الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسار لبنان الصعب في ذكرى اغتيال الحريري

16 فبراير 2015 23:28
قبل عشرة أعوام، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في تفجير هائل لشاحنة ملغومة. ولكن تداعيات الاغتيال الذي زج بلبنان في مسار صعب من العنف والاضطراب السياسي مازالت تتردد حتى اليوم. ولم يتعاف لبنان تماماً إلى الآن من تجاذبات الأزمة، ومع هذا ينظر البعض إلى منطقة الشرق الأوسط التي تنشب في العديد من دولها الحروب والفوضى ويحمد الله على أن لبنان لم ينزلق إلى فوضى كاملة. ويعتقد «آلان عون» نائب حزب «التيار الوطني الحر» المسيحي المتحالف مع كتلة «حزب الله» الشيعية في البرلمان أن لبنان كان ساحة للحرب بالوكالة بين بعض الدول الإقليمية قبل عام 2011 وحالياً هناك ساحات أخرى للصراع بين تلك القوى مثل سوريا والعراق واليمن، وبالتالي أصبح من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان لأن كل شيء متصل بعضه بعضاً. وقد أقيمت محكمة خاصة كُلفت بالكشف عن قتلة الحريري واعتقالهم ومحاكمتهم. وحالياً تحاكم المحكمة الدولية التي تتخذ من هولندا مقراً لها خمسة أعضاء من «حزب الله» غيابياً للاشتباه في ضلوعهم في الهجوم الذي قتل فيه أيضاً 22 آخرون. ولكن بعد مرور عشر سنوات، لم تتمكن المحكمة من الكشف عمن أصدروا أمر الاغتيال الذي غيّر الخريطة السياسية في لبنان. وقد ألقيت اللائمة على نطاق واسع في مقتل الحريري على سوريا. وفي الشهور التي سبقت الاغتيال كانت العلاقات بين رئيس النظام السوري بشار الأسد والحريري متدهورة بشدة في غمرة أجواء تهديد ووعيد. وفي الأسابيع التي تلت الاغتيال، انفجرت احتجاجات شعبية مناهضة لسوريا في وسط بيروت. وأيدت الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان كانتا في ذلك الوقت على خلاف مع نظام الأسد، الاحتجاجات وساعدتا على إطلاق تحقيق للأمم المتحدة في مقتل الحريري. ومع تصاعد الضغوط سحبت دمشق قواتها من لبنان بعد شهرين فحسب من مقتل الحريري. وفي عام 2006، خاض «حزب الله» المتحالف مع سوريا وإيران حرباً دامت شهراً مع اسرائيل في جنوب لبنان. وعادت التوترات السياسية داخل لبنان بمجرد انتهاء الصراع. وادت خلافات بشأن تشكيل الحكومة إلى انسحاب حكومة في نوفمبر 2006، تبعه اعتصام في وسط بيروت في الشهر التالي دام 16 شهراً. وفي مايو 2008، أعلنت حكومة فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني السابق أيضاً، أن شبكة «حزب الله» الخاصة في الاتصالات «غير قانونية وغير مشروعة» وأمرت بطرد قائد أمني على صلة بـ«حزب الله» في مطار بيروت. وأعلن حسن نصر الله زعيم «حزب الله» أن هذا «بمثابة إعلان حرب»! وترنح لبنان مرة أخرى لعدة أيام على شفير حرب أهلية جديدة. ولكن دولاً إقليمية تدخلت وتراجعت الحكومة عن مرسومها بشأن شبكة اتصالات «حزب الله» وانتهى الاعتصام، ولكن الاغتيالات التي بدأت بالحريري استمرت لتحصد أرواح أربعة سياسيين من حركة «14 آذار» وسياسي من حركة «الثامن من آذار» المدعومة من سوريا وإيران، واثنين من الصحفيين المعارضين للنظام السوري، وثلاثة ضباط أمن. وفي عام 2009، كشفت تحقيقات الأمم المتحدة عن أدلة تشير إلى تورط «حزب الله» في اغتيال الحريري. وكان نصرالله قد اتهم إسرائيل بالاغتيال. وفي وقت مبكر من يناير 2011، رفض سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني في ذلك الوقت ونجل رفيق الحريري طلب «حزب الله» بوقف كل تعاون مع المحكمة الدولية، فاستقال وزراء كتلة «8 آذار» وسقطت الحكومة. وبعد ستة أشهر، أصدرت المحكمة الدولية صحيفة اتهام ضد أربعة رجال من «حزب الله» ولكن نصرالله قال إن المتهمين لن يعتقلوا «في 30 يوماً ولا في 300 سنة». ولكن الاضطراب السياسي الذي سببه اغتيال الحريرى توارى عن الانظار بعد نشوب الحرب الأهلية في سوريا. وزلزلت الحرب التي تطحن سوريا لبنان ووقعت سلسلة تفجيرات انتحارية في المناطق الشيعية، وتدفق أكثر من مليون لاجئ سوري إلى البلاد. وأرجأ البرلمان الانتخابات مرتين بسبب الظروف الأمنية. والبلاد بغير رئيس للدولة في غمرة تناحر بين المرشحين المتنافسين. ويعتقد سياسيون ومحللون لبنانيون أن على البلاد أن تبقى بمأمن من العواصف التي تضرب المنطقة حالياً أملًا في تحقيق تسوية في المستقبل. نيكولاس بلاندفورد - بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©