الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حافظوا على عروبة لغتنا

6 مارس 2018 22:32
«كنت واقفة في دوري بانتظار شراء تذاكر للدخول إلى عالم الألعاب في إحدى الأماكن، فكما تعرفون أجمل ما يمكنه المرء فعله في عطلة نهاية الأسبوع هو الاستمتاع بكل تفاصيله، فكان للأبناء حصة من هذه المتعة، المهم فلنعد إلى سياق الموضوع، كانت تقف خلفي أم لم أدرك أنها امرأة عربية على وجه العموم ومواطنة على وجه الخصوص، إلا من بعد ما حركت رأسي إلى الوراء، فقد كانت اللغة الدائرة بين الأم وأبنائها هي الإنجليزية، وحين حاول أحد الأبناء التحدث إلى أخيه بالعربية كانت هنا الكارثة، فلغته ركيكة إلى أبعد الحدود يصعب تمييزها!». يؤلمني حقاً هذا الحال، أصبحنا نرى لغة أبناء أمتي ركيكة حتى نظن استحالة أن يكون من أصل عربي، نعم قد يخالفني البعض في الرأي، ويظنون أنني لا أدعو إلى تعلم لغة أخرى بجوار اللغة العربية، لا يا عزيزي القارئ، لست ضد هذا الأمر إطلاقاً، فجميل أن يكون في قاموس المرء العديد من اللغات، ولكن يتوجب علينا أن تكون لغة القرآن هي الأولى في لساننا، وأن نشعر بالفخر والاعتزاز بها، فقديماً يا سادة عندما كان الغرب يأخذ علمهم وعلومهم من الأندلس كانوا يتفاخرون بين قومهم بكلمات من اللغة العربية الجميلة، لتنقلب الأمور اليوم عكس الأمس تماماً، فترى الأم في المجالس والمرافق العامة تتباهى بحديث أبنائها بلغة أجنبية وتتفاخر أمام الأحباب والخلان بمواكبة أبنائها ركب التطور من منظورها الضيق غير مدركة قيمة لغتنا العظيمة، وإلا لما كانت لغة القرآن الكريم في ديننا الحنيف. ختاماً: وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالاهتمام باللغة العربية، فأطلق مبادرة «تحدي القراءة العربي»، وهو أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي، ولم تأت هذه المبادرة من فراغ، بل جاءت مبنية على أسس قوية ورؤية سموه الثاقبة أن بناء لغة جيل المستقبل لن ترتقي إلا بارتقاء اللغة الأم لدى أبنائنا، واللغة العربية لغة جميلة منمقة الحروف بديعة في نسج الكلمات عريقة، لأنها لغة القرآن، فحافظوا عليها، واحرصوا على ترسيخها في أذهان أبنائنا، تكسبوا ارتقاءهم غداً في مجتمعهم العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©