الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب رأس الخيمة ينظمون سباقاً لأسرع الصقور إمساكاً بالفريسة

شباب رأس الخيمة ينظمون سباقاً لأسرع الصقور إمساكاً بالفريسة
19 فبراير 2011 21:32
ممارسة الصيد بالصقور قديمة في مختلف مدن ومناطق دولة الإمارات، وما فتئ المواطنون يمارسونها منذ قرون بعيدة ويعلمونها لأولادهم جيلاً بعد جيل. سابقاً كان الصيد بالصقور وسيلةً لتوفير لحم الطيور والحيوانات البرية من الحبارى والأرانب. تسمى الصقارة في اللغة العربية الفصيحة «البيزرة» أيضاً، وهو اسم مشتق من الباز(الطائر المعروف)، وتعد «البيزرة» أو «الصقارة» من أهم ملامح حياة الصحراء، ولها وشائج وثيقة مع تاريخ البدو والصحراء. خطفت صقور الشواهين والتبوع والوحوش المحلية الأنظار في سباق اختيار أسرع الصقور للانقضاض والإمساك بالحمام المنزلي الذى أقيم في منطقة «طوي ارحمة» بالرفاعة في رأس الخيمة بمشاركة 150صقاراً من مختلف إمارات ومدن الدولة ودولة قطر والمملكة العربية السعودية. إطلاق الحمام وحضر السباق الذي نظم في عزبة راشد المسافري بمناسبة تخرج الشاب المواطن محمد حمد الزعابي من كلية الشرطة في أبوظبي جمهور غفير من المواطنين بمختلف أعمارهم اكتظت ربوات التلال الرملية المحيطة بموقع السباق لمتابعة عمليات إطلاق الحمام في الهواء ومن ثم اطلاق الصقور لصيدها في وقت قياسي. قال منظم السباق محمد الزعابي (24سنة) : يتم سنوياً تنظيم هذا السباق الهادف إلي إحياء هذه الهواية الشعبية وخاصة بين أبناء القبائل من البدو للحفاظ على العادات والتقاليد وفق ما حثتنا عليها قيادتنا الرشيدة حفظها الله والتي خلفها لنا الآباء والأجداد والعمل على تواصلها بين جيل اليوم لعدم اندثارها. وأكد أن طيور الصقور التي شاركت في السباق تتراوح أسعارها مابين 10 آلاف و200 ألف درهم حسب أصلها وفصلها ونوعها وفصيلتها وعمرها وسرعتها. وأشار أنه شارك في السباق 150صقاراً من مختلف إمارات ومدن ومناطق الدولة إضافة إلي عدد من مواطني دولة قطر الشقيقة والمملكة العربية السعودية بصقور محلية ومهجنة من أنواع جير شاهين والوحش وأنواع التبوع. وقال الزعابي: قبل اتحاد الإمارات، وقبل النهضة العمرانية العملاقة في البلاد وقبل تعبيد الشوارع وتوفر أنظمة الاتصال المتطورة، كانت رحلات الصيد وسيلةً للتجوال في الصحراء واستكشافها، وفرصةً لشيوخ القبائل للاتصال بالناس ومعرفة أحوالهم، إذ اعتاد شيوخ القبائل على الصيد في النهار، وفي الليل كانوا يتحلقون حول نيرانهم في مجلسٍ صحراوي يتوافد عليه الزائرون من القبائل البدوية، يجلسون بقرب شيوخهم، ويعبرون عن احترامهم ومحبتهم ويبثون ما في أنفسهم من قضايا وأفكار. متعة ومغامرة أما اليوم- يتابع الزعابي- فقد أصبحت «الصقارة» رياضةً فيها الكثير من المتعة والمغامرة، وأكثر ما تصيد الصقور في الإمارات طيور الحبارى وطائر «مكوين» والحمام المنزلي، بالإضافة إلى الأرانب البرية. وطالب الزعابي بأهمية إنشاء جمعية للصقارة في رأس الخيمة ليجتمع فيها أصحاب هذه الهواية التي تجذب عددا كبيرا من المواطنين وخاصة من فئة الشباب لتمتعها بالقوة والإثارة والتميز والتي يقضي من خلالها الشباب أوقاتهم بما هو مفيد إضافة لقيام الجمعية بالكشف على الصقور وحصرها وترقيمها. وقال راشد المسافري إن «الصقارة» تعتبرمن ملامح التراث الإماراتي، الذي لم يحرص أهل الإمارات على الحفاظ عليه فقط، بل عملوا على تطويره ليواكب الحضارة الحديثة بكل المعايير. ووصف اهتمام قيادتنا الرشيدة في الحفاظ على الصقور وتم إنشاء مستشفي خاص لها في أبوظبي المعروف باسم «مستشفي أبوظبي للصقور» قبل السماح للصقور بالترحال، يتم التأكد في المستشفى من إمكانيتها للعيش ضمن ظروف الحياة البرية، ويتم إجراء الفحوص اللازمة لها ومعالجتها بإشراف فريق من العلماء المتخصصين. أصغر صقار وأشار أصغر صقار وهو الطفل المواطن راشد سالم بن فاضل في الصف السابع، وقال إنه يعشق ممارسة هواية الصيد بالصقور منذ طفولته حيث تعلمها من جده ووالده وأصبح دائم الخروج معهما في رحلات الصيد بالصقور كما أن لديه صقرا من نوع شاهين الوحش، مضيفاً أن الصيد بالصقور يعتبر من تراثنا الوطني الذي خلفه لنا الآباء والأجداد. وقال راشد الشهواني (من دولة قطر): إنه دائم المشاركة في سباقات الصقور التي تقام في الدولة عامة وفي رأس الخيمة خاصة كما أنه يدعو أبناء الإمارات في المشاركة بسباقات الصقور التي تجري في قطر خلال هذه الأيام، مبيناً أنه شارك في السباق بصقره الذي أحضره معه من قطر وتمكن من الفوز في عدد من مسابقات الصيد بالصقور التي شارك فيها في قطر والإمارات وعدد من الدول الخليجية الأخري واصفاً أنه رفيقه في حلة وترحاله خاصة بين دول الخليج، مثمنا اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعباً أنه في الحفاظ على الموروث الأصيل الذي يجمع بين التقدم والتطور. وأيدة في الرأي شقيقة ناصر الشهواني، مضيفاً أن دولة قطر تولي رعاية وتربية الصقور اهتماماً كبيراً مشابهاً للاهتمام الذى تحظي به في دولة الإمارات من خلال إنشاء جمعية الصيد بالصقور والصقارين حيث إنها تهتم بكافة أمور الصقارة. وقال المواطن على محمد الخاطري إن الصيد بالصقور الذي يمارسة الشباب عادة حميدة، داعياً إلي الاهتمام بتنظيمها بين الشباب، منوهاً أنه يقوم يتدريب صقره دائما في المناطق البرية ويصطحب معه أبناءة لتواصل هذه الهواية في نفوسهم. وقال صالح حمد الصعب من منطقة القصيم «بريدة» في المملكة العربية السعودية إنه يزور رأس الخيمة لأول مرة وقدم إليها لمتابعة السباق، مثمناً جهود قيادة دولة الإمارات في الحفاظ على هذه الهواية الممتدة إلى الموروث الشعبي في دول الخليج الممتدة جذوره في أعماق التاريخ.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©