السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دولتا السودان تتفقان على بدء ترسيم الحدود

دولتا السودان تتفقان على بدء ترسيم الحدود
18 فبراير 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - اتفقت حكومتا السودان وجنوب السودان على البدء الفوري في ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين على أن يكتمل العمل خلال ثلاثة أشهر. وقال يحي حسين عضو وفد الحكومة السودانية للمفاوضات بين الخرطوم وجوبا، إن الجانبين اتفقا خلال جولة المفاوضات الأخيرة باديس ابابا على البدء في ترسيم الحدود واكتمالها في ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن العملية ستجري على 90% من الحدود المشتركة بين البلدين، فيما لا تزال لجنة ترسيم الحدود تواصل عملها بالعاصمة الإثيوبية لحسم مناطق محدودة. ويتشارك السودان وجنوب السودان في شريط حدودي طوله 1200 كيلو متر ويتفاوض الجانبان حاليا بشأن ست مناطق هي أبيي وكافيا وكينجي وحفرة النحاس، الكويك وهجليج ، وتعد ابيي الأكثر تعقيدا من بين المناطق المتنازع عليها بين الجانبين. وكانت جولة المفاوضات الأخيرة برعاية الوساطة الافريقية انتهت باتفاق الجانبين على معاودة المباحثات قبل نهاية الشهر الجاري بوفدين مصغرين لمناقشة رؤية لجنة الوساطة الأفريقية حول إحراز تقدم في المحاور المختلفة. ووصف حسين في مؤتمر صحفي بالخرطوم عقب عودته من أديس ابابا أحاديث سيلفا كير (رئيس دولة الجنوب) بإخفاء الخرطوم لبعض آبار النفط بـ "الساذجة" وتساءل "إذا كان الاتهام حقيقيا لماذا سكت عنها الجنوبيون كل هذه السنوات؟". وأوضح أن حسابات النفط كانت تحت إشراف لجنة مشتركة من الجانبين وتنشر في تقارير شهرية متاحة في موقع الشبكة الدولية (الانترنت)، ولم يستبعد أن تكون العثرات التي تواجه مفاوضات النفط تهدف لإبعاد الشركات الصينية عن المجال النفطي على أن تحل شركات غربية بديلة لها. وقلل يحي حسين من احتمال نشوب نزاع مسلح قائلا انه لن يكون في صالح السودان. وقال إن الخرطوم لا ترغب في خوض حرب مع جنوب السودان وليس من مصلحتها حدوث توترات أمنية في جنوب السودان التي سيكون لها تأثير سلبي في شكل نزوح سكان ومشكلات أخرى. ودحض عضو وفد التفاوض السوداني اتهامات وجهتها جوبا للخرطوم بإعاقة عمليات نقل الجنوبيين إلى مدنهم، وقال إن "الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان يوظف 6 بواخر من أصل 10 بواخر تعمل ما بين ميناء كوستي في الشمال وجنوب السودان لخدمة أغراض تتعلق بنقل سلاح ومعدات بعثة (اليونمس) الدولية في الجنوب مما أثر على عمليات نقل الجنوبيين من الشمال إلى مدنهم في الجنوب". واتفقت الخرطوم وجوبا في وقت سابق على ترحيل 300 ألف جنوبي من السودان، إلا أن خبراء الأمم المتحدة يشككون في إمكانية ترحيلهم قبل التاريخ المحدد. وكان السودان قد أعلن أن 8 أبريل هو آخر تاريخ للجنوبيين الموجودين في الشمال. وتولت منظمة الهجرة الدولية وهي منظمة غير حكومية نقل 17 ألف جنوبي من ميناء كوستي عبر البواخر النيلية إلى مدنهم في الجنوب بينما ينتظر الآلاف هناك في ظروف صعبة. ونفي عضو الوفد الحكومي المفاوض بأديس أبابا تصريحات وزير السلام باقان أموم بشأن استرقاق الخرطوم لنحو 36 ألف جنوبي وإخفاء بياناتهم وأشار إلى أن جهات دولية من بينها وسائل إعلام عالمية فضحت تلك الأكاذيب وأكدت أنه لا وجود لمثل هذه العمليات في السودان . وقال إن خطوات جوبا تتنافى مع جهود إشاعة السلام مشيرا إلى أن أعمال لجنة الترتيبات الخاصة بالمواطنين تواصل أعمالها بأديس أبابا. يشار إلى أن هناك قضايا عالقة بين السودان ودولة جنوب السودان التي تأسست في شهر يوليو الماضي، وتجرى الدولتان مفاوضات بوساطة افريقية بشان القضايا العالقة في العاصمة الأثيوبية اديس ابابا. وأنهت الوساطة الافريقية أمس الأول ، المفاوضات التي انطلقت باديس أبابا الأحد الماضي دون توصل الطرفين لاتفاق حول قضية النفط، وغادر وفدا التفاوض اديس إلى بلديهما. وأكدت مصادر مقربة من كواليس المفاوضات أن الطرفين فشلا تماما في التوصل لحلول بشأن قضية تحديد رسوم عبور نفط الجنوب بسبب تمترس كل طرف خلف مواقفه، وأكدت أن الوساطة لم تطرح اية رؤى جديدة في ذلك الملف لتقريب وجهات النظر، مبينة أن المفاوضات انتهت دون تحديد موعد آخر لاستئنافها. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الصحافة" السودانية المستقلة عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية العبيد احمد مروح قوله "إن المفاوضات اختتمت دون أن يتم الاتفاق على أي من القضايا وبرغم أن كل طرف قدم رؤيته خاصة فيما يتعلق بقضية النفط ،لكنه رجع واكد أن هناك تقدماً نسبياً في الملفات الأخرى على رأسها التجارة بين البلدين والمتأخرات والهجرة، بالاتفاق على الحل عبر لجان وزارية مشتركة بين البلدين، وتبادل الاجتماعات بين الخرطوم وجوبا. وبشأن مقترح الوساطة الافريقية حول الهجرة، قال العبيد إن الوساطة تحدثت عن مبادئ للحل بشأن مواطني البلدين، وأشارت لضرورة بحث تلك القضية بين الدولتين، لاسيما أن الجنوب رأى ضرورة منح رعاياه وقتاً أطول لتوفيق أوضاعهم، وأن الموعد المضروب من الخرطوم غير مناسب. جوبا تحذّر من كارثة تحيق بالعائدين العالقين الخرطوم (الاتحاد) - قال وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في دولة جنوب السودان؛ لوال أشويل، إن الآلاف من مواطني الدولة الوليدة مهددون بكارثة إنسانية في جنوب السودان. وناشد أشويل الحكومة والمواطنين الاهتمام بالقطاع الزراعي. وقال أشويل إن السودان أغلق ميناء كوستي أمام رحلات البواخر النيلية لإعادة الجنوبيين إلى ديارهم، بحجة أن الجنوب يستخدمها لتعزيز وجوده العسكري في الحدود. وأضاف وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث الجنوبي أن هذا القرار جاء بعد التوقيع على مذكرة التفاهم بين دولة جنوب السودان والسودان لترحيل عشرة آلاف مواطن جنوبي من السودان إلى جنوب السودان، منهم أكثر من ألفي مواطن عالق بميناء كوستي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©