جنة الأرض

يعتبر البعض أن سويسرا (جنة الله على الأرض) والبعض الآخر يعتبر (بانكوك)، ولكن هذا التعبير على من ومتى نطلقه؟؟ لقد ارتبط هذا التعبير بوصف بلاد حباها الله الخالق عز وجل بجمال الطبيعة بشكل غير عادي ولكن المعنى المقصود هو تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بشكل عملي. وهي أمور ليس سهل تحقيقها، وكانت هدفاً للإنسان منذ بداية التاريخ، ونجح البعض وفشل الكثير. واليوم هناك دول تحاول تحقيق هذا المفهوم، وتبدو أنها قادمة من كوكب آخر. فدولة مثل السويد قامت باستيراد كم كبير من النفايات من دول أخرى، وذلك لإعادة تدويرها في مصانعها، بسبب عدم وجود نفايات كافية لديها (تعال شوف الحدائق عندنا بعد الإجازات). كذلك قامت النرويج بإغلاق عدد من السجون، حيث لم يعد لديها مجرمون بالقدر الكافي لملء هذه السجون (تعال شوف بعض أنظمة الدول العربية المساجين فوق بعض). الدول الإسكندنافية مثل الدنمارك والنرويج وأيسلندا تعودت على استحداث منظومة من الحياة المرفهة المبنية على نظام تعليمي متقدم، ومنظومة عدلية وقضائية فعالة وسريعة ونافذة وسوية. والنرويج تواصل إبهار العالم مجدداً بتطويرها للصندوق الاستثماري السيادي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، فهي تقوم باستثمار عوائدها من مداخيلها من النفط عبر منهجية استثمارية دقيقة (ولا تشطح بمشاريع تنفع في أفلام الخيال العلمي)، وهذه الدول أثبتت نهجاً مهماً في استيراد العقول والمواهب البشرية من حول العالم فاتحة جامعاتها وشركاتها، للإتيان بخبرة العقول من كل بقاع الأرض، والاستفادة منها في مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والتجارة، وغيرها في بلادها. كل هذه الأمثلة تؤكد أن فكرة (جنة على الأرض) في الواقع ممكنة متى توافرت المعطيات والشروط الأساسية لذلك. وحكومتنا الرشيدة تسعى لتحقيق هذه الجنة على أرض الإمارات، ولكن لن يتحقق هذا الأمر من دون تعاون المواطن والمقيم، لتنفيذ هذا الطموح والقمة الحكومية إحدى هذه الخطوات.