الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بابا الفاتيكان يدعم حق الفلسطينين في «وطن ذي سيادة»

بابا الفاتيكان يدعم حق الفلسطينين في «وطن ذي سيادة»
14 مايو 2009 02:33
أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر، وهو يقف أمام جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في بيت لحم أمس أن «الجدران يمكن أن تسقط». وقال البابا في كلمة ألقاها أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «رأيت الجدار الذي يقتحم أراضيكم ليباعد بين الجيران وليشتت العائلات, ومع أن الجدران يمكن أن تبنى بسهولة، فإننا نعلم أنها ليست دائمة ولا تبقى إلى الأبد، ويمكن أن تسقط». وتابع البابا «من الضروري أولا أن نزيل الجدران من حول قلوبنا, وأن نزيل الحواجز القائمة ضد جيراننا» مضيفا أنه «ينتظر تحقيق السلام والمصالحة في هذه الأراضي المضطربة». وطالب البابا بـ «وطن» للفلسطينيين «يتمتع بالسيادة» وقال إنه يصلي من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة. وتعالت صيحات «يعيش البابا.. تعيش فلسطين» بينما دعا البابا بنديكتوس السادس عشر،في مستهل زيارته لأراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة امس، الى «وطن» للفلسطينيين «يتمتع بالسيادة» وقال إنه يصلي من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.وأعرب البابا عن أسفه للجدار «المأساوي» الذي تقيمه اسرائيل ويخترق الضفة الغربية،ووصفه بأنه رمز لطريق مسدود. وتعالت صيحات «يعيش البابا.. تعيش فلسطين» بينما كان بابا الفاتيكان يمر عبر جدران متعرجة بنتها اسرائيل لتفصل بين بلدة بيت لحم ومدينة القدس القريبة، في اليوم الثالث لزيارته للاراضي المقدسة، حيث كان في استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قال ان اسرائيل تحاول طرد المسلمين والمسيحيين، من خلال فرض اجراءات امنية شاقة. وشاهد البابا بنديكت بنفسه الحقيقة الفاجعة للموقف الفلسطيني، حين مرت سيارته من جانب برج مراقبة حصين عبر بوابة منزلقة من الصلب، في الجزء الاسمنتي من الجدار العازل الذي يقضم اراضي الضفة الغربية. وجدد البابا بنديكت في صباح يوم مشمس، تأييد الفاتيكان لحل الدولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وفي كلمة له في مقر الرئيس الفلسطيني في بيت لحم قال البابا بنديكتوس موجها حديثه إلى عباس: «سيدي الرئيس.. الفاتيكان يؤيد حق شعبكم في وطن فلسطيني ذي سيادة في أرض اجدادكم يعيش في امان وسلام مع جيرانكم داخل حدود معترف بها دوليا». وأضاف «أعرف حجم المعاناة التي تعرضتم لها وما زلتم تتعرضون لها نتيجة هذا الاضطراب العظيم، الذي أصاب هذه الارض طوال عقود. قلبي مع كل الاسر التي خسرت الكثير». وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين او اجبروا على ترك منازلهم في حرب عام 1948 لدى قيام دولة اسرائيل. وقال البابا «قلبي مع الاسر التي شردت» . واختص البابا بحديثه الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحدث عن الخسائر في الارواح التي تكبدها الفلسطينيون خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على القطاع . وقال البابا: «أؤكد.. لمن فقد من بينكم فردا من أسرته او احبائه في المعارك خاصة الصراع الاخير في غزة،تعاطفي العميق وتذكرهم باستمرار في الصلاة». وشجب عباس في كلمته،المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومنهم عشرات الآلاف من المسيحيين. وقال : «أعبر عن فائق شكرنا وتقديرنا لمواقف الكرسي الرسولي المتفهم لمعاناة شعبنا منذ حلت به النكبة قبل واحد وستين عاما. شعبنا الذي لا زال حتى يومنا هذا يطالب بتحقيق العدالة ويسعى صادقا لتحقيق السلام القائم على العدل». وأضاف عباس «في هذه الأرض المقدسة هنالك من يواصل بناء الجدران الفاصلة بدلا من بناء الجسور الواصلة، ويسعى بقوة الاحتلال إلى إجبار مسيحيي ومسلمي هذه البلاد على الهجرة، من أجل أن تتحول أماكننا المقدسة إلى مجرد آثار للسياحة، لا أماكن للعبادة تنبض بالحركة الدؤوبة والمتواصلة للمؤمنين. إن قداستكم على اطلاع تام على الوضع القائم في القدس حيث يحيط الجدار العنصري بالمدينة ويمنع أهلنا من أبناء الضفة الغربية من الوصول إلى كنيسة القيامة أو المسجد الأقصى للصلاة. وتمارس ضد مواطنيها العرب مسلمين ومسيحيين، كل أشكال القمع والاضطهاد ومصادرة الأرض ومنع البناء وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة، في سبيل تكريس ضم إسرائيل للقدس العربية إليها، ولكن القدس العربية هي درة التاج وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». ووجه عباس «رسالة سلام» الى الاسرائيليين لدى استقباله البابا في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال عباس في المخيم الواقع عند مدخل بيت لحم:»امام قداستكم, اتوجه لجيراننا الاسرائيليين برسالة سلام وادعوهم الى التخلي عن احتلالهم وعن استيطانهم واعتقالاتهم واهاناتهم, فأمنهم يتحقق من خلال السلام, وقبولهم في المنطقة يتحقق من خلال السلام, وبالسلام يحل الازدهار والرفاه والتعايش لشعوب هذه المنطقة». واضاف «اجدد الترحيب بقداستكم ضيفا كبيرا وعزيزا على شعبنا الفلسطيني, وأشكركم على هذه اللفتة الكريمة بالحضور الى مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، حيث يمثل هذا المخيم والعشرات من امثاله داخل فلسطين وفي الدول العربية المجاورة, عنوان النكبة والاقتلاع والتشريد التي حلت بشعبنا منذ عام 1948».
المصدر: بيت لحم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©