الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو العزم يدافع عن الطقوس الشعبية بطريقة كاريكاتيرية

أبو العزم يدافع عن الطقوس الشعبية بطريقة كاريكاتيرية
14 مايو 2009 00:50
35 لوحة تجمع بين التصوير والكاريكاتير، وتجسد مجموعة من المواقف واللقطات الشعبية، قدمها رسام الكاريكاتير محسن أبو العزم في معرضه الأخير الذي احتضنته قاعة سلامة بالقاهرة. لوحات المعرض تعكس حب الفنان محسن أبو العزم لهذا العالم الشعبي بمفرداته وتفاصيله المنحوتة في ذاكرته وخياله، وتعكس هوية مصر الشعبية من عازف الربابة إلى الفرح الشعبي إلى باعة السوق إلى السحرة والدجالين. ولقناعته بأن الكاريكاتير أقرب الى وجدان وعقول الناس، تقصد أبو العزم أن تحمل كل لوحاته أسلوباً ساخراً وفكاهياً مملوءاً بالتفاصيل مما يجعلها مقروءة لكل المتلقين. كما أنها تعكس منهج الفنان منذ بداية احترافه الفن التشكيلي والكاريكاتير قبل أكثر من ثلاثين عاماً. شخوص المعرض وأبطال لوحاته كلهم من بيئات شعبية بالغ الفنان في تصوير انفعالاتهم وردود أفعالهم، ويبدو هذا واضحاً في لوحات النساء داخل المنزل، السيدة التي تمشط شعرها وتتزين، عازف الربابة، القرداتي، لاعب الشطرنج، وصانعة الخبز، وحتى في لوحات الغزل العفيف الذي يتألق أبطاله على الرغم من قسوة الظروف والفقر. وقال الفنان محسن أبو العزم إنه قدم في معرضه «مجموعة من الأشخاص القادمين من الطبقات الشعبية في المجتمع المصري، بما يحملونه من عادات وتقاليد وطقوس بعضها سلبي وأغلبها إيجابي، وأنه لا يشغل نفسه بالحكم على هذه العادات سواء كانت صحيحة أو خاطئة ولا يدينها، وإنما يرصد تفاصيل الحياة في هذه الطبقات لقناعته بأنها تحمل خصوصية وهوية واضحة تجعل الناس مميزين عن غيرهم في الأماكن والطبقات الأخرى، وأن كل أبطال المعرض مهمشون ومع هذا فإنهم سعداء». وأضاف أن «فكرة المعرض قائمة على الإعجاب بهذا العالم الشعبي الثري. كل الشخصيات من وحي الذاكرة، وتغذيها المواقف والذكريات والأغاني الشعبية والأفلام والأمثال لأن معظم العادات والطقوس التي يقدمها المعرض تعرضت للتغيير والاندثار. وعندما يعاد تقديمها يضفي عليها نوعاً من الخيال الفني والمبالغة في الانفعالات والمواقف». وأوضح أبو العزم أن «اعتماد لوحات المعرض على الجانب الكاريكاتيري الذي يبرز السخرية والفكاهة مقصود لأن المبالغة الكاريكاتيرية تجعل مضمون اللوحات يصل للناس بسهولة، وتجعل الموضوع قريباً للأفهام سواء من زاوية التعاطف معه أو رفض السلوكيات السلبية الموجودة أو خصوصية هذا المكان وملامح أشخاصه وأفعالهم وكأنه نوع من تأكيد الهوية الخاصة». وأشار إلى أن «البطل في أعماله قد يكون الموقف الذي تعبر عنه اللوحات. وقد تكون الشخصية المرسومة أو تفاصيل المكان برموزه واكسسواراته وموتيفاته كشكل البيوت أو الأبواب والشبابيك والقلل والأزيار هي أبطال ثانويون يكملون مضمون اللوحة. وأن ما يعنيه كفنان تشكيلي هو تأكيد الجمال التشكيلي وليس الجمال المادي المتمثل في الملامح والوجوه، ولهذا فإن أغلب أبطال لوحات معرضه على الرغم ن أشكالهم القبيحة يمارسون الحياة بطبيعية وعشق. ويتمثل ذلك في لوحات الغزل العفيف بين باعة جائلين، وكذلك لوحة الأفراح الشعبية والاندماج في طقوس الفرح». وأكد أن عمله بالصحافة «ساعده على تقديم هذه المضامين في لوحاته، وإن كانت أعمال المعرض تزاوج بين الكاريكاتير والتصوير، وهو ما يجعلها أعمالاً فنية تتوافر فيها عناصر التشكيل، فضلاً عن ارتباطه بهذه المضامين التي عايشها منذ صغره وتأثر بها وأراد أن يعبر عنها فنياً. وقد لقيت لوحات المعرض صدى طيباً لأنها مقروءة للجميع ومقدمة بشكل فني مختلف عن أعمال الصحافة سواء في التركيز على التفاصيل أو اللجوء للألوان المتعددة». وعن خامة الأكريليك التي استخدمها في الرسم، قال إنها «خامة سهلة التشكيل، ومكنته من إظهار التفاصيل في اللوحات متعمداً المبالغة والتناقض. وأما الألوان فجاءت ساخنة وملائمة لجو مصر الحار، وبالغ في ألوان بعض اللوحات لتأكيد الجانب الكاريكاتوري أيضاً، الأمر الذي أتاح له حلولا كثيرة على مستوى التنفيذ، وراعى أن يقدم في اللوحة الواحدة الألوان التي تخدم الموضوع حتى لو كانت ألوانا متعددة». وأكد أنه حزين على ما آلت اليه القرى في مصر الآن لأنها شهدت تغييراً جذرياً، وأصبحت قريبة من المدن مما أدى إلى غياب التفاصيل والملامح الخاصة بها، وهو ما انعكس بدوره على الطقوس والعادات الشعبية التي كانت تميزها لتحل محلها أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والفضائيات، وتختفي شيئاً فشيئاً تلك الاحتفالات الشعبية التي تشكل هويتها الشعبية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©