الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرشاقة والصحة في الغذاء المتوازن والرياضة البدنية

الرشاقة والصحة في الغذاء المتوازن والرياضة البدنية
26 مارس 2010 20:56
يمكن أن تشكل السمنة سواء في المجتمع الإماراتي أو المجتمعات الخليجية والعربية شكلاً من أشكال سوء التغذية، على عكس الاعتقاد الشائع والخاطئ بأن سوء التغذية يرتبط فقط بنقص الغذاء والنحافة، فزيادة ونقص الغذاء يتسببان بنفس الدرجة من ظهور الأمراض الخطيرة والإعاقة وتدني متوسط الأعمار وبالتالي تأثيرهما على معدلات الإنتاج وعرقلة حركة التنمية. في هذا السياق تثير الانتباه العديد من التقارير التي صدرت من عدة جهات صحية عالمية على نطاق الولايات المتحدة الأميركية ودول غرب أوروبا، والتي أظهرت أن هناك تساويا في عداد المصابين بالسمنة والنحافة المرضية على مستوى العالم، وهي حقيقة يمكن التعرف على الكثير من أسبابها والكامنة في حدوث تغير كبير في العادات الغذائية لدى الناس بسبب الانفتاح الفضائي والاعتماد على الكمبيوتر في إنجاز الأعمال وتعدد وسائل الراحة مما تسبب في تقليص دور الحركة الجسدية في الأنشطة اليومية والميل إلى الجلوس لمدد طويلة، سواء كان ذلك على نطاق العالم، أو منطقة الخليج حيث بات اهتمام المستهلكين على نوعية ومذاق الغذاء الذي يتلاءم مع نمط الحياة العصرية على حساب قيمته الغذائية، وهو بالطبع سينعكس على الصحة وتظهر بسببه أمراض سوء التغذية. يقول الدكتور عبدالرحمن مصيقر، رئيس المركز العربي للتغذية في مملكة البحرين، : “هناك الكثير من الطرق التي يستطيع معها الشخص المحافظة على صحته بشكل عام وتحقيق التوازن الغذائي، فقد وجد عدد من خبراء التغذية أن مزاولة الرياضة الخفيفة وبصورة منتظمة تساعد الى درجة كبيرة في الحفاظ على الصحة، كما أن التوازن ما بين الكم والكيف والتركيز على “الكيف” في التغذية أمر ضروري ايضا. كما أن معرفة كيفية تحقيق التوازن الغذائي وتحسين مستوى الصحة العامة، فالتركيز على نوعية الغذاء وليس الكمية هو من أهم العوامل التي تساعد على خلو الجسم من الأمراض وضبط كافة العمليات الحيوية داخله”. ما هو الغذاء المتوازن؟ الغذاء المتوازن هو الغذاء الذي يحتوي على كافة العناصر التي يحتاجها الجسم مثل المواد البروتينية والدهنية والسكرية المأخوذة عن طريق الأغذية الطبيعية، ?فمثلاً اللحوم والبقول تحتوي على البروتينات، لذا فإن أكلها ضروري للجسم ولكن الإفراط في تناولها قد يتسبب في حدوث أمراض دموية”. وفي هذا الصدد يرى الدكتور خالد المدني استشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة في منطقة مكة المكرمة بالسعودية، أن “من أسباب حدوث السمنة هو عدم التوازن ما بين كمية الطعام التي نتناولها والطاقة التي تستهلكها أجسامنا، فعلى سبيل المثال، تميل بعض النساء في مجتمعاتنا إلى الإفراط في تناول الطعام حتى وإن كان من دون الإحساس بالجوع بسبب عوامل نفسية وثقافية واجتماعية وعاطفية”. الوقاية من سوء التغذية هناك الكثير من الطرق التي يستطيع معها الشخص المحافظة على صحته بشكل عام وتحقيق التوازن الغذائي، فقد وجد عدد من خبراء التغذية أن مزاولة الرياضة الخفيفة وبصورة منتظمة تساعد الى درجة كبيرة في الحفاظ على الصحة، كما أن التوازن ما بين الكم والكيف والتركيز على “الكيف” في التغذية أمر ضروري لتحقيق التوازن الغذائي وتحسين مستوى الصحة العامة، فالتركيز على نوعية الغذاء وليس الكمية هو من أهم العوامل التي تساعد على خلو الجسم من الأمراض وضبط كافة العمليات الحيوية داخله. فمثلاً اللحوم والبقول تحتوي على البروتينات، لذا فإن أكلها ضروري للجسم ولكن الإفراط في تناولها قد يتسبب في حدوث أمراض دموية. أهمية تناول المكسرات يشدد خبراء التغذية أيضا على أهمية المكسرات للجسم نظراً لأنها ترفع من مستوى الكوليسترول المفيد في الدم، وتحد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، على عكس الوجبات المشبعة بالدهون، فكل وجبة تحتوي على ما يزيد عن 900 سعرة حرارية مما يشكل خطورة على القلب بسبب صعوبة حرقها بين الصغار والكبار على حد سواء، الأمر الذي يفسر ظهور السمنة بين الأطفال نتيجة تناولهم الأغذية المشبعة بالدهون وابتعادهم عن الطعام المتوازن بالإضافة الى حركتهم القليلة والتي ينتج عنها تخزين الشحوم وعلى أساس ذلك، ومن هنا تأتي أهمية اللياقة البدنية وضرورة ممارستها بشكل منتظم ومدروس لتحقيق أفضل النتائج الصحية، من خلال التركيز على الصحة الذهنية والروحية التي تنعكس ايجاباً على الصحة الجسدية، فيكون الحفاظ على الصحة الذهنية والروحية بمراعاة الاعتدال في كل شيء، فمن الضروري الالتزام بتنوع الطعام مع الابتعاد عن الأكل الدسم، وعدم الإفراط في تناول أي نوع من الطعام حتى وإن كان صحياً، لأن كل شيء يزيد عن الحد، ينقلب الى الضد، فمثلا الفيتامينات مفيدة للجسم ولكافة الأعمار، ولكن يجب الاعتدال فيها لأن الإفراط في تناولها يؤدي الى مشاكل صحية بسبب صعوبة امتصاصها، كما أنها يمكن أن تعيق امتصاص عناصر أخرى مفيدة في الجسم. «كُلْ ?ما تريد وكن رشيقاً»! في محاضرة نظمها نادي الإعلام بجامعة البحرين بعنوان “كُلْ ما تريد وكن رشيقاً” تحدث الدكتور عبدالرحمن مصيقر رئيس المركز العربي للتغذية في مملكة البحرين عن اتباع كثير من الناس طريقة غذائية خاطئة أو ريجيماً خاطئاً لا يفيد محاولاتهم لإنقاص الوزن، مشيراً إلى أنه لا توجد أطعمة يجب على المرء الابتعاد عنها وأخرى يجب الإكثار منها، وأن هناك أشخاصاً ينهكون أنفسهم بريجيم خاص يمتنعون خلاله عن تناول الطعام لفترات طويلة، وبمجرد انتهاء فترة الريجيم يعودون إلى الأكل بنهم وإفراط ويتناولون ما حرموا أنفسهم منه من شوكولاته وأرز، وكأنهم يعلنون بذلك أنهم لم يفعلوا شيئاً أصلاً. والشطارة كما يراها مصيقر ليست في أن يحرم المرء نفسه من الطعام، بل أن يأكل كل ما يريد ولا يزداد وزناً. مضيفاً إن هناك نوعين من ‘’الكروش’’، الكرش الرجالي وهو الذي يكون عرضه للأمام، والكرش النسائي الذي يكون في منطقة البطن السفلى إلى جانب الأرداف، ويكون جسم المرأة عموماً على شكل الكمثرى. ولفت مصيقر إلى أن المشكلة الكبيرة للسمنة أنها دائماً تكون في محيط الخصر، موضحاً أن السمنة لا تقاس بالطول ولا بالوزن بل بقياس المحيطات.وذكر قاعدة مهمة هي: ‘’كلما كبر محيط خصرك كلما قل عمرك’’، مشيراً إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للسمنة هم الأبناء الذين كان آباؤهم مصابين بها، والأشخاص الذين يزداد وزنهم بسرعة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين كانوا مصابين بالسمنة، والنساء الحوامل. وبشأن سمنة النساء الحوامل قال مصيقر: ‘’هذه أكبر مشكلة نواجهها في الخليج إذ أن المرأة تلد بشكل متتابع دون أن تترك لجسدها راحة’’ . وأفاد بأن من الأشخاص الأكثر عرضة للسمنة أيضاً المتوقفين عن التدخين، والذين لا يمارسون الرياضة، منوهاً إلى أن الكرش من أصعب المناطق في الجسم التي يمكن التخلص من وزنها الزائد، موضحاً أن الجسم في فترة الريجيم يذيب الدهون الجديدة المتراكمة وليس القديمة ولا يبدأ في التخلص من الدهون القديمة إلا بعد فترة طويلة. وعرّف مصيقر السمنة بأنها ‘’زيادة في كمية الدهون الموجودة في الجسم’’، ونبّه إلى أن السمنة ليست بزيادة الوزن دائماً لأن الوزن يكون زائداً بسبب ثقل الهيكل العظمي والبنية لجسم الشخص أو بسبب تجمع الماء أو وجود العضلات، وبالتالي فإن زيادة الوزن ليست مقياساً للسمنة بل مقدار كتلة الدهون في الجسم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©