بري: المبادرة العربية في منتصف طريق مسدود

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن المبادرة العربية في منتصف طريق مسدود وأن الحوار الذي أدعو إليه هو لإنقاذها ولدعمها· فإذا لم ننعش المبادرة بالحوار وصلت الى طريق مقفل· وقال بري ''الذي يرى ان المبادرة العربية ليست في حاجة الآن الى إنعاش يكون لا يعرف بالسياسة· المبادرة العربية الآن إذا لم يساعدها الحوار اللبناني - اللبناني انتهت وسقطت''· وقال بري ان طاولة الحوار لا يمكن ان تحل مكان الحكومة والبرلمان في إقرار قانون الانتخاب لأنه من غير الجائز القفز فوق الآلية المعتمدة في التصديق على القوانين، لاسيما أن أي قانون لا يعتبر ناجزاً إذا لم يمر في المعبر الاجباري للتشريع أي البرلمان· وقال بري خلال لقائه وفد نقابة المحررين اللبنانيين ''انه مستعد للحوار مع الأكثرية على طاولة واحدة حول المواضيع الخلافية إذا وافقت على قانون انتخابات العام ،1960 وهذا القانون لا يقرره رئيس البرلمان وحده''· لافتاً الى ان الرئيس السوري بشار الاسد أبلغه بأنه يوافق على أي حل يختاره اللبنانيون· وأضاف ''انه اذا استمر الوضع على ما هو عليه لشهرين أو ثلاثة، ستصبح المطالبة بحكومة انتقالية تحضر للانتخابات ويكون رئيسها حيادياً''· وتساءل بري ردا على رفض اقتراحه عقد طاولة حوار ''إذا كان الحوار بين اللبنانيين ممنوعا فإنني أسأل ما هو المسموح؟ ومن لا يريد الحوار فليعطنا البديل''· ونعى بري بشكل غير مباشر المبادرة العربية وقال انها في منتصف طريق مسدود واذا لم ننعشها بالحوار تصل الى طريق مغلق· مشيراً الى ان واشنطن ليست مستعجلة على الحل في لبنان· وأعرب رئيس البرلمان عن افتخاره بوعي السعودية وإيران بالابقاء على علاقاتهما سليمة، واستبعد حصول اعتداءات اسرائيلية على الجنوب اللبناني هذه المرحلة· وتحدث بري عن قانون الانتخاب وقال ''ان الفوارق بين كل قوانين الانتخاب هي بيروت وحدها والباقي كله لا يشكل أية عقبة''· وأضاف ''إذا لم يتوافق العرب على مساعدة لبنان، فيكون على اللبنانيين أن يساعدوا العرب ؟!'' وتعليقاً على كلام بري، أوضحت مصادر سياسية مراقبة في بيروت لـ''الاتحاد'' أن التباين السياسي لا يوحي بأي انفراج حتى في الشكل أو على مستوى التهدئة، خصوصاً ان دعوة بري الى الحوار حملت بذاتها أسباب فشلها باعتبارها تخطت المبادرة العربية وأولوية الاستحقاق الرئاسي· وتعرضت مبادرة بري مجدداً لهجوم عنيف من قبل فريق ''الأكثرية'' الذي وصف مسعى بري لإحياء طاولة الحوار بمثابة هروب الى الامام من الاستحقاق الرئاسي ومحاولة لتمديد عمر ''الفراغ'' في موقع الرئاسة الاولى· وفي إطار الرد على مبادرة بري، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض انه لا يمكن الوصول الى حل الاّ اذا جرى تصحيح العلاقة اللبنانية - السورية· وقالت ''للمرة الاولى يوضع الاصبع على الجرح، حيث ظهر لجميع العرب ان المشكلة تكمن في سوريا، مشيرة الى ان غياب البلدان العربية الكبرى عن قمة دمشق كانت عبرة لمن يريد ان يعتبر بأن المشكلة العربية - العربية تشكل الوضع اللبناني والتدخل السوري السافر في لبنان نقطة انطلاقها''· وأشارت الى ان مبادرة بري صارت من الماضي وان الحل بوابته انتخاب رئيس للجمهورية بدون شروط مسبقة· من جهة أخرى أكد مصدر وزاري لبناني لوكالة ''فرانس برس'' ان ''مسألة انعقاد اجتماع وزاري عربي تبدو معقدة بعض الشيء بسبب ترؤس سوريا للقمة العربية حاليا''· إلا انه أشار الى التوصل الى اتفاق ما حول هذا الموضوع وذلك على هامش الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع المعنيين، على أن يجري الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالا بدمشق لجس النبض حول موقفها من مسألة بحث الوضع اللبناني عربيا· وأشار المصدر الوزاري الى ان زيارة موسى الى لبنان في الوقت الحالي لن تكون مفيدة ''بسبب عدم وجود معطيات جديدة''· وأبدى تشاؤمه حيال تحقيق اي تقدم على صعيد حل الازمة اللبنانية، مشيراً الى ''ان الاتصالات على المستوى العربي أثبتت ان هناك إصرارا مصريا سعوديا على أن أي تحسين للعلاقات مع سوريا يجب ان يمر عبر حل أزمة لبنان''، ولفت الى رفض سوريا لربط هذا الموضوع بالشأن اللبناني، مؤكداً أن ''هذا لا يؤشر الى اقتراب الحل''·