني وتفوقه العملي؟·· ربما· أبو أمنية alhefnawi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©