الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشؤون الإسلامية» تواصل جهودها لتفعيل العناية ببيوت الله

«الشؤون الإسلامية» تواصل جهودها لتفعيل العناية ببيوت الله
15 مايو 2009 02:05
تواصل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فعاليات الحملة الثالثة لرعاية وبناء المساجد في إمارات الدولة كافة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، فقد تم تسليم أئمة المساجد «كوبونات» للتبرع والمساهمة في فعاليات الحملة، وعقدت الهيئة خلال الأيام القليلة الماضية اجتماعات مكثفة مع أئمة المساجد والعاملين بها في كل من أبوظبي والشارقة، عجمان، لتفعيل العناية ببيوت الله. وسوف تعقد اجتماعات في أم القيوين بعد غدٍ الأحد، وفي رأس الخيمة يوم الثلاثاء المقبل لتأكيد أهمية إشعار رواد المساجد بضرورة العناية ببيوت الله مادياً ومعنوياً وبيان أشكالها كتعطيرها والحرص على نظافتها وترتيب المصاحف بها والمحافظة على البيئة الداخلية والخارجية للمساجد ومرافقها. كما ستعقد «الهيئة» اجتماعات مماثلة في الفجيرة يوم 21 الجاري وفي المنطقة الغربية يوم 24، وفي بني ياس يوم 26، وفي العين 28 يوم من الشهر ذاته. وقد اتخذت الحملة من الحديث النبوي الشريف شعاراً لها، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من بنى لله تعالى مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتاً في الجنة) وحددت قيمة المفحص بـ200 درهم. والقطاة هو طائر من فصيلة اليمام، لا يحتاج لكي يتكاثر إلا لأن يتخذ مفحصاً أي موضعاً يجثم عليه ويبيض فيه. وتستهدف الحملة التي تستمر شهراً إبراز حرمة المساجد وإعمارها وفق أرقى النماذج الحضارية، والحث على المساهمة المجتمعية في رعاية بيوت الله وإعمارها. و إيجاد أكبر قدر من الشراكة في رعاية المساجد بين الهيئة والمجتمع. وتنمية ثقافة المجتمع تجاه المساجد روحياً وتربوياً. وقال الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس الهيئة إن هذه الحملة السنوية هي الثالثة للعناية ببيوت الله عز وجل، والتي يراد منها المشاركة الاجتماعية والرسمية من حيث إن المساجد هي الواحات الإيمانية والروحية والثقافية لكل شرائح المجتمع، ولذلك ينبغي أن تلبي احتياجات هذه الشرائح، إعماراً وصيانةً ونظافةً وتأثيثاً، مما يجعلها أبداً منارات هداية وسكينة وإشعاع. وأوضح المزروعي أن الهيئة توفر من خلال حملتها لرعاية وبناء المساجد الإمكانية لكل فرد بأن يساهم بما يستطيع، ويضع بعضاً مما يملك سواء في مشروع بناء مسجد، أو التكفل بنظافة مسجد أو أكثر، وكذلك إمكانية الإسهام في تجديد فرش مسجد أو أكثر أو تزويد المساجد بالمصاحف. وتركز الحملة على ضرورة التعاون مع الجميع في العناية ببيوت الله، وأن يكون لكل فرد في المجتمع سلوك إيجابي نحو المساجد متخذاً من نهج سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة والنموذج الذي يحتذى به لذلك. من جانبه، قال الدكتور محمد سالم مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن الهيئة تهدف من وراء إطلاق الحملة استبدال المساجد المؤقتة «الكرفانات»، التي «تمت إحالتها من الخدمة» بأخرى دائمة، تتميز بقدر كبير من الفن المعماري الذي يتناسب وقدسيتها ومكانتها، وسط النسيج العمراني المعاصر والحديث الذي تمتاز به مدن وأحياء الدولة. وقال الكعبي إن الحركة المزدهرة في بناء المدن والأحياء يجب أن تتواكب بازدهار مماثل في شتى مجالات الخدمات، ومنها المساجد بناءً وصيانة وتأثيثاً ونظافة، مشيراً إلى أن الهيئة جهزت في كل إمارة بيانات باحتياجات المجتمع من هذه المساجد وملاحقها، موضحاً أن حملة هذا العام تستهدف بناء أعداد من المساجد تكفي الاحتياجات الجديدة. وأشار الكعبي إلى أن بناء المساجد في الفترة المقبلة لن يتم بطريقة عشوائية، وإنما سيخضع لمعايير فنية عالية تلتصق بالتراث الإماراتي، تضعها لجنة تم تشكيلها رسمياً مشكلة من جهات حكومية عدة. ولفت إلى أن الأموال التي سيتم جمعها من الحملة ستخصص بالدرجة الأولى لاستبدال المساجد المؤقتة «الكرفانات» بأخرى دائمة «بعد أن تجاوز عمر بعضها 20 سنة»، مشيراً إلى أنه الهيئة تمكنت من إزالة 400 «كرفان» وستقوم بإزالة العدد المتبقي منها في القريب العاجل. وأعلنت الهيئة عن توفيرها سبلاً مختلفة وسهلة للتبرع للحملة، عبر إرسال الرسائل النصية عن طريق «الموبايل» باللغتين العربية والإنجليزية، أو عبر شراء «الكوبونات» التي يتم توزيعها على أئمة المساجد ومندوبيها في منافذ البيع الخاصة بها، بالإضافة إلى إتاحتها هاتفاً مجانياً لتلقي تبرعات الجمهور، إلى جانب توفيرها موظفين مهمتهم تسلم مبالغ المتبرعين في أماكن وجودهم. فضل رعاية المساجد تعتبر المساجد من أحب بقاع الأرض إلى الله تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها» رواه مسلم، فمن عمرها شهد الله سبحانه له بالإيمان، ومن بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة، ومهما كان الإسهام في بناء بيوت الله فإن المسلم سينال الأجر الكبير من الله الكريم سبحانه، ولو كان كمفحص قطاة - أي كعش طائر - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة». ويعد بناء المساجد من الصدقات الجارية، قال صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماًَ علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته». ويكفي عمار المساجد فضلاً وثواباً وعطاءً أن الله سبحانه يكتب لهم ثواب كل عبادة وخير يقام في هذا المسجد ما دام قائماً، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء». وقد خص الله تعالى عمار المساجد بالتنويه والثناء، فقال سبحانه: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ» التوبة: 18. وما من أحد تعلق بالمساجد إلاَّ رفع الله قدره، وأعلى مقامه، قال تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ» «سورة النور - الأيتان: 36 – 37. والتعلق بالمساجد يعبر عنه ويظهره بناؤها وتنظيفها والسهر عليها لتكون واحة آمة، تصفو فيها الأرواح، وتطمئن في جنباتها النفوس والقلوب. ومن كرامة محبي المساجد على الله تعالى أنه يجعلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه». كما أن من يحافظ على نظافة المسجد أو يساهم في بذل ما يعين عليها يناله الأجر الكبير والفضل العظيم، عن أبي هريرة أَن امرأة كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت. قال: «فهلا آذنتمونى». فأتى قبرها فصلى عليها وهذا يدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره لكل من اهتم بالمسجد ونظافته أو شارك في نظافته بغسل أو تجمير وغيره. رخّص بقصر وجمع الصلوات والفطر للمسافر الرسول يوصي بأدعية وأذكار السفر أحمد شعبان القاهرة - في السفر العديد من الفوائد والمنافع، فهو فرصة للراحة من متاعب الحياة، والعمل والتربح، وللوقوف على عجائب البلدان وغيرها الكثير من المنافع التي تعود على الإنسان بالنفع والمصلحة، وإذا كان السفر والترحال من جملة الحاجات البشرية التي لا غنى عنها، فقد وضعت الشريعة له من الضوابط والآداب ما يجعله داخل إطار التعبد لله جل وعلا. وللسفر آداب وسنن أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول الدكتور عبدالله الصبان -أستاذ الحديث بجامعة الأزهر - ومنها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حث على اتخاذ الرفيق في السفر، واختيار الجماعة واحدا منهم ليكون أجمع لكلمتهم وأبعد عن النزاع، كما حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أن يسافر الرجل وحده. وأضاف أن الأحاديث النبوية الشريفة تدل على ذلك، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده»، وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم»• وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه الاستخارة في شؤون الحياة وخاصة في السفر، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا القرآن». والاستخارة سنُة نبوية يعلم منها المسافر إن كان الخير في بقائه أو سفره، وفيها تربية للمسلم أن يربط أموره كلها بخالقه ومدبر أموره، فلا يقدم على شيء ولا يتأخر عنه إلا بعد أن يستخير الله ويفعل ما ينشرح له صدره. وأضاف: للسفر أذكار ينبغي للمسافر الحرص عليها، منها أذكار الركوب وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضي، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنّا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من عناء السفر - أي شدته - وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون»• وكان من سنُة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أنهم يكبرون إذا صعدوا مرتفعا؛ لما في ذلك من تعظيم الله في هذا الموضع المرتفع، وإذا نزلوا منخفضا سبحوا الله ونزهوه، وعن جابر -رضي الله عنه- قال:» كنا إذا صعدنا كبرنا واذا نزلنا سبحناه». وارشد النبي -صلى الله عليه وسلم- من نزل منزلا أن يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فلا يضره شيء حتى يرحل من مكانه، وعن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»• وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل قرية أو شارف على دخولها قال «اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها»• ومن الهدي النبوي الدعاء للمسافرين عند وداعهم، والوصية بتقوى الله - عزوجل - كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو للمسافر بقوله «استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك» ودعا عليه الصلاة والسلام لأحدهم فقال «اللهم اطوِ له الأرض وهوّنْ عليه السفر» وجاء رجل يوما إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني فقال له «زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت»• ومن أحكام السفر التي ينبغي عدم التساهل فيها سفر المرأة بلا محرم، فقد نهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لما فيه من الخطر العظيم والفتنة الكبيرة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم»• ومن سُنن السفر أن يبدأ المسلم عند وصوله بالمسجد فيصلي فيه ركعتين كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفعل، وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين»• وإذا كان السفر قطعة من العذاب كما صح بذلك الحديث، فقد جاءت الشريعة بالتخفيف في الأحكام والترخيص في العبادات، ومن ذلك قصر الصلاة الرباعية ركعتين والجمع بين الصلاتين والفطر إذا شق الصوم، والمسح على الخفين مدة ثلاثة أيام بلياليهن. وبين -صلى الله عليه وسلم- أن المسافر يكتب له أجر ما كان يعمله من عمل صالح في حال إقامته في البلد المسافر إليه، فضلا من الله ونعمة، فقال -صلى الله عليه وسلم- «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا»• أسماء النبي «الأمين» صفة غلبت حتى صارت اسما أحمد شعبان «الأمين» من أسماء الرسول - صلى الله عليه وسلم- والأمانة من صفاته الخُلقية التي لقب بها لصدقة وأمانته، وهي صفة أخذت طابع الاسم لكثرة ما كان الناس يلقبونه بها، قال تعالى: «إنه لقول رسول كريم• ذي قوة عند ذي العرش مكين• مطاع ثم أمين» التكوير : الآيات 19 - 21• وقال ابن فارس: «من أسمائه -صلى الله عليه وسلم- الأمين، وهو اسم مأخوذ من الأمانة وأدائها وصدق الوعد، وكانت العرب تسميه الأمين قبل أن يبعث، لما عاينوا من أمانته وحفظه لها، وكل من أُمن الخلف والكذب فهو أمين، وكل راع للأمانة أمين»• وذكر ابن فارس ونسبه القاضي عياض لأكثر المفسرين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يدعي بالأمين في الجاهلية وفي صغره لوقاره وصدق لهجته وهديه واجتنابه الخبائث• وعن علي بن إبي طالب - رضي الله عنه - في بناء البيت قال:» لما أرادت قريش أن يضعوا الحجر تشاحنوا في وضعه، فقالوا: أول من يخرج من هذا الباب فهو يحكم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه قالوا: قد جاء الأمين»• وفي رواية أخرى أخرج الإمام أحمد في مسنده حديث السائب بن عبدالله - رضي الله عنه - عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية، حتى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه• وقال آخرون: «نحن نضعه• فقالوا: اجعلوا بينكم حكما، قالوا: أول رجل يطلع من الفج، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتاكم الأمين، فقالوا له فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه - صلى الله عليه وسلم»• وفي حديث مسلم في كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم، حدثنا عبدالرحمن ابن ابي نعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن بذهبة فقسمها بين اربعة نفر فقال رجل من أصحابه: كنا نحن احق بهذا من هؤلاء• قال: فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ألا تأمنوني؟» وأنا أمين من في السماء؟ يأتيني خبر من في السماء صباحا ومساء» وعن يزيد بن عبدالله بن قسيط، عن أبي رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ضاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضيفا، فلم يكن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يصلح، فأرسل إلى رجل من اليهود: يقول لك محمد رسول الله: اسلفني دقيقاً الى هلال رجب قال: لا إلا برهن، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته فقال: «أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض، ولو أسلفني أو بايعني لأديت اليه» فلما خرجت من عنده نزلت هذه الآية: «لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين» الحجر 88 نزلت تعزيه عن الدنيا• وقالت برة بنت عامرالثقفية لإخوتها: كيف سمعتم عنه - صلى الله عليه وسلم - في أمانته؟ قال حميم: سمعت العرب تقول: إن محمدا - ظاهرا وباطنا - لا يعرف في قومه إلا بالأمين الصادق، عنده ودائع النساء وذخائر الإماء، وودائع البادية ورهائن الحضر، يودعه عدوه ووليه وعنده عدوه ووليه في الوديعة سواء• وروى الطبراني في المعجم من حديث شداد بن أوس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخره الصلاة»• وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن فقدان الأمانة من علامات الساعة، فروى البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة فقال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»• ومن أهمية الأمانة التي وصف ولقب بها الرسول - صلى الله عليه وسلم- انه عليه الصلاة والسلام - أخبر أن إضاعة الأمانة من علامات النفاق، فروى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان»• وقال تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها» النساء 58•
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©