الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطربون يحطمون قيود الاحتكار.. وينتجون أغانيهم من مالهم الخاص

مطربون يحطمون قيود الاحتكار.. وينتجون أغانيهم من مالهم الخاص
25 فبراير 2014 11:44
عبر السنوات القليلة الماضية شكلت ظاهرة الاحتكار في الفن إشكالية كبيرة وصدامات أدت إلى ظهور العديد من المشكلات على الساحة الفنية العربية والخليجية، وهو ما جعل العديد من الفنانين يشعرون بأن حقوقهم مهدرة وأن فنهم يخضع للابتزاز من قبل الشركات الفنية الكبرى، لذا استطاع العديد منهم أن يفك شيفرة الاحتكار الفني المرير، عن طريق إنتاج أغنيات منفردة وتصويرها على طريقة الفيديو كليب، وعلى نفقتهم الخاصة. تامر عبد الحميد (أبوظبي) – يرى بعض الفنانين الإماراتيين أن الحل الأمثل لتفادي الشروط الجزائية التي تضعها معظم شركات الإنتاج الفنية، وتضعهم تحت رحمة «الاحتكار» لسنوات طويلة، هو إصدار الأغنيات المنفردة، التي لا تحتاج إلى تكلفة عالية وجهد أكبر، على عكس إصدار الألبومات، لذا اتخذوا قراراً بانتهاج سياسة عدم الانضمام إلى شركات إنتاج. «الاتحاد» التقت مجموعة من الفنانين الإماراتيين الذين عبروا عن آرائهم حول هذه الظاهرة، وكيفية الخروج من نفقها المظلم. جني الأرباح كانت البداية مع الفنان حمد العامري الذي يغيب عن سوق الكاسيت منذ فترة طويلة، وأوضح أنه قرر منذ فترة الابتعاد عن إصدار الألبومات الغنائية لسببين، الأول لأنه يحب الحرية ولا يتعايش مع التقيد، المتمثل في بنود العقود الاحتكارية لدى شركات الإنتاج، لذا فهو لم يتعاقد مع إحدى الشركات الفنية، حتى لا يكون تحت رحمتها في تنفيذ الأغنيات أو إصدار الألبومات أو تصوير الأغنيات على طريقة الفيديو كليب، أما السبب الآخر فيتمثل في «القرصنة» التي أدت إلى تراجع سوق الكاسيت بشكل كبير، لدرجة أن أغلب شركات الإنتاج الفنية قللت إنتاجاتها للألبومات، وسعت وراء تسويق فنانيها في الحفلات والمهرجانات حتى يظل اسم الشركة موجوداً على الساحة، وفي الوقت نفسه تجني الأرباح المطلوبة من خلال هذه الحفلات، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن كلامه هذا لا يعني أنه اعتزل إصدار الألبومات، فهو من الممكن أن يصدر أحد الألبومات الغنائية في الفترة المقبلة وعلى نفقته الخاصة، لكن بعدما تتحسن أوضاع سوق الكاسيت، متمنياً في المستقبل أن يتم تأسيس إحدى شركات الإنتاج الفنية المحلية في دولة الإمارات، وذلك لكي تدعم فنانيها المحليين من دون وعود زائفة وعقود غير منصفة. قناعة وثقة من جهتها، أكدت أريام أنها مقتنعة وواثقة تمام الثقة بأن الأغنيات المنفردة تصل بشكل أسرع إلى الجمهور، وبالتالي لا تحتاج إلى شركة إنتاج تضعها في «خانة» الاحتكار وتتحكم بشكل كبير في مسارها الفني، وقالت: على الرغم من عدم تعاقدي مع إحدى شركات الإنتاج الفنية، وقلة عدد ألبوماتي التي أصدرتها في الأسواق، إلا أنني «مرتاحة» جداً في تنفيذ الأغنيات المنفردة، وأرى أنها تناسبني فنياً ومادياً بشكل كبير، وفي الوقت نفسه تحقق النجاح المرجو منه بالنسبة لي. ولا تخفي أريام أن انضمام الفنان لشركة إنتاج فنية تدعمه بشكل كبير في العديد من النواحي الفنية، إلا أنها ترفض التعاقد بسبب الشروط الجزائية وبنود العقود، التي ترفضها والدتها بصفة مستمرة، لاسيما أنها تعمل في المحاماة وتتولى إدارة أعمالها الفنية، وستظل تنفق على فنها من مالها الخاص لأنها لن تدفن نفسها مع شركات الإنتاج الفنية. أزمة القرصنة ويرى الفنان محمد المزروعي، أن أسهم شركات الإنتاج الفنية في تراجع ملحوظ بسبب «القرصنة» وتحميل الأغنيات عبر المواقع الإلكترونية الموسيقية عبر الإنترنت، وقال: تواجه أغلب الشركات الفنية في الأساس أزمة القرصنة وسرقة الأغنيات وتحميلها على الإنترنت قبل إصدار الألبومات، وبالتالي لا تحقق الألبومات الأرباح المطلوبة للفنان والشركة نفسها، لذا اتجه البعض لإصدار الألبومات الغنائية خوفاًِ من أن يضيع جهده المبذول في تنفيذ أغنيات الألبوم. وتابع المزروعي: بصفة عامة أبتعد عن عدم الانضمام إلى شركات الإنتاج الفنية بسبب احتكارها لفنانيها، وأهتم بالتركيز على إصدار أغنيات منفردة، وبثها عبر الإذاعات المحلية والعربية، وتصويرها على طريقة الفيديو كليب، لاسيما أنها تحقق نجاحاً أسرع من التحضير لألبومات غنائية تحتاج إلى جهد كبير وخطة مدروسة للدعاية والإعلان والتسويق له، وهذا لن يتم بالشكل السليم إلا مع وجود شركة إنتاج. وعن أسباب توجهه في الفترة الأخيرة إلى إصدار أغنيات منفردة، أوضح أن الأغنيات المنفردة هي الطريقة المثلى للوصول إلى الجمهور، والحل الأنسب لعدم الابتعاد عنه والتواجد على الساحة الفنية، خصوصاً للمطربين الشباب الذين لا يستطيعون إنتاج وترويج ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة. عائق كبير وتعد الفنانة أوتار من أنصار عدم الانضمام إلى شركات إنتاج وعدم الموافقة على الشروط الجزائية لبنود العقد، وقالت: انتهيت منذ فترة من تسجيل أغلب أغنيات ألبومي الجديد الذي يحوي 10 أغنيات جميعها باللهجة الخليجية، لكنني لم أصدره حتى الآن في الأسواق، لاسيما أنني لم أجد شركة الإنتاج التي تدفعني بنود عقدها للموافقة على الانضمام إليها، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة وجود شركات إنتاج إماراتية فنية، تدعم الفنان الإماراتي مالياً وفنياً من دون بنود عقود الاحتكار، التي تقف عائقاً كبيراً أمام العديد من المطربين. وأشارت أوتار، التي تنتج أعمالها الفنية من مالها الخاص منذ أن دخلت عالم الغناء، إلى أنها كانت في السابق تتبع عملية إصدار الأغنيات المنفردة لكي تتفادى موضوع الاحتكار، وكذلك لتتواجد على الساحة الفنية بشكل مستمر، لكنها وجدت أنها بذلك ستبتعد كثيراً عن سوق الكاسيت، خصوصاً وأن إصدار الألبومات الغنائية هو الرصيد الحقيقي للفنان، لكنه في الوقت نفسه كان من الصعب عليها إنتاج أحد الألبومات الكاملة بفردها، لاسيما وأن الإنتاج والدعاية والتسويق تحتاج إلى مبالغ مادية كبيرة، حتى يحقق الألبوم النجاح المطلوب، لذلك فهي على الرغم من انتهائها من تسجيل أغنيات ألبومها الجديد، إلا أنها تنتظر الدعم المناسب لإصداره في الأسواق. شكاوى وصدامات من جهته، أكد الفنان حبيب إلياسي أنه لا يسعى مطلقاً وراء الانضمام إلى شركة إنتاج فنية، لاسيما أنه سمع العديد من الشكاوى وصدامات من أغلب الفنانين حول بنود العقود وغير ذلك، وقال: منذ أن دخلت عالم الغناء، قررت أن أنتج أعمالي الغنائية من مالي الخاص، حتى أبتعد عن الاحتكار وبنود العقود لدى شركات الإنتاج الفنية، التي تتحكم في الفنان بشكل كبير وتهدر حقه، لافتاً إلى أنه سمع العديد من التصريحات من قبل بعض الفنانين، حول ما يواجهونه من بعض شركات الإنتاج الفنية التابعين لها التي أهدرت حقوقهم في أمور فنية كثيرة، منها تأخر الشركة في إصدار الألبومات، وعدم التزامهم بتوقيت تصوير الأغنيات على طريقة الفيديو كليب، وكذلك المشاركة في الأرباح التي يجنيها الفنان في الحفلات والمهرجانات بشكل كبير، الأمر الذي على أساسه يضطر أغلبهم لفسخ التعاقد مع الشركات حتـي لو دفعوا الشروط الجزائية، فالمهم عندهم الخروج من قفص التحكم والاحتكار. وتابع إلياسي: أسير منذ فترة على قاعدة إصدار الأغنيات المنفردة، لاسيما أننا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، فإصدار ألبوم غنائي يحتاج الكثير من الوقت والجهد، الأمر الذي يبعد أي فنان فترة طويلة عن الساحة، لذلك قررت انتهاج هذا الأسلوب، لكي أعوض ما فاتني خلال الفترة الماضية، إضافة إلى أن الأغنيات المنفردة هي الأنجح والأسرع انتشاراً ووصولاً إلى مسامع الناس، مشيراً إلى أن الفنان يضع كل طاقاته وإمكاناته واهتمامه في تنفيذ أغنية واحدة، ويسوقها بطريقة سريعة وسهلة، ولذا لا يحتاج إلى الانضمام إلى شركات الإنتاج. ورغم أنه يفضل إصدار الأغنيات المنفردة، إلا أن إلياسي شدد في الوقت نفسه على ضرورة إصدار الألبومات، وقال: لا أستطيع الابتعاد نهائياً عن إصدار الألبومات، خصوصاً وأنني من المفترض أن أكون متواجداً في السوق الغنائي، لذا فكرت في ضم الأغنيات المنفردة التي أصدرتها في الفترة السابقة وحققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، في ألبوم غنائي واحد، وأصدره في الأسواق بالاتفاق مع إحدى شركات التوزيع، وبذلك أصبحت حاضراً في سوق الكاسيت، من دون الاستعانة بشركات إنتاج فنية. الهاملي ينتظر عقداً بعيداً عن الاحتكار أوضح الفنان الإماراتي الشاب محمد الهاملي، الذي يستعد لإصدار ألبومه الغنائي الأول في الأسواق بعدما يأتيه العقد المناسب من إحدى شركات الإنتاج الفنية التي لا تضعه تحت وطأة الاحتكار والتقيد، أنه استطاع بعد عناء تنفيذ وتسجيل أغلب أغنيات ألبومه الأول، لكنه في انتظار أن يأتيه العقد المناسب له حتى يصدر ألبومه في الأسواق، خصوصاً وأنه لا يستطع تحمل تكلفة الإنتاج والتوزيع والتسويق، مشيراً إلى أن عقود الاحتكار لدى شركات الإنتاج الفنية هي التي أخرته كثيراً من عدم إصداره لأحد الألبومات الغنائية منذ أن دخل الساحة الفنية، لاسيما أنها منعته من الانضمام إلى إحدى الشركات. وتابع: لم أجد حلاً في التواجد على الساحة إلا عن طريق إصدار الأغنيات المنفردة غير المكلفة مادياً، حتى لا أبتعد عن جمهوري كثيراً، خصوصاً وأن الابتعاد في الفن يؤثر وبشكل كبير على الفنان وعلاقته مع جمهوره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©