الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب وبحر جنوب الصين

7 يناير 2018 22:13
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة الكثير من الأشياء في عام 2017 واحتج عليها علناً، لكن أعمال البناء الصينية في بحر جنوب الصين لم تكن من بين الموضوعات التي انتقدها، على الرغم من خطابه المتشدد خلال الحملة الانتخابية الرئاسية ضد الصين وسياساتها. الرئيس الأميركي، الذي يركز على كوريا الشمالية، والمنجذب بكل وضوح إلى الرئيس الصيني «شي جينبينغ»، قال أشياء قليلة نسبيا في وقت واصلت فيه الصين البناء على الجزر والصخور والشعاب المرجانية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وكان تقرير صيني حديث قد أشاد بالتقدم الذي تم تحقيقه في بحر جنوب الصين العام الماضي، لافتا إلى أن مجموع أعمال البناء هناك بلغت 290 ألف متر مربع، أو 72 فدانا. وشملت تلك الأعمال إنشاء حظائر طائرات، ومستودعات صواريخ، ورادارا كبيرا، وأجهزة استشعار، وذلك وفق صور للأقمار الاصطناعية حللتها «مبادرةُ الشفافية البحرية لآسيا»، وهي مركز بحوث أميركي. وتشدد الصين على أن سيادتها تشمل كل بحر جنوب الصين تقريبا. وفي عام 2016، كانت محكمة دولية قد حكمت ضد تلك المطالبات، لكن قرار المحكمة أُهمل وتم تجاهله عموماً من قبل كل من الفلبين، التي رفعت الدعوى، وكذلك بكين التي صدر الحكم ضدها. وبعد أن أضافت آلاف الفدانات إلى جزر سبارتلي خلال السنوات الأخيرة، تقوم الصين الآن ببناء قواعد هناك. وحين تصبح جاهزة، ستمكّن تلك القواعد الجيش الصيني من إجراء دوريات في بحر جنوب الصين على نحو أفضل، وهو ما يمكن أن يغيّر توازن القوة الإقليمي. والواقع أن الأمر يتعلق بنزاع ترابي واختبار للنفوذ الإقليمي معاً، في وقت أخذت تبدو فيه الصين التي تزداد قوة وثقة هي التي تحدد الشروط. ومع أن عمليات الاستصلاح والبناء الصينية بدأت قبل مجيء ترامب، إلا أن الكثيرين كانوا يتوقعون ردا أقوى من الرئيس الجمهوري مقارنة مع رد الإدارة السابقة. والواقع أن استراتيجية الأمن الوطني الأميركية التي نشرت الشهر الماضي تشير بالفعل إلى «جهود (الصين) لبناء وعسكرة قواعد متقدمة تعرّض للخطر التدفق الحر للتجارة، وتهدّد سيادة دول أخرى، وتُضعف الاستقرار الإقليمي». إلا أن عددا من الخبراء لا يرون ما يؤشر على أن الموضوع يشكّل أولوية بالنسبة للبيت الأبيض. وفي هذا الإطار، يقول جوليان كو، أستاذ القانون بكلية الحقوق في جامعة هوفسترا بنيويورك والخبير في بحر جنوب الصين: «لا أحد في البيت الأبيض يركز اهتمامه على موضوع بحر جنوب الصين، في ما نعلم على الأقل»، مضيفاً: «وأعتقد أنه سيظل موضوعا في مراتب أدنى على سلم الأولويات، وهو ما يصب من دون شك في مصلحة الصينيين». المقاربة الصامتة التي تتبناها الإدارة الأميركية منحت الصين «بطاقة مرور مجانية» في عام 2017، وذلك لأنها تنازلت في ظرف دقيق، كما يرى جاي إل. باتونجباكال، مدير معهد الشؤون البحرية وقانون البحر في جامعة الفلبين. ويقول هذا الأخير: «إذا قامت الصين بنقل سفن وأسلحة إلى هناك بالفعل، فإنها ستكمل مخططاتها وستجعل هيمنتها على بحر جنوب الصين دائمة، لأنهم عندما يفعلون ذلك، لن ينسحبوا». غير أنه في عام 2018، قد يخلق ذلك تحديات جديدة لترامب. فحين كان مرشحاً، كان ترامب يصوّر الصين باعتبارها بلدا حديث النعمة يفوز دائما وينبغي الوقوف لها بالمرصاد. وفي هذا السياق، قال محذرا في عام 2016 إن الصين «ستذهب إلى بحر جنوب الصين وستبني قلعة عسكرية ربما لم يسبق للعالم أن رأى نظيرا لها، وذلك لأنهم لا يكنون أي احترام لرئيسنا ولا يكنون أي احترام لبلدنا». غير أنه في السنة الأولى من رئاسته، كان ترامب هو الذي يبدي الاحترام، مغدقا الثناء على الرئيس الصيني. وعلى الرغم من أنه لم يصدر عن ترامب أي مؤشر واضح على أنه يعتزم أن يجعل من بحر جوب الصين أولوية في عام 2018، إلا أنه قد يضطر لذلك بفعل الضغوط. فجهود الرئيس الأميركي لجعل الصين تكبح كوريا الشمالية لا تمضي وفق ما هو مخطط لها، وهذا ما قاله في تغريدات على تويتر. والأرجح أنه سيواجه خلال الأشهر المقبلة ضغوطا من أجل تبني خط أكثر صرامة مع بكين. وفي هذا السياق، يقول ريتشارد جافاد هيداريان، محلل الشؤون الأمنية المقيم بمانيلا: «إننا نعلم أن البنتاجون جد قلق بشأن بحر جنوب الصين، خلافا لإدارة ترامب»، مضيفا «والبنتاجون يبحث خيارات لنقل القتال إلى الصينيين وممارسة التصعيد هناك». * إيميلي روهالا -هونج كونج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©