الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب جديد عن صعود وهبوط صهر عبد الناصر وسكرتير السادات

كتاب جديد عن صعود وهبوط صهر عبد الناصر وسكرتير السادات
14 مايو 2009 00:43
في كتابه «العميل بابل.. قصة صعود وسقوط أشرف مروان» يقدم عمرو الليثي حشداً من المعلومات والآراء والانطباعات وأيضاً الشائعات التي أحاطت بقصة حياة أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسكرتير الرئيس الراحل أنور السادات للاتصالات الخارجية. ويعترف الليثي بأنه رغم معرفته لكم هائل من المعلومات عن أشرف مروان، فإن الرجل ازداد غموضا في نظره عما كان عليه قبل فتح ملفه. ويستطرد الليثي: «تأكدت انه كان يتمتع بقدر ضخم من الذكاء غير المعقول لأنه كان شبه منظمة متكاملة أو حزب سياسي كبير أو جهاز مخابرات ذي تاريخ ورجل أعمال من الطراز الأول». ويلقي المؤلف الضوء على جوانب الغموض في شخصية أشرف مروان، بدءا من تقدمه في عام 1966 لخطبة منى كريمة عبد الناصر الصغرى رغم تواضع مستواه المادي حتى ان عبد الناصر ضمنه في قرض قيمته أربعة آلاف جنيه لبناء بيت الزوجية. ويؤكد أن نجمه ظل آفلا طوال سنوات قربه من صهره والتحاقه بمكتب المعلومات التابع لرئاسة الجمهورية، غير ان الطموح لدى مروان ما لبث ان وجد مجاله للانطلاق مع رحيل عبد الناصر وخاصة بعد انحيازه بوضوح الى جانب الرئيس السادات في صراعه ضد مراكز القوى في مايو 1971. وبدأت علامات الاستفهام تتجمع حول مروان في نوفمبر 2002 والذي يعده المؤلف تاريخا فاصلا في حياة الرجل، ففي هذا الشهر صدر بلندن كتاب بعنوان « تاريخ اسرائيل» للمؤرخ اليهودي آهارون برجمان تحدث فيه ضمنا عن أشرف مروان جاسوس الموساد والذي كان يحمل اسما حركيا هو الصهر أو العريس أو رسول بابل. وفي الاسبوع الاول من اكتوبر 2003 صدر تأكيد اسرائيلي رسمي بأن أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل على مدار سنوات، وانه قدم معلومات مهمة لإسرائيل على مدار عمله والذي بدأ من عام 1969 اي في حياة صهره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وتتابعت المعلومات عن تقدم أشرف مروان للسفارة الاسرائيلية في لندن عام 1968 لعرض خدماته وان الاسرائيليين تجاوزوا شكوكهم في سبيل اقتناص هذا الصيد الثمين مقابل عائد مادي يبلغ 100 ألف جنيه استرليني عن كل لقاء ومعلومات يقدمها، وعلى حد زعم المخابرات الاسرائيلية فإنه نجح في تقديم العديد من المعلومات المهمة. وتحت عنوان «مروان وسيمون ريجام» يقدم المؤلف معلومات تتصل بأشرف مروان وردت في كتاب ريجام «من قتل ديانا؟»، وهي توضح الجذور الأولى للخلاف الشهير بين أشرف مروان والملياردير المصري محمد الفايد مالك محلات «هارودز» الشهيرة ووالد دودي الفايد الذي قُتل مع الاميرة ديانا. ومن الفصول المهمة بكتاب «العميل بابل» ذلك الذي حمل عنوان «مروان برجمان» ويسرد فيه الليثي دقائق العلاقة والاتصالات التي دارت بين أشرف مروان وأهارون برجمان المؤرخ الاسرائيلي الذي كشف في كتابه عن هوية أشرف مروان. ومن المثير ان هذه الاتصالات التي تمت هاتفيا بين برجمان ومروان جاءت بعد أن وصف أشرف مروان في حديث صحفي عام 2002 مقالات برجمان بأنها قصة مخبر سخيفة. وكان رد برجمان في صحيفة «الأهرام» القاهرية قوياً حيث طلب من مروان أن يفيده بمكان وجوده يوم 5 أكتوبر 1973. وكان برجمان يشير بذلك الى ما رواه عن سفر أشرف مروان الى لندن في ذلك اليوم، وإبلاغه السفارة الإسرائيلية بموعد الهجوم المرتقب في 6 أكتوبر 1973، وهو ما استخفت به أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ولم تلتفت إليه. وقد نشر برجمان مقالا مطولا في صحيفة «هاآرتس» أوضح فيه علاقاته الوثيقة بأشرف مروان. وقال إن مروان اتصل به هاتفيا وطلب أن يلتقي به. وبالفعل جرى اللقاء الوحيد بين برجمان ومروان في 23 اكتوبر 2003 . ثم كلمه أشرف مروان هاتفيا في اكتوبر 2006 لمدة أربعين دقيقة وقال له في ختام المكالمة: «فليقولوا ما يريدون. لقد أقدمت جولدا مائير على الانتحار. لست رجلا خارقا. لقد قمت بكتابة كل خطب السادات وكنا نعمل كفريق واحد مكون من أربعين فرداً هدفنا الأوحد هو إطعام الطعم لإسرائيل بأن مصر ليست قادرة على خوض حرب، ولم يكن هناك عميل مزدوج. كل العمل كان من أجل مصر». ويمضي الليثي في بقية فصول كتابه الحافل بالمعلومات في استقصاء وقائع سقوط أشرف مروان في يوم الاربعاء 27 يونيو 2007 ، وتحديدا في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرا من شقته في «كارلتون هاوس» ليهوي الى الحديقة القريبة من ميدان «بيكاديلي» بلندن. وفي الكتاب إجابات متضاربة أعطاها شهود الحادث، وكلها تثير الشك بقوة في أن أشرف مروان انتحر أو أنه أصيب بإغماءة أدت إلى سقوطه من الشرفة، وبعض هذه الإجابات والإفادات تجاهلتها الشرطة البريطانية أو لم تعط بشأنها اي معلومات مفيدة أو واضحة. ومن أهم ما يلفت النظر في سياق هذه الإجابات أن الدكتور مروان كان يعاني آلاماً مبرحة في قدمه تحول بينه وبين أن يرفع قدمه لأكثر من نصف متر، ما يعني استبعاد إقدامه على الانتحار حيث كان عليه ان يصعد لمسافة متر ونصف المتر وهي ارتفاع الشرفة. وأفاد الشهود الذين رأوا الحادث فور وقوعه، ومنهم الصحفي الأميركي كوفيلو، وكان موجودا بمركز الصحفيين الأجانب المقابل لمنزل مروان أن الأخير سقط على ظهره وليس على وجهه كما يحدث دوماً في حالات الانتحار. وهناك أيضا إفادة الشاهد جوزيف ريباس الذي قال إنه عندما نظر من النافذة بعد عدة دقائق من وقوع الحادث رأى شخصين يقفان في الشرفة وينظران لأسفل، وقد رآهما يغادران المبنى وأعطى تصريحا عن ملامح الشخصين بأنها ملامح شرق أوسطية. ويختتم الكتاب بفصل خاص عن الأعمال التجارية والمالية لأشرف مروان، ودوره في مساعدة رولاند لفضح الفايد ومنعه من الحصول على الجنسية البريطانية. وتبقى لهذا الكتاب أهميته في إثارة الاسئلة وعلامات الاستفهام حول الوفاة الغامضة للدكتور أشرف مروان والتي تشير الشواهد الى إنها كانت عملية قتل وليست حادثاً عارضاً أو حادث انتحار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©