الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ترجمة رواية «مدرسة الحرب» للبناني الكسندر نجار إلى السويدية

ترجمة رواية «مدرسة الحرب» للبناني الكسندر نجار إلى السويدية
14 مايو 2009 00:33
في روايته «مدرسة الحرب» التي كتبها بالفرنسية، يسرد الروائي اللبناني الكسندر نجار، بحب وطرافة عن نشأته وسنوات صباه في مدينته بيروت خلال الحرب الأهلية التي عاشها لبنان خلال الأعوام 1975ـ 1989. وفي قراءته للرواية، حيث ترجمت إلى اللغة السويدية مؤخرا، يقول الناقد السويدي ماغنوس بيرسون « تصوروا ماذا يحدث لإنسان عاش معظم سنوات شبابه في ظروف حرب دموية حقيقة، وسط دوي القنابل وتوقفها، بين اطلاق النار وصمته بين صدمة حواس كاملة تنقله الى الملجأ مباشرة حال سماعه صوت صفارات الانذار؟». ويضيف بيرسون «في سيرة ذاتية قصيرة عنوانها «مدرسة الحرب» يسرد علينا الكسندر نجار وباسلوب آسر وكلي الهدوء أدق هذة التفاصيل». ويصف الناقد الرواية بأنها «لحظة تأمل وعودة الى سنوات النشأة في زمن الحرب الأهلية، كتبت بروح لم تسدها الكراهية والغضب، بل طغى عليها الأمل والتسامح”. وحول شكل الكتابة عند نجار يقول بيرسون: «مع ان نجار مسيحي الأصل فإنه لم يأخذ الصراع من زاوية ذاتية. فالكتابة عنده ليست موقفا سياسيا ولا تحليلا منطقيا وميكانيكيا للحرب. بل انها رؤية مفتوحة، واضحة وتجسيد شجاع لأفكار ومشاعر شاب نشأ في ظروف لم يكن أي شيء فيها مستقر». تغور «مدرسة الحرب» في تفاصيل الحياة اليومية. ولعل أكثرها اثارة علاقته بصديقته التي لم يكن يصبر على فراقها يوما واحدا، رغم خطورة الوضع هناك، خاصة وانها كانت تعيش في الجهة الأخرى من الجسر. الجسر الذي يفترض منطقيا ان يربط بين جهتي المدينة، صار وبفضل الحرب، يفصل بينها. ويحكي لنا نجار واحدة من مغامراته، حين أغرى بالمال يوما، سائقا شجاعا أقنعه بنقله من بيروت الشرقية الى الغربية. وأثناء سيرهم أخترقت رصاصات مدفع رشاش زجاج سيارتهم ولكنها «لم تصب أحدا من الركاب، في هذة المرة.. في هذة المرة فقط!». وتطغي روح الكاتب المرحة على أحداث تبدو غرائبية وسريالية، كحادث وقف اطلاق النار الشامل الذي سببته مبارة لكرة القدم جرت ضمن بطولة كأس العالم عام 1982 في اسبانيا. يقول: «توقف المذياع عن تلاوة اسماء الرجال الذين سقطوا في المعارك كما جرت العادة كل يوم. كما توقف تساقط القاذفات. جلس الناس في الملجأ مسمرين أمام جهاز التلفاز، الذي ربط ببطارية سيارة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ولكن وبعد انتهاء المباراة مباشرة اندلعت المعارك مرة أخرى. ولكن نجار لا ينسى فضل هذة المباراة في حفظ أرواح العديد من الناس خلال فترة اقامتها ويقول: «الفضل في ذلك يعود لبلاتيني وبقية اللاعبين». لقد كانت الحرب بالنسبة لنجار كابوسا لا يحتمل، وانها شكلت جزءا ثابتا من تكوينه الشخصي. ومع هذا ومن خلال الألم والحسرات تشكلت لديه صورة مختلفة للسعادة.. فنهار بدون قصف وجسر لا يراقبه قناصون وليلة لا ينقطع فيها التيار الكهربائي وطريق بلا حواجز وسماء لا تملؤها الصواريخ، كل هذة الأشياء كانت بالنسبة لي أشياء مرادفة للسعادة. في هذا المناخ يتعمد نجار الى اكساب الأشياء البسيطة والمحيطة به معنا آخرا، كما هو الحال حين يصف المصباح الزيتي كمصدر لامكانيات وأفعال غاية في الأهمية؛ فهو يساعدنا على الأكل والقراءة ولعب الورق في الملجأ، وبدونه لساد الظلام وأطبق على لاجئيه. هذا مثال على براعة نجار في نقل الأشياء الصغيرة ليحولها مصدرا ملهما للحب في زمن ساد فيه الموت! أما دار اليزابيث غريت التي نشرت الرواية فعرفت الكسندر نجار، المولود عام 1967، بوصفه واحدا من الكتاب العرب المهمين الذي كتب معظم أعماله بالفرنسية وترجمت الى لغات عدة، أبرزها روايته التاريخية والسيرة الذاتية للشاعر اللبناني المعروف جبران خليل جبران.
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©