الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الشرطة التونسية تفرق محتجين سلفيين

الشرطة التونسية تفرق محتجين سلفيين
18 فبراير 2012
تونس، باريس (وكالات) - أطلقت الشرطة التونسية الغازات المسيلة للدموع أمس لتفريق مئات من المحتجين السلفيين الذين احتشدوا خارج مسجد بعد صلاة أمس مطالبين بإقامة دولة إسلامية في البلاد التي تحكمها الآن حركة إسلامية معتدلة. وبدأ 300 سلفي على الأقل احتجاجهم بعد صلاة الجمعة ونظموا مسيرة في وسط العاصمة وهم يرددون “لا. لا. للعلمانية.. تونس إسلامية”. وأفرزت أول انتخابات في تونس - مهد الانتفاضات العربية - حكومة تقودها حركة النهضة الإسلامية المعتدلة. وأثار صعود حركة النهضة قلق العلمانيين في تونس الذين يخشون من زحف الطابع المتشدد على أوجه الحياة في دولة كانت إحدى أكثر بلدان العالم العربي علمانية وليبرالية. وحرصت حركة النهضة على طمأنة منتقديها بأنها ليس لديها أي خطط لفرض الأحكام المتشددة على التونسيين، لكنها تحاول جهدها أيضاً للسيطرة على السلفيين الأكثر تشدداً الذين يطالبون بدور أكبر للدين في الحياة العامة. وتسببت هذه التوترات في خلق حالة استقطاب في الحياة السياسية في تونس منذ الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي. من جانب آخر عاد مؤخرا الفرنسي فابيان نومان الذي أدين في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين الدين بن علي، بتهمة تهريب مخدرات، بعد اعترافه بذلك تحت التعذيب إلى بلاده، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في سجنه التونسي. وهو يدين بذلك للثورة التونسية ولوالدته التي بذلت جهودا مضنيه لإخراجه. وقال فابيان الثلاثيني الجالس إلى جانب أمه مارتين وشقيقته في منزلهم العائلي في رون آلب (وسط شرق) “أنا مدين للثورة” التونسية. وفي مطلع فبراير بعد الذكرى الأولى لسقوط بن علي وقع الرئيس المنصف المرزوقي مرسوما أفرج بمقتضاه عن فابيان وسجينين فرنسيين آخرين أدينا في قضايا مخدرات وتعرضوا جميعا للتعذيب، كما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، معربة عن “ارتياحها للإفراج عنهم”. وأكد فابيان “أريد أن اشكر الرئيس المرزوقي وسفير فرنسا بوريس بويون لأنهما أخرجاني من السجن” مضيفا “لقد ارتكبت خطأ، هذا واضح، لكنني دفعت ثمنا باهظا”. وفي أكتوبر 2008، اعتقل هذا الشباب الذي ليس له سوابق عدلية، قرب تونس وبحوزته كمية من الحشيش، فيما اعتبره أول تجربة “تهريب” تحولت إلى كابوس. وقد أدلى باعترافاته، لكن ذلك لم يكف فعذبه رجال الجمارك لعدة أيام “ظنا منهم أنني جزائري”. وأضاف “في اليوم الأول ضربوني لعدة ساعات وكانوا يقولون (سنفعل بك كل شيء ، ستختفي) حتى ظننت أنهم سيقتلونني”. وأكد “أتوا ببطارية وصعقوني بالكهرباء في ركبتي وضربوني بهراوة وفي قاعة الاستجواب كانت الجدران ملطخة بالدماء”. وتابع “في الساعة الثالثة صباحا جاء شخص ووبخهم وأخرجهم وطلب مني أن البس ثيابي وأعطاني سيجارة فقلت في نفسي (لقد انتهى الأمر” لكن بعد عشر دقائق قال لي (ستقول الحقيقة) ووحده ضربني أكثر مما ضربني الآخرون”. وأضاف: “في الساعة السادسة صباحا وصلت عاملة التنظيف وبصقت علي”. ووقع فابيان على اعترافات في وثيقة باللغة العربية بدون مترجم مقرا بوقائع أخرى لم يرتكبها وأدين بالسجن أربعين سنة وفي محكمة الاستئناف بعشر سنوات ، قضى منها ثلاث سنوات في سجن المرناقية قرب تونس. وقال “رأيت شخصا ثقبوا ركبتيه، وفتيان اقتلعت أظافرهم لحيازتهم كمية قليلة من الحشيش ورأيت كيف أن الفساد والضرب في مراكز الشرطة أمر عادي هناك، ورأيت سجينا تعرض إلى الاغتصاب، لكنه لم يخف ذلك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©