نظرا لما تحتويه من معارف مختلفة وكتب منوعة من علمية وثقافية ودينية واجتماعية، تحولت مكتبة حديقة الباهية إلى وجهة ثقافية لمختلف الأعمار من الكبار والصغار، حيث حرص الطالب راشد حسين (16 عاما) على زيارتها لاستكمال بحثه العلمي الذي طلب منه من قبل مدرس مادة الفيزياء، والمكتبة تقع على امتداد أكثر من ?200 متر مربع، وافتتحت بجهود مشتركة بين بلدية أبوظبي ودار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، لتقدم خدماتها في الفترتين الصباحية والمسائية على مدار تسع ساعات.
وعن مكتبة حديقة الباهية التي يجلس إيها الطالب راشد لأكثر من 3 ساعات لإنجاز ما طلب منه من كتابة مجموعة من المعلومات، بالإضافة إلى المصادر العلمية التي استند إليها في بحثه، يقول:» بالفعل المكتبة جاءت في الوقت المناسب فهي موجودة في وسط منطقة الباهية، وأرففها تضم الكثير من الكتب المعرفية المختلفة والتي تساعد في الوقت ذاته على نشر المعرفة ونشر جسور الثقافة لأهل المنطقة، لافتا إلى أنه كل يوم يأتي إلى المكتبة من أجل الحصول على درجة كاملة للبحث الذي يسعى لإنجازه في الوقت المطلوب، ويتمنى أن ينال إعجاب مُعلمه.
وفي المقابل تزور الطالبة حمدة المرزوقي (14عاماً) وأختها مريم التي تكبرها بأربع سنوات، مكتبة حديقة الباهية للقراءة والإطلاع على الكتب الثقافية، حيث تقول حمدة في هذا الشأن، وهي تمسك بأحد الكتب لتتصفحه: «تنوع الكتب التي تملأ أرفف المكتبة، والجو الهادئ، والخدمات التي تقدمها المكتبة والتي تمتاز بجودة عالية دفعنا أنا وأختي لزيارة المكتبة التي توفر الكتب ومصادر المعرفة المختلفة، ما جعلني أتلهف لزيارتها مرتين في الأسبوع، مشيرة إلى أن هذه الزيارات هي من باب المعرفة، والإطلاع على المعلومات الحديثة في مجال الدراسة».
أما فاطمة الهاملي «معلمة تربوية»، شديدة الحرص على زيارة مكتبة الباهية هي وأبناؤها الثلاثة ذات المراحل العمرية المختلفة، فحبها للقراءة والإطلاع الدائم دفع بأبنائها إلى حب المعرفة وقراءة الكتب المختلفة التي تزين أرفف المكتبة. وتوضح الهاملي قائلة: «مع توفر التقنية الحديثة والقراءة الإلكترونية وجدت إن الكتاب هو أفضل صديق لأبنائي، فالقراءة في المكتبة والتمعن في المعلومة التي يقرأها أبنائي تتركز في ذهنهم وعقلهم أكثر من القراءة الإلكترونية. مطالبة أولياء الأمور تعزيز مفهوم القراءة لدى أبنائهم». وتضيف «وجود مكتبة حديقة الباهية لأهل الباهية كفيلة بأن تدفع الكثير من الأهالي لزيارتها، خاصة وأنها تحتوى على أكثر من 8000 عنوان تغطي مناحي المعرفة المتعددة. مؤكدة في هذا الصدد أنه من خلال زياراتها الكثيرة للمكتبة وجدت أن الإقبال يزداد في الإجازة الأسبوعية، أكثر من بقية أيام الأسبوع.
بدوره أشار علي العماري، مدير إدارة خدمات المجتمع بالإنابة، إلى أن المكتبة تقع في حديقة الباهية العامة في منطقة الباهية، وتبلغ المساحة الإجمالية للمبنى نحو ألف متر مربع، وهي مجهزة بالرفوف والطاولات والكراسي وأجهزة الكمبيوتر والمعدات اللازمة، لتقديم الخدمات المكتبية، كما توفر الكتب والمراجع والدوريات والجرائد والمجلات بالعربية والإنجليزية بجانب مواد سمعية وبصرية وكتب ومجلات إلكترونية، وغيرها، مع التركيز على كتب الأطفال والناشئين، وتحتوي أيضا على جناح لإصدارات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والمشاريع المنبثقة عنها، مثل إصدارات مشروعي «كلمة» و»ترجم»، كما توفر المكتبة أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت، إضافة إلى شبكة لاسلكية، وتقدم المكتبة خدماتها مجاناً لأفراد المجتمع وسكان المنطقة. موضحاً أن أهم الخدمات المقدمة في المكتبة هي استعارة المواد المكتبية، والإجابة على أسئلة واستفسارات رواد المكتبة، وتوفير مواد مكتبية للقراءة للمطالعة والدراسة والبحث، وفهرس آلي للبحث في مقتنيات المكتبة، فضلا عن أنشطة وبرامج تثقيفية وتربوية واجتماعية.
عدد اليوم
