الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حرب باردة» لكبح الطموحات الإيرانية

26 مارس 2010 00:39
يقول خبراء إنه في ظل فشل القوى الكبرى في الاتفاق على فرض عقوبات قاسية جديدة على إيران، ولأن العمل العسكري ينطوي على مخاطر جمة بالنسبة للغرب، فإن الاحتواء بأسلوب الحرب الباردة قد يكون الطريقة الواقعية الوحيدة لكبح جماح الطموحات النووية لطهران. ومن العوامل الأخرى التي تدعم هذه الحجة نخبة حاكمة في إيران من علماء الدين تستبعد معتقدات أفرادها المناهضة للغرب أي تقارب عن طريق التفاوض فضلاً عن نظام تفتيش تابع للأمم المتحدة أضعف من أن يرصد أي محاولة سرية لتطوير قنابل ذرية في الوقت المناسب. وكانت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون العام الماضي عن الكيفية التي قد تتعامل بها واشنطن مع طهران في حالة امتلاكها قدرة نووية من خلال تسليح دول حليفة للولايات المتحدة وإنشاء درع دفاعية، أصابت إسرائيل بالذهول وأثارت غضبها لأنها تعتبر طهران مصدر تهديد لوجودها. وسارع مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التأكيد حينذاك وما زالوا يقولون الآن، إن العالم لا يمكن أن يسمح بأن تملك إيران قدرة نووية وإن فرض عقوبات أكثر قسوة سيساعد في إحباط أي سيناريو من هذا النوع. لكن حتى وزير الدفاع الإسرائيلي أشار إلى أن امتلاك إيران لقدرة نووية “مارقة” لن يهلك العالم وأنه يجب أن يكون لدى صناع السياسة خطة بديلة قوية يلجأون إليها (حتى لو لم يقولوا هذا علناً)، إذا فشلت العقوبات في كبح جماح إيران. وقال ايهود باراك في كلمة الشهر الماضي “لا أعتقد أن الإيرانيين حتى إذا امتلكوا القنبلة سيلقونها فوراً على جار ما. إنهم يفهمون تماماً ما قد يعقب هذا. إنهم متطرفون لكنهم ليسوا مجانين”. وألمح باراك إلى خطر الإبادة المؤكد الذي تواجهه إيران من عدوين لديهما قدرة تسلحية نووية أكبر (إسرائيل والولايات المتحدة) إذا بدأت صراعاً نووياً. وقال في لقاء عقده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني في 26 فبراير الماضي، “يجب أن... نفكر بدقة وبطريقة مترابطة منطقيا في ما سيحدث إذا فشلت العقوبات او المحادثات”. ومع تزايد الشكوك بشأن جدوى العقوبات الفعالة او الحرب الوقائية، تصاعد الجدل حول ما إذا كان يمكن “احتواء” إيران ذات استعداد نووي مثلما فعلت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي السابق والصين في حقبة الحرب الباردة. وقالت مجلة “فورين بوليسي” في مقال بعنوان “بعد أن تحصل إيران على القنبلة” إن الاحتواء قد يكون مفيداً لأن الأولوية القصوى بالنسبة لطهران هي حماية النظام. وتدرك إيران أن عليها قيوداً لعملها “بين جيران قلقين” لا تسعى إلى غزو بلادهم. وكتب جيمس لينزي وراي تاكيه المحللان الاستراتيجيان بمجلس العلاقات الخارجية بنيويورك يقولان إن مغزى البرنامج النووي هو أن تكون إيران “القوة المهيمنة في المنطقة مع الحفاظ على السيطرة السياسية بالداخل”. وقالا إن استراتيجية الاحتواء او الردع قد توضح لإيران أنها لا تستطيع أن تبدأ حرباً تقليدية او تستخدم او تنقل معرفة او مواد او أسلحة نووية للآخرين او تزيد الدعم لهجمات المتشددين في الخارج دون أن تثير انتقاماً من الولايات المتحدة بأي وسيلة بما في ذلك الأسلحة النووية. ويستشهد دعاة الاحتواء بتاريخ إيران من الحذر الاستراتيجي حتى في ظل الحكم الثوري منذ عام 1979. وتجنبت إيران الصراع العسكري المباشر مع الدول المتخاصمة معها واتجهت بدلاً من ذلك إلى دعم متشددين بالوكالة لطخوا الهيمنة الأميركية والإسرائيلية بالشرق الأوسط بالدماء لكنهم لم يعرضوها للخطر. وكان رئيس جهاز المخابرات الأميركي دنيس بلير اعتبر أن طهران لن تكون قادرة على إنتاج رأس حربي نووي من اليورانيوم عالي التخصيب قبل عام 2013 بسبب مشاكل تقنية ما زالت بحاجة إلى التغلب عليها. لكن في الشهر الماضي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إنها تشتبه في أن إيران تعكف سراً على تصميم صاروخ يحمل شحنة نووية. في الوقت نفسه أجرت ايران تجارب لصواريخ ذاتية الدفع أحاطتها بدعاية كبيرة وتقول إنها ستصد أي “عدوان” من قبل عدويها الولايات المتحدة وإسرائيل. كما صدت إيران الرئيس الأميركي باراك أوباما في مناشداته للتفاوض على اتفاقات يقول إنها ستضمن حق طهران في الطاقة النووية المخصصة لأغراض سلمية بحتة تخضع لعمليات تفتيش من الوكالة الذرية. وبالنظر إلى عناد إيران، عكفت واشنطن على بناء أنظمة إنذار مبكر وأنظمة دفاع ضد الصواريخ ذاتية الدفع مما دفع بعض المشرعين والمحللين الأميركيين إلى قول إن هناك استراتيجية احتواء ناشئة بالفعل. وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن إن إيران تعتبر برنامجها النووي مرادفاً للسيادة ولذلك فإن “أفضل السيناريوهات وأكثرها واقعية هو حرب باردة طويلة بين إيران والغرب”.
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©