عارضات «موسكينو» يغازلن رعاة البقر.. وينتصرن لملك الألوان

مع قبعات رعاة البقر السوداء، والعيون المظللة بالنظارات الكبيرة، والأقراط الذهبية المستديرة، ظهرت عارضات “موسكينو” من على منصات أسبوع الموضة في ميلانو، ليستعرضن مجموعة خريف وشتاء 2010 /2011، حيث قدمن آخر مبتكرات مصممة الدار الحالية روسيلا جارديني (Rossella Jardini والتي جاءت وبكل المقاييس، مرحة، عابثة، ومليئة بالحياة. الأسود سيد الألوان فضلت “ جارديني” للموسمين القادمين أن تجعل اللون الأسود ملكاً يتربع مرة أخرى على العرش، مقدمة إياه بعدة أشكال وموديلات، مع لمسات غنية من اللون الذهبي لتثريه وتجعله أكثر حيوية وتكلف، ومدرجة معه ظلال أقل قتامة وحدة، كالرمادي الداكن، الرصاصي الفاتح، ثم الأبيض الناصع، فالبيج العاجي، والبني الذهبي، مع بعض طبعات النمر، وألوان ساطعة زاهية أجلتها للنهاية، وقد بدأت مجموعتها باستعراض باقة من الفساتين الفاتنة، مع التايورات الأنيقة، ثم المعاطف البراقة، التي تمثل قمة الخياطة الراقية، موجة سوداء ترسم أجساد العارضات وتحدد قوامهن، بقصّات قد تبدو بسيطة وناعمة للوهلة الأولى، ولكنها تتميّز بسفسطائية متكلفة في التفاصيل. من وحي الفلامنجو نفذت معظم التشكيلة بخامات مطاوعة ولدنة، أقمشة ناعمة تتحرك مع حنايا الجسم وزواياه، حيث الحرير الطبيعي مع الشيفون الشفاف، والجلد اللامع مع الصوف الرقيق، والدانتيل المحبوك مع الفاي والتفتا، كلها فصّلت بأسلوب أنثوي مثير وإحساس عالي بالجمال، وقد ازدانت بعض التنورات بالكشاكش المتتالية على الطراز الإسبنيولي القديم “ فلامنجو”، والبعض الآخر ظل ضيقا ومستقيما، فيما تراوحت الأطوال بين القصير الذي يرتفع فوق الركبة، وبين ذاك الطويل الذي ينسدل ليتوقف قبل أن يصل الكاحل، لتعلوها المشدات والبلوزات الحريرية الضيقة، مع بعض السترات المخصّرة بأحزمة تحمل شعار موسكينو، وعددا من المعاطف والسترات المبتكرة، من الجلد الذهبي والأسود والبيج. عودة كوكو شانيل أما الإكسسوارات فقد جاءت في معظمها مذهبّة ومتألقة بالبريق، ولم تكتف “روسيلا جارديني” بتصميم الأقراط ذات الحلقة المستديرة كحليّ فقط، بل جعلت من هذه الحلقات الذهبية زينة وإكسسوارا تؤطر بها أطراف الفساتين والتايورات، خاصة تلك التي استوحتها من أسلوب ملكة الأناقة الفرنسية “ كوكو شانيل”، ولم تنس المصممة بالطبع لمستها المعتادة وحبها للمرح والألوان، فلعبت في خاتمة العرض ببعض القطع وبألوان قوية، جذابة وحارة، لتدفىء بها برودة الشتاء القادم وصقيعه، مستعينة بدرجات صارخة من الوردي الفوشيا مع البرتقالي الفسفوري، والأحمر الناري، ولتمزجه بذكاء وحرفية مع الأسود الملكي وكأنها تلعب على وتر تجاذب الأضداد، كما غطت أنامل كل العارضات بالقفازات الجلدية السوداء وإغراء الجوارب الشفافة مع الكعوب العالية، والتي شكلت مع النظارات الكبيرة ووجود قبعات رعاة البقر، حركة دراماتيكية وتأثير ساحر على كامل العرض. بالعموم خرج عرض موسكينو في أسبوع الموضة الإيطالي الأخير، لموسمي الخريف والشتاء مميّز وشيق، وكأنه يحمل دعوة للفرح، الانطلاق، وحب الحياة بكل تفاصيلها ومعانيها.