الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علي بن تميم: الإمارات رسخت طبيعتها الحضارية بوصفها مثالاً للتسامح والتكافل بين الشعوب

علي بن تميم: الإمارات رسخت طبيعتها الحضارية بوصفها مثالاً للتسامح والتكافل بين الشعوب
6 مارس 2018 23:42
إبراهيم سليم (أبوظبي) اختتمت أمس في أبوظبي فعاليات «مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف»، الذي عقد تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأوضح سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام» في ورقة علمية قدمها خلال الجلسة الرئيسية أمس، والتي عقدت تحت عنوان: «التسامح والوسطية والحوار: مرتكزات للتعايش السلمي»، أن الإمارات نجحت في ترسيخ طبيعتها الحضارية بوصفها مثالا حيا للتسامح، والتعاون والتكافل بين الشعوب، من خلال اعتماد آليات في مكافحة التمييز ونبذ الكراهية بين الأديان، لافتاً إلى أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قانون مكافحة التمييز والكراهية، جاء تأكيداً لدور الدولة في تجريم كافة أشكال ازدراء الأديان والمقدسات وخطابات الكراهية والتكفير. واعتبر أن حركات الإسلام السياسي وجميع الحركات المتطرفة، ترفض مبدأ الحوار، نظراً لكونها حركات استئصالية مما يدفعها للقتل والإرهاب والعنف والتهجير، مشدداً على أن التجانس المجتمعي يتحقق من خلال وجود ثقافة تحترم التعدد وتدافع عنه، وتؤمن بالحوار كوسيلة لحل المشكلات. ودعا إلى بلورة استراتيجية إعلامية تقوم على نبذ ثقافة الكراهية والإقصاء وخطاباتها، مبينا أنّ شيوع هذه الثقافة وما يعبر عنها من خطابات فكرية ودرامية هو خنجر مسموم في صدر المجتمع يصعب على أي مجتمع أن يتعافى منه إلا بعد أن يدفع الثمن غاليا، لهذا يتوجب على المنصات الإعلامية أن تتصدى لذلك عن طريق نشر الوعي بما تنطوي عليه هذه الثقافة من نزعة تدميرية، وكذلك بلورة خطاب فكري وفنّي يقوم على التعددية الثقافية التي تحترم الخصوصيات الثقافية، وقد أصبحت التعددية الثقافية أحد أقوى عناصر تماسك الهويات الوطنية في المجتمعات المتعددة الثقافات. كما دعا إلى تسليط الضوء من خلال برامج فكرية وفنية على طبيعة مجتمع الإمارات وما فيه من تعددية ثقافية ودينية، فالإمارات كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله: «دولة يعيش فيها جميع البشر، على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي، يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة، بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق». وأشار في كلمته إلى وجود مبادرات خلاقة في دولة الإمارات خاصة بالتسامح، على الإعلام أن يسلط أضواء كاشفة عليها ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم من حولنا اضطرابات غير مسبوقة، تتزايد فيها مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية، تنطلق من دولة الإمارات مبادرات إنسانية تهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، فهناك جائزة محمد بن راشد للتسامح وهناك المعهد الدولي للتسامح وهناك وزارة التسامح. وبين سعادته أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تمثل منطلقا للإعلام في استعادة خطاب التسامح، ومبادرات سموه تشكل منطلقا إعلاميا فسموه يرى: «الإمارات تنسج بنهجها الخير الذي أرساه زايد أنموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش.. كسبت به قلوب الملايين حول العالم.. هنالك الكثيرون على امتداد الوطن يكنون المحبة لنا في قلوبهم.. يتعايشون معنا... ويشاطروننا أحلامنا وتطلعاتنا.. لهؤلاء جميعاً نقول الإمارات بلدكم الثاني». وشدد على مكافحة الفكر الإرهابي المتشدد وفضح أساليبه وتحصين الشباب من خطره، ويتم ذلك من خلال برامج فكرية وفنية تتولى ذلك، فلا يجوز أن يكون الإعلام محايدا بل عليه أن يقوم بنشر الوعي وأن يشكل جزءا فاعلا من أساليب الوقاية التي تنتهجها دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب. وأكد أهمية نشر الروح الإيجابية التي تقف سدا منيعا أمام الرؤى السلبية والمحبطة والمتشائمة، وبناء أعمال درامية وبرامج فكرية تعزز ثقة الشباب بواقعهم ومستقبلهم، من أجل بناء جيل مسلح بالوعي والفكر والثقافة، يؤمن بالتسامح ويكون قادرا على الوقوف في وجه الفكر المتطرف. كما أشار سعادته إلى العلاقة بين التسامح والوسطية، باعتبارها علاقة جدلية، ففي ظل التسامح تولد الوسطية التي تعني الاعتدال والقصد والبعد عن الإفراط والغلو، وفي مناخات الوسطية يقوى التسامح ويصلب عوده، وليس من شك أنّ الوسطية هي طريق التقدم والنهوض، فإذا كان التطرف والغلو يقودان إلى العزلة والعنف، فإنّ بلورة مشروع يقود إلى التغيير الحضاري، لا يتشكل إلا في مناخات الاعتدال. وأكد سعادته أن الوسطية ترفض التخلف وتؤمن بضرورة تغييره، لكنّها تؤمن بالتدرج والعمل الدؤوب لبناء مجتمع يقوم على التسامح، فالفكر الوسطي يفضي إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي، فلا تنمية من دون استقرار، ولا استقرار من دون اعتدال، يؤمن الفكر الوسطي بالآخر ولا يرفضه ويسعى من أجل تأمين نقاط التقاء مع الآخرين، ومن ثمار الاعتدال زرع الثقة بين أبناء المجتمع الواحد وهو ما يشيع حالة من المودة، ويبني علاقات اجتماعية إيجابية، بعيدة عن التعصب والحقد وكل ذلك يساعد في بناء المجتمع وتحقيق حالة من الاستقرار التي تهيئ المجال للتفاعل الاجتماعي البناء. استعادة خطاب التسامح وناقشت الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر دور الإعلام المسؤول نحو استعادة خطاب التسامح، تحدث فيها محمد الحمادي المدير التنفيذي للنشر، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، والدكتور سلطان النعيمي أكاديمي وباحث متخصص في الشأن الإيراني، وفرناندو ريفاس الخبير الأمني الأسباني وأدار الجلسة أحمد المنصوري. وأكد محمد الحمادي، أن قناة الجزيرة كانت عراب الإرهاب الذي اعتمدت عليه الجماعات المتطرفة بداية من ابن لادن وما تلاه من تنظيمات، وأن الإعلام أداة مهمة في مواجهة الإرهاب وانه تم استغلال بعض وسائل الإعلام في فترة من الفترات لكن تم تدارك الوضع. وتابع: علينا الاستفادة من الإعلام في نشر قيم التسامح، وان الكثير من القنوات الفضائية الدينية عززت الانقسام، وأن الإعلام تسبب بنقل رسائل داعش، وروج له سواء بقصد أو من دون من بعض الوسائل، مما أعطى صورة للآخر بأن الإسلام دين قتل، وهذا يحتاج إلى وقت كبير لتنقيته ومحو هذه الصورة، ويجب على الإعلام تعزيز الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الذي يتسم بالتسامح والوسطية والاعتدال. وأوضح الحمادي أن معظم من تم تجنيده كانوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الجميع أن يدرك ما عليه من واجبات في مواجهة الإرهاب أو الاستقطاب، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية استغلت التطور التقني لتنفيذ مخططاتها وبث أفكارها واستقطبت وأثرت في كثير من الأشخاص بدءا من أشرطة الكاسيت وحتى فيسبوك وتويتر، وانتهى إلى أن المسؤولية تقع على الجميع وليس على المؤسسات الإعلامية فقط. كما تحدث محمد الحمادي عن الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب والتطرف، منوهاً بدورها الهام في كشف جماعة الإخوان المسلمين، ومخططاتها وكذلك كشف زيف وادعاءات التنظيمات الإرهابية. وشدد على ضرورة تكاتف جميع الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي للقيام بدورها في التوعية خاصة للشباب والأطفال من خلال رسائل واضحة ومناسبة لهم نظراً لكونهم الفئة الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات المتطرفة. وذكر الحمادي أن قناة الجزيرة كمثال لوسائل الإعلام التي احتضنت الجماعات الإرهابية، وفتحت المجال أمامهم، لبث أفكارهم التكفيرية، مؤكداً أن ما قامت به ساهم في تعزيز دور تلك الجماعات، حيث كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي ساندت تنظيم القاعدة وبثت رسائل أسامه بن لادن وجميع التنظيمات الإرهابية لاحقاً. وتساءل الحمادي عن دور القنوات الدينية وانتشارها بشكل كبير مؤخراً إذ قال: «المنطقة العربية فيها نحو ألف و400 قناة، منها 100 قناة دينية فما الهدف من كل تلك القنوات ولماذا نحتاج إلى كل ذلك العدد؟! ورأى أن وسائل الإعلام بحاجة إلى سقف ومساحة للتحرك مع وجود ضوابط ومسؤولية أخلاقية لخدمة الأهداف المجتمعية والالتزام بالقانون في نفس الوقت. وأوضح الحمادي أن طبيعة الإمارات واحتواءها على 200 جنسية جعل الإعلام يتخذ مساراً تنموياً، وأن «الإنسان»، هو محور الإعلام، فأصبح الإعلام الإماراتي مثالا للإعلام الذي يجمع ولا يفرق ويتعامل مع الجميع والذي أدى إلى سيادة روح إيجابية وأخلاقية منذ قيام الاتحاد. ولفت إلى أن اجتماعات وزارية ناقشت دور الإعلام خاصة العربي الذي تم استغلاله من جانب التنظيمات الإرهابية وتغلغلوا فيه وبثوا رسائلهم، وبدأ الأعلام في الآونة الأخيرة التنبه. وأكد أهمية توعية وتثقيف المجتمع وتوضيح أن هذه التنظيمات، لها أهدافها السياسية وليست الدينية فقط، وأهداف سياسية تسعى إليها عبر كل شيء حتى لو بالقتل وسفك الدماء، وعلى جميع أفراد المجتمع أن يكشفوا عورات هذه التنظيمات وفضح توجهاتها وأهدافها الخفية المتسترة باسم الدين. بدوره، أكد الدكتور سلطان النعيمي، أكاديمي وباحث متخصص في الشأن الإيراني، أن مواجهة الفكر الذي تنشره الجماعات المتطرفة تحتاج إلى تعليم راق، وقوانين تؤطر العديد من الجوانب، لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشدداً على أن وجود بيئة آمنة لن يتحقق سوى بالتسامح والتصالح داخل المجتمع. ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في مواجهة الإرهاب، قائلاً: «حاولت التنظيمات الإرهابية بث سمومها عن طريق بعض المنابر الإعلامية لخلق منفذ لبث ايديولوجيتها المتطرفة، وهو ما نجحت فيه إلى حد ما، مؤكداً أن الخطورة تكمن مع التطور التكنولوجي الحالي في عدم إمكانية السيطرة على المحتوى خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «إمكانية السيطرة على تلك المنابر حاليا، هشة للغاية بسبب تنوع وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بشكل كبير، حيث أصبح وجودها من المسلمات، ولكن تظل المشكلة في المحتوى وليس في نوع الوسيلة. وأضاف: الخطاب العاطفي الذي استخدمته الجماعات الإرهابية ساعد على استغلال العديد من الشباب، إذ تم التأثير عليهم من خلال تصدير مصطلحات الاضطهاد الديني وهو ما قامت به إيران على سبيل المثال إذ استغلت العاطفة نحو القضية الفلسطينية في خدمة مصالحها واهدافها السياسية. وتابع: قناة الجزيرة فتحت أبوابها للتنظيمات الإرهابية وفتحت المجال أمام مصطلحات جديدة مثل الطائفية والتي ظهرت بعد الغزو الأميركي للعراق وبدأت تلك المنابر المتطرفة بتوظيف المذاهب الدينية واستغلالها سياسيا وعاطفياً. وتابع: «قام النظام الإيراني باستغلال المذاهب الدينية وتوظيفها سياسيا، كما أسس للطائفية لتحقيق أهدافه ومآربه من خلال استغلال تلك المنابر الإعلامية والتي تسببت في بث الطائفية واحداث شروخ في المجتمع، وهو ما عززته وسائل التواصل الاجتماعي مع انتشارها لاحقاً، ولذلك أصبح على الإعلام الوطني مسؤولية كبيرة الآن للقيام بدوره في مواجهة تلك الأفكار والاتجاه إلى الحصانة الخلاقة والإبداعية، وأصبحنا بحاجة إلى إعلام ذكي خلاق قادر على محاربة التنظيمات والجماعات. احتضان الشباب اعتبر الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري، عميد كلية الآداب- جامعة الملك فيصل، خلال كلمته في جلسة «دور الشباب في صناعة حوار مستدام» أن شباب المملكة العربية السعودية كانوا من أكثر الشباب في المنطقة العربية وقوعاً في فخ الجماعات الإرهابية التي استطاعت السيطرة على عقولهم وتجنيدهم واستغلالهم، في القتل والتدمير. وقال: نظراً لطبيعة المجتمع السعودي المتدين كان التأثير العاطفي باسم الدين كبيراً للغاية، فوقع الشباب ضحية لجماعات الإسلام السياسي وأصبحنا نراهم يقتلون ويفجرون ساحات المساجد، ولكن نحن كأساتذة وأكاديميين الآن يقع على عاتقنا دور كبير في الاهتمام بالشباب وفتح باب الحوار معهم واحتضانهم لإنقاذهم وكسب ثقتهم للوقوف في وجه الفكر المتطرف. وأكد أن الشباب طاقة تملك الكثير من الإيجابيات ولديها مبادرات وقدرة على التمييز، بشرط توافر الثقة والشخصية القيادية، والنموذج الذي يحتذون به، وأنه من واقع خبرته فإن الشباب لديهم سقف عال وطموح، والتعامل مع شريحة الشباب أسهل بكثير من غيرهم ولديهم من الانتماء والوطنية ما ليس لدى غيرهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©