الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أميتاف جوش يسرد قصته في مصر

أميتاف جوش يسرد قصته في مصر
13 ابريل 2008 23:03
قدم الروائي الهندي أميتاف جوش مؤخراً محاضرة باتحاد كتاب مصر بالقاهرة حضرها عدد من المثقفين والمهتمين المصريين، عن علاقته بمصر التي عاش فيها ـ كما يقول ـ فترة مهمة من حياته جعلته مولعاً بكل ما هو مصري، حيث أظهر إلماماً ومعرفة واسعين بنمط الحياة وبالتراث المصري· وقال جوش إنه يعرف مصر جيداً، فهو كمتخصص في الانثربولوجيا التحق بجامعة الإسكندرية عام 1980 وعاش فترة في إحدى قرى محافظة البحيرة، وكان يحاول أن يكتشف انثروبولوجيا الحياة في تلك القرية، باعتبارها مجتمعاً قديماً، لذا سكن كوخاً ليراقب الفلاحين في تفاصيل حياتهم، لكنه فوجئ بأنهم يراقبونه ويدرسونه فقد عرفوا انه من الهند، ولم يكونوا متأكدين بالضبط مما يقوم به وكانوا يسألونه ويستفسرون منه عن بعض الأشياء في الهند وكانت تشغلهم محاولة فهم تقديس البقر في الهند، وكانوا إذا مرت البقرة ينسحبون ويتأملونه كيف سيتعامل معها· وقال إن أهل القرية اعتبروه مهندساً فحين استوردوا مضخات المياه الهندية كانوا يستدعونه لإصلاح ''المضخة'' إذا أصابها عطل ولم ينتبهوا إلى انه لا علاقة له بها، وأن معرفته بها أقل من معرفتهم· ولد جوش عام 1956 في كلكتا وكان والده دبلوماسياً وتخرج بجامعة دلهي ونال الدكتوراه من إكسفورد وعاش بين بريطانيا والولايات المتحدة وله العديد من الدراسات الانثربولوجية فضلاً عن مجموعة من الروايات بينها مجموعة قصصية هي ''أرض موغلة في القدم'' والمقصود بها مصر وتظهر فيها تجربته مع الفلاحين المصريين وهو لا يكتب عنهم بروح الاستعلاء الأوروبي الذي يقسم العالم إلى شرق وغرب بل كتب بروح تحاول أن تفهم بقدر من الانفتاح والود تجاه العرب والمسلمين· وفي تلك المجموعة كتب جوش عن جولاته بمصر وبينها زيارته لمعبد بن عزرا اليهودي في الفسطاط بالقاهرة والمجاور لجامع عمرو بن العاص أول وأقدم جامع بمصر· وكتب جوش دراسة عن نجيب محفوظ والثلاثية استوقفه فيها الطابع الأبوي للسيد أحمد عبدالجواد، خاصة المشهد الذي طلب فيه أحمد عبدالجواد من ابنه طالب الحقوق ''فهمي'' أن يقسم أمامه على المصحف بعدم الاشتراك في المظاهرات لكن ''فهمي'' رفض· وحين سُئل عن تجربة عدم الانحياز لم يبد حماساً كبيراً، وتحدث عن نهرو وعبدالناصر وسوكارنو مفضلاً ''تيتو'' الزعيم اليوغسلافي· وكان رأيه أن مصر والهند وإندونيسيا مجتمعات متقاربة ثقافياً وحضارياً، لكن المشهد الذي استوقفه أكثر من مرة هو اللقاء بين الزعيم الهندي غاندي والزعيم المصري سعد زغلول والحوار الذي دار بينهما وإعجاب غاندي بالزعيم المصري· وعن ''العولمة'' وتأثيراتها على مجتمعات أفريقيا وآسيا، أكد أن تأثيرها سلبي للغاية، وتحدث عن تجربة الاستعمار الأدبي في بلدان العالم الثالث مشيراً الى الانقسام بين المثقفين حالياً في البلدان التي تحررت من الاستعمار فهناك من يرى أن الاستعمار الانجليزي في الهند قام بعملية تحديث، حين أدخل السكك الحديدية وغيرها، لكن في المقابل يؤكد الرأي الآخر أن الاستعمار فعل ذلك لصالحه هو ولاجتذاب أكبر قدر من المنافع من البلدان المستعمرة وما يدور في الهند يدور مثله في مصر· ويصنف جوش في الغرب باعتباره واحداً من كتاب عصر ما بعد التحرر من الاستعمار، ومن المتأثرين بإدوار سعيد وهو من الجيل الذي نشأ في عصر الاستقلال والتحرر، وأدرك مخاطر الاستعمار لكنه ادرك كذلك ان حكومات ما بعد الاستقلال لم تحقق أحلام وطموحات شعوبها· ويعيش جوش حالياً في الولايات المتحدة ويقوم بتدريس الادب المقارن في جامعة نيويورك ومن قبل كان استاذاً زائراً في جامعة ''هارفارد'' ·وعمل محرراً صحفياً فترة، وآخر رواية له صدرت هذا العام بعنوان ''بحر الخشخاش'' عن تجربة حرب الافيون التي شنها تجار الصين على الهند في القرن التاسع عشر، ومعظم شخصيات أعماله الروائية والقصصية هندية· وينوي جوش أن يعود ليستقر نهائياً في الهند بعد طول الترحال·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©