أبوظبي (الاتحاد)
«الأمن والأمان»، عبارة أصبحت تعتلي معايير السفر بالنسبة للسياح حول العالم، حسبما أكد الرئيس والرئيس التنفيذي لمجلس السفر والسياحة العالمي ديفيد سكوسيل، الذي بين أن خيارات السياح تبدلت إلى وجهات مختلفة تمتاز بالأمن والأمان كعنصر مهم، إضافة إلى عناصر أخرى مهمة، منها البنية التحتية وجودة الخدمات وسهولة التأشيرات.
فسكوسيل، أشار في حوار مع «الاتحاد»، إلى دولة الإمارات باتت وجهة مثالية وجاذبة للسياح من مختلف دول العالم، لما تتمتع به من أمن واستقرار، وبنية تحتية ضخمة وذات مستوى عال.
وأضاف أن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي عامة تتبع سياسة تنويع الاقتصاد المحلي، من خلال الاعتماد على قطاعات غير نفطية، في ظل تراجع أسعار النفط، وعلى رأسها السياحة والطيران.
وشدد على أهمية التحول إلى التأشيرات الإلكترونية في دول الخليج.
وتوقع نمو مساهمة السياحة بالناتج المحلي الإمارات للعام الجاري، بعد تراجعه بنسبة طفيفة بلغت 1% العام الماضي.
وعالمياً، أكد سكوسيل أنه رغم التحديات العالمية، فإن القطاع استطاع تحقيق النمو رغم جميع التحديات من أمنية وسياسية وتحديات اقتصادية، حيث استطاع تحقيق نمو يصل إلى 3.3% العام الماضي في مساهمة القطاع بالناتج المحلي العالمي، مشيرا إلى أنه ينمو بوتيرة أسرع وأفضل من نمو الاقتصاد العالمي.
وأضاف «رغم التحديات الأمنية والاقتصادية إلا أن مساهمة القطاع بالناتج المحلي العالمي ارتفع إلى 7.6 تريليون دولار بحصة 10.3% وأوجد وظيفة من كل 10 وظائف، أي 292 مليون وظيفة العام الماضي، ما يؤكد أهمية هذا القطاع الحيوي.
وأكد أن قطاع السياحة خلال الـ 35 عاماً الماضية لم يشهد أي تراجع إلا خلال 3 سنوات، وذلك عند 3 أحداث رئيسة، وهي حرب الخليج وأحداث 9/11، والأزمة المالية العالمية، إلا أن الأحداث والتحديات الحالية لم تؤثر على قدرة القطاع على النمو، بل أحدث تباطؤاً في النمو فقط.
وشدد على أن عدداً من الدول حققت تراجعا في النمو السياحي بسبب تأثيرها المباشر من الإرهاب، فمثلا فرنسا تراجع إنفاق السياح فيها بنسبة 7.3% العام الماضي، وفي بلجيكا 4.4%، وتركيا 22%، وفي شمال أفريقيا 16%، لا سيما مصر، حيث إن مساهمة القطاع بالناتج المحلي بمصر العام الماضي أقل بنسبة 50% مقارنة مع ما تم تحقيقه بمستويات قياسية العام 2008. في المقابل، أضاف سكوسيل، حققت دول أخرى نموا في الطلب، مثل إيطاليا والإمارات وبلغاريا وقبرص.
ويتسم قطاع السياحة بالمرونة، حيث تبدلت خيارات السياح إلى وجهات أكثر آمانا، بحسب سكوسيل، ففي أوروبا شهدت بلغاريا نموا في إنفاق السياح بنسبة 12.4%، وقبرص 17.1%، والبرتغال 4.6% وإسبانيا 5.2%، وسلوفاكيا 13.2% وبولندا 8.6%، والمغرب 6.8%.
وقال إن التحديات الاقتصادية من تراجع أسعار النفط وقوة الدولار، والتي أثر على كثر من العملات، منها العملات الأوروبية والروسية، أسهمت في تأثر السياحة الوافدة من تلك الدول إلى كثير من الوجهات.
وأكد سكوسيل أنه لن يتوقف الناس عن السفر، فهو قطاع مرن رغم التهديدات حول العالم، مشددا على ضرورة تركيز الدول على الأمن حيث ندعو الدول العمل على 4 طرق رئيسية للتحضير للأزمات، وهي دمج القطاع الخاص السياحي بجميع عمليات التخطيط الأمنية وتنفيذ التأشيرات الإلكترونية لتعزيز الأمن باستخدام أحدث التقنيات، إضافة إلى إيجاد خطط استجابة للأزمات وزيادة تبادل المعلومات الأمنية عبر الحدود.
ومن المتوقع أن ينمو قطاع السياحة العالمي والسفر 3.8% العام الجاري، ويولد 7.9 تريليون دولار، وخلال العقد المقبل من المتوقع أن ينمو القطاع سنويا بنسبة 3.9%.
وسجلت منطقة جنوب آسيا أعلى معدلات نمو العام الماضي بواقع 8% لا سيما السوق الصيني، وحققت أميركيا اللاتينية أدنى معدلات نمو بواقع 0.2%، أما شمال شرق آسيا حققت نموا بواقع 4.6%، وأوقيانوسيا 4.4%، والبحر الكاريبي 3.2%، وأميركا الشمالية 3.1%، والشرق الأوسط 2.7%، وشبه الصحراء الأفريقية 2.4%، وأوروبا 1.6%.
عدد اليوم
