الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسر الخليجية بين الحاجة والتباهي

الأسر الخليجية بين الحاجة والتباهي
14 مايو 2009 02:04
تتبع بعض الأسر الخليجية والإماراتية أسلوب الإسراف والتبذير إلى درجة فقدت فيها الأشياء قيمتها وأهميتها، وتداخلت الكماليات مع الضروريات، فصار الجميع يشكون من القروض والديون وقلة المادة، وهذا مبعثه سوء التخطيط والتوزيع والاستخفاف بالمستقبل وما يحمله لنا من مفاجآت! ولنتعلم من المجتمعات المتقدمة التي استطاعت أن تشق طريقها عبر التخطيط الحكيم والدراسة العلمية والاحتياط للمستقبل، فقامت بتربية صغارها منذ نشأتهم على كيفية استغلال المصروف اليومي، وفهم عملية الشراء، وقيمة المادة، وتقدير الأولويات حتى ينشأ عضواً فاعلاً يندرج في مجتمعه، متفهماً معنى الحاجة والاشباع، مدركاً معنى الاستهلاك، ومقدراً قيمة الأشياء، التي تعطى له. ومجتمعنا للأسف يفتقر إلى هذا النوع من التفكير والتربية، وهذا يعود إلى رغبة البعض في المباهاة وحب الظهور لاشباع ثغرات نفسية، فأصبح الغني والفقير يتناغمان في سيمفونية واحدة، وهي عشق الماركات العالمية، ولفت الأنظار التي تشعره بنشوة ساحرة تغيبه عن الواقع المر. فمن المخجل أن يستبدل البعض سيارته تبعاً للمزاج الشخصي، ومحزن أن ترصد بعض النساء ميزانية ضخمة لثيابهن تبعاً للموضة ولذوقهن المتقلب، صار لكل شيء موضة، حتى الصحون والأكواب لها موضة، أعرف بعض النساء تخلصن من أطباق جديدة لم يستعملنها بعد ليشترين موديلاً جديداً، وتتباهى النساء في مجالسهن بموديلات الأواني والملاعق والأطباق الشهية، وعرض ما لهن من مجوهرات وحلي، هي ثمرة خروجهن اليومي من بيوتهن إلى العمل، هذا الوقت والجهد المستقطع من حاجة الأسرة لم يكن في بعض الأحيان لضرورة ملحة، إنما لإشباع رغبة ثانوية فيها.. فالراتب يستهلك على ثوب من ماركة عالمية أو عقد من الذهب. وصل الإسراف في الكماليات إلى حد جعل البعض يقترض الأموال ويلقي على كتفيه أعباء ثقيلة، رغم أن راتبه مناسب لمعيشة كافية، ناهيك عن تعود بعض الأطفال على الشراء المفرط إلى حد يفوق عمره، إذ يذهب إلى مدرسته بمصروف لا يناسب عمره، كل هذا والناس يشتكون من أن الراتب لا يكفي. مريم محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©