الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدباء يختلفون في الأحقية والحضور على الساحة الثقافية

أدباء يختلفون في الأحقية والحضور على الساحة الثقافية
13 ابريل 2008 23:01
نظمت المكتبة الجزائرية مؤخراً ندوة بعنوان ''صراع الأجيال الأدبية في الجزائر: حقيقة أم افتعال؟'' بمشاركة ثلاثة أدباء ينتمون إلى ثلاثة أجيالٍ أدبية مختلفة وهم محمد الصالح حرز الله عن جيل السبعينات وعادل صياد عن جيل الثمانينات والتسعينات، بينما مثَّل جيلَ الألفيةِ الجديدة الشاعرة عظيمي زيدان· وقال مدير الندوة الشاعر جيلالي نجاري إن الجيل الأدبي السابق ينتقد اللاحق ويتهمه بالاستعجال وعدم النضج الإبداعي واللهث وراء الشهرة والأضواء، بينما ينتقد أدباء الجيل الجديد أسلافهم ويصفونهم بـ''الديناصورات'' ويتهمونهم بعرقلتهم للحفاظ على مكانتهم، وكان هذا التلاسن والتراشق بالتهم بعيداً عن العراك الثقافي البنَّاء· وطرح نجاري على الضيوف عدداً من الأسئلة المهمة عن الموضوع ومنها: ما هو مفهوم الجيل الأدبي؟ هل نربط مفهوم الجيل بأعمار الكتَّاب؟ لماذا ينزع الأدباء الشباب إلى فكرة قتل الأب بدل التعلم منه؟ ولماذا فشل الأدباء الآباء في تبني الأدباء الجدد مثلما حدث في مجتمعات أخرى؟ وبدأ القاص والشاعر حرز الله الإجابة بالحديث عن جيل أدباء الثورة الجزائرية الذين استفاد منهم وهو الآن ينقل تجربته إلى الجيل الجديد، ممَّا يعني أن هناك تواصلاً وتفاعلاً بين الأجيال الأدبية وليس قطيعة أو خصومات، وتحدث عن جيل السبعينات الذي يمثله وقال إنه التفَّ حول ''مشروع المجتمع'' القائم آنذاك وهو المشروع الاشتراكي وتعريب الجزائر، وكان جيلُه مقتنعاً بهذا التوجُّه السياسي فدعَّمه بأعماله الإبداعية دون أن يعني ذلك السقوط في الشعاراتية الفارغة· من جهته، قال الشاعر عادل صيَّاد إن ما يسمى ''الصراع بين الأجيال الأدبية في الجزائر'' هو مجرد معركة وهمية اخترعها بعض ضعيفي الإبداع لشغل الساحة، ووصفهم بـ ''الجيل المفلس فكرياً''، لكن صياداً سقط في هذا ''الصراع بين الأجيال'' من خلال انتقاده اللاذع لأدباء السبعينات وقال إنهم كانوا يساندون النظام السياسي في توجهاته تحت غطاء ''الأدب الملتزم بقضايا الأمة'' وأن بين صفوفه أسماء ''كبيرة'' ضخَّمها الإعلام دون أن يكون لها علاقة حقيقية بالإبداع· أما الشاعرة جميلة عظيمي فقد كان تدخُّلها مقتضباً واكتفت بالتأكيد على وجود صراع أجيال في الميدان الأدبي الجزائري وقد أثر فيها إلى درجة أنها نظمت قصيدة ترصد فيها الظاهرة وقامت بقراءتها على الحضور· وأثار نقدُ صياد لجيل السبعينات حفيظة حرز الله الذي رد برفض التقليل من شأن أدب جيله بذريعة أنه ''إيديولوجي يفتقر إلى الإبداع''، واستشهد بالكثير من الأدباء الذين أنجبتهم المرحلة وفي مقدمتهم الروائيون عبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار ورشيد بوجدرة، وفي السبعينات وُلدت الرواية كفنٍّ في الجزائر وكذا القصة القصيرة والفن التشكيلي والمسرح والسينما وهي التي لا تزال تملأ الساحة الثقافية الجزائرية إلى الآن· وتناول صياد الكلمة مجدداً ليؤكد رفضه الالتفافَ حول ''مشروع مجتمع'' كما يقول حرز الله لأن ذلك يعني أن الأديب بحاجة إلى شيء آخر خارج مجال الإبداع لتبرير إبداعه، بينما الكاتب الحقيقي هو من يتمكن بإبداعه من تشكيل ''مشروع إنسان'' بطرح الأسئلة الفكرية والمعرفية الحقيقية وكذا أسئلة الحب والحياة·· وأضاف صياد أن هناك رداءةً في أدب السبعينات بسبب طغيان الإيديولوجيا على الإبداع الحقيقي باسم ''مشروع المجتمع'' كما أن ما كان يسمى بـ''الأدب الرِّسالي'' أو الإسلامي انهار تماماً لنفس السبب· وعقَّب حرز الله بالتأكيد على ''خرافة'' وجود الكاتب الذي لا يحمل أية رسالة، وأكد أن كل كاتبٍ في هذا العالم يحمل رسالة ما ويعبر عنها بإبداعاته الأدبية، وتساءل: من يستطيع إلغاء أعمال وطار أو بن هدوقة أو التقليل من قيمتها الإبداعية العالية بذريعة أنها كانت تعبِّر عن قضايا إيديولوجية؟ وبخصوص الرداءة قال إنها موجودة في الأدب الحالي كما كانت موجودة في أدب السبعينات، وقال: أستطيع أن أقرأ لكم أشعاراً للجيل الجديد لمدة ساعة ولن تفهموا من طلاسمها شيئاً· وفُتح المجال للنقاش والتعقيبات، فقال شاعرٌ شاب إن جيل السبعينات ''مؤسسة مغلقة لا تقبل أيَّ وافدٍ جديد إليها'' وهو أحد ضحاياها، بل إن هذا الجيل رفض حتى الشاعر السبعيني مصطفى الغماري لأنه يرفض شعاراته· أما الأديبة فوزية إيوالان فقالت إنها تكتب منذ 10 سنوات دون أن تجد ناقداً واحداً يقول لها أحسنتِ أو أسأتِ، فكيف يمكن في ظل غياب النقد فرزُ الساحة الأدبية ومعرفةُ الإنتاج الغثِّ من السمين؟ وتدخَّل الشاعر حمري بحري وهو من جيل السبعينات لينتقد كثرة الأصوات الأدبية الشابة وقال إن الإبداع كلمة أُلحق بها الأذى وابتذلت وأصبح كل من يكتب ''خربشات'' يُطلق عليه وصف ''مبدع''· أما عبد المجيد غريب فلاحظ أن الجيل الأدبي الحالي يتطاول على الجيل السابق وضرب مثلاً بواسيني الأعرج الذي فتح بيته لتشجيع الأدباء الشباب فطعنه بعضُهم في ظهره وحاول تحطيمه· بينما لاحظ الروائي أمين الزاوي أن الصِّراع بين الأجيال الأدبية في الجزائر مقتصرٌ على الكُتَّاب باللغة العربية بينما لا نجد أديباً فرنكفونياً جزائرياً يتطاول على كاتب ياسين أو محمد ديب أو باقي عمالقة الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©