ميثاء الشامسي تحث الشباب على المبادرة لمواجهة الأزمة المالية

أكد مشاركون في ندوة انعقدت أعمالها أمس بعنوان «شباب الإمارات والأزمة المالية» أن الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها على جوانب الحياة المختلفة في العالم بأسره تاركة تأثيراتها في الاقتصاد وأسواق المال وفرص الاستثمار والتجارة والإنتاج والسلوك الاستهلاكي والسلوك الادخاري وسياسات الائتمان والعمالة، ما يتطلب سياسات وإجراءات جديدة لتكييف الدول أوضاعها الداخلية مع ما تفرضه الأزمة من تحديات. ولفت المشاركون في الندوة التي نظمها صندوق الزواج ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس أن العلاقات الاجتماعية والأسرية ليست بمنأى عن التغيرات المالية والاقتصادية التي تصيب المجتمع، ما يتطلب من الشباب التفكير في مبادرات لإدارة الأزمات والتفكير بشكل علمي لمواجهة أي تغيرات ومستجدات في المستقبل، بما في ذلك عدم الإسراف في تكاليف الزواج. وطالبت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة دولة – رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج الشباب بأن يقدم الشباب بنفسه المبادرات لمواجهة الأزمة المالية العالمية، ونحن نشاركه وندعمه. وأشارت إلى أننا نسعى من خلال الندوة إلى الاستماع للشباب لآرائهم وأفكارهم، ومحاولة بناء منظومة من الحوار المناسب ما بين مؤسسة صندوق الزواج وما بين الشباب باعتبارهم الشريحة التي يتعامل معها الصندوق. وأعربت الشامسي عن إيمان الصندوق بأهمية التناول العلمي لدراسة الظواهر المالية والاقتصادية التي تحمل في طياتها احتمالات التأثير في جيل الشباب والاستقرار الأسري. واستغربت الشامسي عدم عقد ندوات تتناول موضوع الأزمة المالية، مشيرة إلى أنه لم يتم إجراء أي ندوات أو محاضرات تهتم بتوعية الشباب من حيث الأزمة المالية العالمية، مع أن الجانب الاقتصادي هو من الجوانب الحساسة والهامة لدى مختلف فئات الشباب على مستوى العالم ومستوى الوطن العربي والمنطقة الخليجية. وقالت يحاول صندوق الزواج التركيز على هذه القضية في هذه المرحلة لمساعدة الشباب على بناء أسرة وتغيير مفهوم الشباب في الرؤية الاقتصادية لبناء الأسرة. وطالبت الشامسي الشباب بأن يساهم مع الجهات المعنية في حل مشاكله بأن يكون الشباب هو المبادر بطرح المشاكل، ووجود فئات من الشباب تجمعهم روح التعاون والعمل بيد واحدة وبروح الفريق وبالتالي التخفيف من أعباء الحياة، مستشهدة بارتفاع تكاليف الزواج الذي وصل إلى حد الإسراف والتبذير. وأكدت الشامسي أن الجانب الاقتصادي في بناء الأسرة واستقرارها مهم جدا ودعت إلى العناية اكثر بالجانب الاقتصادي لما له من انعكاسات على الحياة الاجتماعية والأسرية وله انعكاسات أيضا على القضايا التي تهم الحياة بشكل عام. وضمت أعمال الندوة مجموعة من الأوراق حيث تناول الدكتور احمد الشعراوي المحاضر في مركز الإمارات الانعكاسات والدروس المستفادة من الأزمة المالية العالمية بالنسبة إلى شباب الإمارات. بينما سلط الدكتور محمد البيلي من جامعة الإمارات الضوء على موضوع القيم الوطنية والسلوك الاستهلاكي للشباب في الإمارات. وأكد البيلي على ضرورة ابتعاد الشباب عن مظاهر الإسراف في تكاليف الزواج التي تفوق دخل الفرد في معظم الحالات، حاثا الشباب على ضرورة الادخار والاستثمار. وناقش حبيب الصايغ رئيس أتحاد ادباء وكتبا الامارات موضوع المعالجة الصحفية لقضايا الشباب بينما تناول الإعلامي احمد سالم قضية الإعلام الجديد والشباب في أثناء الأزمات. وطرح الدكتور بسيوني حمادة مستشار الاتصال الحكومي والإعلامي في صندوق الزواج موضوع الإعلام و إدارة الأزمات حيث أخذ الأزمة المالية العالمية كنموذج. وتأتي هذه الندوة في إطار سلسلة من الندوات العلمية التي ينظمها صندوق الزواج بالتعاون مع مراكز البحوث المختلفة لتترجم عملياً سياسة الشراكة المجتمعية التي يتبناها الصندوق.