13 ابريل 2008 22:34
خفيف الدم ·· ثقيل الطينة ··( أيهما أحب ) ··!!
الناس مراتب في مداركهم وعقولهم، وتتفاوت شخصياتهم، وبعض ضعاف النفوس من أهل السخرية والتندر بالآخرين، يستهزئون بالبسطاء أو المبتلين بعيوب خلقية بقصد الإضحاك والتندر بهم· وقد نهى الله عز وجل عن ذلك حيث إن الاستهزاء بالخلقة أو بالمشية أو المركب، ويُخشى على المستهزئ أن يجازيه الله بسبب استهزائه· وقال صلى الله عليه وسلم: ''لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك''· (رواه الترمذي)
واحذر أخي العزيز من المزاح الكثير، فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدنهم المزح في كل الأوقات، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين·· فالمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس·
ولا يجوز الإفراط والدوام على المزاح طوال الوقت لأن كثرة الضحك يورث قسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى· ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار· ولكن إذا تجنب المزاح هذه الأمور فيكون مباحا·
إن البعض يمزح مع الكل دون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره، وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يُعرف· ولا يكون المزاح إلا بمقدار الملح للطعام· ويقول الشاعر
فإياك إياك المزاح فإنه
يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا
ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه
ويورثه من بعد عزته ذلاً
عبدالله أحمد
عدد اليوم
