الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سماع» تجمع بين الإنشاد الإسلامي والترانيم القبطية

«سماع» تجمع بين الإنشاد الإسلامي والترانيم القبطية
15 مايو 2009 02:05
من قلب القاهرة التاريخية، ومن داخل قصر ثقافة الغوري تنطلق أصوات سبعين منشدا في عرض غنائي يحمل اسم «رسالة سلام» للعالم في تأكيد لحوار الثقافات وتعانق النفس البشرية وتوحد اللحظة الوجدانية. العرض الذي يمتد لساعة يسعى للوصول إلى حالة التوحد بين البشر من خلال الموسيقى وتقدمه فرقة «سماع» الدولية للإنشاد الديني والموسيقى المقدسة وتضم فرقة للإنشاد الصوفي وفرقة الترانيم القبطية، وفرقة الترانيم الكنائسية وفرقة إندونسيا للإنشاد. واستطاع المخرج انتصار عبدالفتاح صاحب فكرة العرض أن يحدث تواصلا وانصهارا بين المنشدين والجمهور ،حيث تعالت الأصوات في حب الله والرسل والأديان لتؤكد التكامل وتحث على الحب والتسامح. وشعر أعضاء الفرقة بالغبطة والسعادة حين تزاحم على حضور العرض المصريون والأجانب وتواصل كل منهم مع العرض بطريقته الخاصة وتفاعل الجميع مع العرض الذي يمزج الإنشاد الديني الإسلامي بالترانيم الكنائسية بمهارة ويجمع بين المتشابه في المقامات والألحان ببراعة. إلى ذلك، يقول عبدالفتاح إن الموسيقى توحد المشاعر والشعوب والثقافات ولكن عرض «رسالة سلام» ليس عرضا فنيا فقط بقدر ما هو أيضا التفاف الناس على اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم حول لحظة وجدانية وانسانية في حب الله، فقد احتضن قصر ثقافة الغوري بالكتابات على جدرانه ومعماره الجميع ليصبح مركزا كونيا يؤكد التوحد والارتقاء بالانسان. ويضيف أن العرض يقدم رسالة سلام تؤكد أن الإنسان هو الوطن، والوطن هو الإنسان رغم اختلاف الثقافات واللغات ،ففي قبة الغوري توحدت اللحظة وأصبح العالم كله وطنا واحدا يجمعه التواصل، فالدين يحقق التواصل القائم على المحبة والسلام، حيث تتوارى الثقافات واللغات وتتوحد المشاعر وتنصهر في بوتقة واحدة. ويوضح عبدالفتاح أن فكرة العرض تلائم مشروع إحياء القاهرة التاريخية ،حيث تمثل سلسلة متصلة لإحياء فنون هذه المنطقة وإعادة ذاكرتها الثقافية، والعرض نتاج ورشة عمل أقيمت في قصر ثقافة الغوري تحت مسمى منشد الغوري وتم استقبال أصوات غنائية من القاهرة والأقاليم وتدريبها على الإنشاد الديني وأصوله ومزج ما تقدمه الفرقة مع ما تقدمه فرقة الترانيم القبطية من خلال التركيز على المتشابه في الإيقاعات والمقامات ثم أدخلت فرقة الترانيم الكنائسية وهي تقدم ترانيم لمؤلفين من عصر النهضة وبها مقامات موسيقية متميزة وأخيرا تم إلحاق فرقة أندونيسيا للإنشاد والتي تشدو بلغات عدة بينها العربية والإنجليزية لتصبح الفرقة مكتملة تحت مسمى فرقة «سماع» للإنشاد الديني والموسيقى المقدسة. ويؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد دخول فرق أخرى مثل الترانيم البيزنطية من اليونان وفرقة أفريقية واخرى إسبانية تحاكي الأجواء الأندلسية ليمثل العرض رسالة سلام من قلب القاهرة التاريخية إلى العالم كله. ويضيف: «العرض مرتبط بالإنسان في كل مكان دون تحديد جنسيته أو ديانته ولهذا يشهد ردود فعل إيجابية داخل مصر وخارجها فعندما عرضناه بالقاهرة شهد إقبالا واسعا وعند عرضه بتونس والمغرب تكرر نفس الإقبال وهو ما يؤكد الإيمان بأهمية الالتفاف حول قيم المحبة والتسامح».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©