الصيد المفرط يهدد باختفاء ثلثي أسماك التونة والقد في العقود المقبلة

حذر خبراء أول أمس الجمعة من أن الصيد المفرط سيؤدي الى اختفاء ثلثي أسماك التونة والقد والأخفس في المحيطات في غضون قرن، محدثا اضطرابات في النظام البيئي ومهددا بالحد بشكل خطير من مصدر غذاء بشري أساسي. ويشرح فيلي كريستنسن، الاستاذ في جامعة بريتش كولومبيا في كندا أن «الصيد المفرط أخل بالتوازن الحيواني في المحيطات، في حين أن الانخفاض الكبير في أعداد الحيوانات المفترسة الكبيرة أدى الى ارتفاع كبير في أعداد الأسماك الصغيرة». وقد حصل 54% من هذا الانخفاض في أعداد الأسماك الكبيرة خلال السنوات الأربعين الأخيرة، وهي فترة تتزامن مع ازدياد الصيد الصناعي بشكل مستمر، وفقاً لدراسة نشرت نتائجها أول أمس الجمعة في الولايات المتحدة. وأشار كريستنسن ايضاً الى أن «عدداً من الأسماك يتم تحويله حالياً الى دقيق وزيت لاستعماله كغذاء في قطاع تربية الأحياء المائية التي تعتمد أكثر فأكثر على هذا المصدر الغذائي». وحذر كريستنسن «أن استمر هذا الوضع، قد تصبح محيطاتنا ذات يوم مزرعة تنتج أغذية لتربية الأحياء المائية». بالنسبة الى ريج واتسون، وهو عالم يعمل أيضاً في جامعة بريتش كولومبيا، قال: يبدو أن البشرية قد وصلت الى عتبة مهمة في استغلال موارد الصيد على الكوكب. وأضاف «يبدو أننا نكرس المزيد من الطاقة والموارد لصيد الكمية نفسها من الأسماك أو أقل، وهذا يشير الى حال المحيط». وتشكل الأسماك اليوم 12% من السعرات الحرارية المستهلكة للفرد الواحد في العالم مقارنة بنحو 20% فيما يتعلق باللحوم، ولفت ريج الى أن حوالي 50% من «الازدياد في استهلاك الأسماك مصدره منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و42% منه يأتي من الصين وحدها. ونظراً الى القيود العديدة المفروضة على الصيد الصناعي وتربية الأحياء المائية، أصبحت إدارة موارد الصيد «شديدة الأهمية فيما يتعلق بالأسماك ومعرفة كيف سنتغذى في المستقبل». وبرأيه، فإن «الحل يكمن في اللجوء الى ممارسات علمية جيدة، مثل الحد من استعمال المضادات الحيوية، وممارسات إدارية جيدة». ولإجراء هذه الأبحاث، درس البروفيسور كريستنسن وفريق من العلماء أكثر من 200 نظام بيئي بحري في العالم، جامعين أكثر من 68 ألف تقدير حول أعداد الأسماك وكمية الصيد خلال الفترة الممتدة بين العامين 1880 و2007.