الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجمعية العامة تدعم المبادرة العربية وتدين القمع السوري

18 فبراير 2012
عواصم (وكالات) - زادت الجمعية العامة للأمم المتحدة الضغوط على النظام السوري الليلة قبل الماضية بالموافقة بأغلبية ساحقة رغم معارضة موسكو وبكين، على قرار يدعم خطة الجامعة العربية الداعية إلى تنحي الرئيس بشار الأسد منددة بقمع الاحتجاجات السلمية، وتطالب بوقف فوري لإراقة الدماء والبدء بعملية الانتقال السياسي السلمي بقيادة سورية نحو نظام ديمقراطي قائم على التعددية بما في ذلك الشروع في حوار جاد بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة برعاية الجامعة. وحصل القرار الذي يشبه مشروع قرار أحبطته روسيا والصين في مجلس الأمن في 4 فبراير الحالي باستخدامهما حق النقض “الفيتو”، على تأييد 137 من أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 عضواً، بمعارضة 12 عضواً بينما امتنع 17 عن التصويت فيما أعلنت 3 وفود أن تصويتها لم يظهر على اللوحة الإلكترونية لإحصاء الأصوات. وكانت روسيا والصين من بين أولئك الذين عارضوا القرار الذي صاغته السعودية وقدمته مصر بالنابية عن الوفود العربية لدى الأمم المتحدة. وفي أول رد فعل لها قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في بيان “أرسلت الجمعية العامة رسالة واضحة إلى شعب سوريا.. العالم معكم”، قائلة “غالبية ساحقة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ساندت الخطة التي قدمتها الجامعة العربية لإنهاء معاناة السوريين.. الأسد لم يكن قط معزولاً مثلما هو الآن”. كما سارع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى الإشادة بتبني الجمعية العامة القرار، معتبراً أنه يشكل دعماً كبيراً وواضحاً للشعب السوري. بالتوازي، اعتبرت لندن تبني القرار الذي يدين النظام السوري عبارة عن رسالة واضحة للأسد بأن قادة العالم سيحاسبون المسؤولين عن حملة القمع العنيفة التي يتعرض لها المناهضون للنظام. في حين رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقرار مناشدة روسيا والصين اللتين صوتتا ضد القرار، بإعادة التفكير في موقفهما تجاه سوريا. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن القرار “يعكس اتجاهاً مزعجاً.. يتمثل بمحاولة عزل القيادة السورية ورفض أي اتصال معها وفرض صيغة خارجية لتسوية سياسية”. وأشارت وكالة أنباء الصين الرسمية “شينخوا” إلى أن الدعوات إلى وقف العنف فوراً يجب أن تحظى بدعم قوي.. “لكن الضغط على طرف واحد لا يمكن أن يساعد في السعي إلى تسوية ملائمة للمشكلة السورية”. من ناحيته، رفض السفير السوري بشار جعفري القرار وأبلغ الجمعية العامة أنه جزء من مخطط لإطاحة الحكومة السورية. وقالت منظمة العفو الدولية إن القرار الذي تم تبنيه بأغلبية ساحقة يوجه “رسالة واضحة لا لبس فيها” لنظام الأسد. وقال القرار إن الجمعية العامة “تدعم بشكل كامل” خطة الجامعة وتحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تعيين مبعوث خاص إلى سوريا بالتشاور مع الجامعة. وأدان دمشق “لانتهاكاتها الواسعة والممنهجة لحقوق الإنسان” داعياً إلى انسحاب القوات السورية من البلدات والمدن. وقال أسامة عبد الخالق نائب السفير المصري إن القرار رسالة إلى النظام السوري بأنه “حان الوقت لأن يصغي إلى صوت شعبه”. ودعت الجامعة العربية إلى إنشاء بعثة مشتركة لحفظ السلام من الأمم المتحدة والجامعة لحماية المدنيين في سوريا لكن الدول الغربية ردت بفتور على الفكرة ولم يدعمها قرار الجمعية العامة. ويطالب القرار الحكومة السورية بوضع حد لهجماتها على السكان المدنيين ويدعم جهود الجامعة لضمان انتقال ديمقراطي في سوريا. وللقرار بعد رمزي خصوصاً كون الجمعية العامة هيئة استشارية لا يتمتع أي عضو فيها بالفيتو. وعلى إثر صدور قرار الجمعية العامة، دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون “السلطات السورية للإصغاء إلى نداء المجتمع الدولي وإلى صوت الشعب السوري”. ونقل المتحدث باسمه عنه قوله “من الضروري أن يتحدث العالم بصوت واحد لإنهاء إراقة الدماء ولمضاعفة الجهود لمعالجة هذه الأزمة سلمياً.. هذا ما قامت به الجمعية العامة الخميس”. وأبدى الأمين العام “استعداده لتحمل مسؤولياته، الأمر الذي يطلبه القرار”، مؤكداً أنه “سيعمل بشكل وثيق مع الجامعة” في محاولة لحل هذه الأزمة. وغداة مصادقة الجمعية العامة على مشروع القرار العربي، ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بالقمع “الوحشي” الذي يمارسه نظام الأسد، وشددا على الدور الأساسي للمعارضة المدعوة إلى “تنظيم صفوفها” بشكل أفضل. وقال ساركوزي “لن نقبل بأن يقتل ديكتاتور شعبه”، مبيناً أن الظروف غير ملائمة لتدخل عسكري. وأضاف الرئيس الفرنسي أن “المضي قدماً في الشأن السوري يعني أولاً تشديد العقوبات، ليس ضد الشعب السوري بل ضد القادة، وثانياً مناقشة ما يمكننا القيام به لمساعدة المعارضة لنظام الأسد على توحيد صفوفها وتقديم بديل يتسم بالصدقية”. وقال “نحن مستعدون لبذل مزيد من الجهود لكننا نقول لجميع الذين يريدون الديمقراطية في سوريا: (نظموا صفوفكم، تجمعوا)، وقولوا لنا كيف نستطيع أن نساعدكم وسنقدم لكم مزيدا من المساعدة”. وكان ساركوزي يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع رئيس الحكومة البريطانية الذي اعتبر أن “ما يحصل في سوريا وحشي”. وقال “يجب أن نتخذ كل التدابير الممكنة، ونمارس أقصى الضغوط على الأسد.. لحمله على وقف المجزرة التي تتوالى فصولاً في الوقت الراهن”. الزياني: قرار الجمعية العامة يكشف عزلة نظام الأسد دولياً الرياض (وام) - أشاد معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سوريا، ووصفه بأنه قرار تاريخي أكد رفض المجتمع الدولي للانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب السوري الشقيق وكشف عزلة النظام السوري دولياً. وقال الأمين العام لمجلس التعاون في بيان إن موافقة 137 دولة على مشروع القرار العربي يمثل دعماً كبيراً للجهود التي بذلتها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية يوقف نزيف الدم وينهي العنف ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق. وأضاف أن القرار الأممي رسالة بالغة الدلالة تؤكد دعم المجتمع الدولي للشعب السوري ومطالبه المشروعة وإدانته لما يرتكب في سوريا من انتهاكات صارخه لحقوق الإنسان وسفك للدماء الزكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©