الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

800 قتيل مدني بالغوطة وباريس ولندن تلجآن لمجلس الأمن

800 قتيل مدني بالغوطة وباريس ولندن تلجآن لمجلس الأمن
7 مارس 2018 09:52
عواصم (وكالات) واصلت قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة، أمس، قصفها الصاروخي والمدفعي والجوي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بتركيز على دوما وحمورية وجسرين وسقبا، ما مكنها من استعادة السيطرة على كامل المزارع المحيطة بمسرابا وبيت سوى وبلدة المحمدية ومعظم مناطق الريحان، كما باتت على مشارف دوما المعقل الرئيس لـ«جيش الإسلام» أكبر فصائل المعارضة بريف دمشق، مكثفة هجومها لاستكمال حزام يفصل هذه المدينة المكلومة شمالاً عن حرستا غرباً، لتضييق الخناق على المسلحين. وأسفرت الغارات الجوية أمس، عن مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، ما يرفع الحصيلة منذ 18 فبراير المنصرم، إلى أكثر من 800 قتيل مدني بينهم 177 طفلاً. وذكرت الأمم المتحدة أنها تعتزم إرسال قافلة مساعدات أخرى للغوطة الشرقية المحاصرة غداً الخميس، بعدما لم تستطع أمس الأول تفريغ حمولة 14 من بين 46 شاحنة محملة بالإغاثة والأدوية، بسبب القصف العشوائي العنيف الذي تسبب أيضاً بتعليق الصليب الأحمر مهامه الإنسانية في المنطقة المنكوبة. وفيما أعلن الجيش الروسي أنه عرض على الفصائل وأسرهم الخروج الآمن من الغوطة آخر معقل كبير لها قرب دمشق، مع ضمان «الحصانة القضائية» لمن يقبل العرض والانتقال الآمن بالأسلحة الشخصية بعيداً عن الغوطة، أكدت جماعة «فيلق الرحمن» أنها لم تتلق شيئاً من هذا القبيل مبينة أنها لا تتواصل مع الروس. واتهمت الفصائل والمعارضة السياسية موسكو بمحاولة فرض «تغيير ديمغرافي» بالغوطة الشرقية من خلال تخيير السكان بين الاستسلام أو الرحيل، مبينة أن «سياسة الأرض المحروقة ودفع الأهالي إلى الاستسلام أو خيار التهجير القسري والتغيير الديمغرافي هو ما يمثله العرض الروسي اليوم». وإزاء التصعيد العسكري الخطير، طلبت فرنسا وبريطانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث فشل تطبيق القرار 2401 الخاص بوقف النار لمدة 30 يوماً في سوريا، والذي تم تبنيه باجماع الأعضاء في 24 فبراير المنصرم، مع توقع عقد الاجتماع اليوم. وفيما تحدثت مصادر النظام وحلفاؤه عن سيطرة القوات الحكومية المدعومة بالميليشيات والضربات الجوية، على نحو 40% من أراضي الغوطة الشرقية، مع استمرار توغلها في عمق المنطقة، أقر وائل علوان المتحدث باسم «فيلق الرحمن» ثاني أكبر فصيل بالمنطقة، باسترداد قوات الأسد وحلفائها أقل من 20? مؤكداً أن الفصائل ستقاتل حتى آخر قطرة دم مع نفيه احتجاز المدنيين «دروعاً بشرية». ويعود التقدم السريع للقوات الحكومية وميليشياتها، إلى أن العمليات العسكرية تدور في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة، وهي تهدف إلى تقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين شمالي حيث تقع دوما، وجنوبي حيث حمورية. وأقر فصيل «جيش الإسلام» أكبر فصائل الغوطة، قبل يومين بانسحاب مقاتليه من الجهة الشرقية، موضحاً أنها «منطقة زراعية مكشوفة ليس فيها تحصينات كالأبنية». وأفاد المرصد ليلاً عن 18 حالة اختناق بعد قصف لقوات النظام استهدف حمورية، دون أن يتمكن من تحديد الأسباب، فيما اتهم ناشطون معارضون الجيش النظامي باستخدام الغازات السامة. وبدوره، نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر في شرطة دمشق، قوله بمقتل 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين جراء قذيفة أطلقتها الفصائل المعارضة على ضاحية جرمانا قرب دمشق. كما استهدف القصف منطقة باب توما شرق العاصمة. وتأتي هذه التطورات المتسارعة غداة دخول أول قافلة دولية محملة بالمساعدات إلى مدينة دوما، أبرز مدن الغوطة، ولكنها سرعان ما غادرت ليلاً قبل إتمام إفراغ حمولتها بسبب القصف الذي لم يتوقف خلال عملها. وأفاد المرصد بتعرض دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، لقصف جوي صباح أمس، مشيراً إلى أن الدمار يطغى على المشهد، فعلى جانبي الطرقات تحولت أبنية إلى جبال من الركام. ولا يختلف الأمر في بلدة حمورية، حيث أفاد ناشطون أن القصف يتركز خلال ساعات الليل، ولا يخرج سوى بضعة مواطنين من الأقبية خلال النهار لتفقد ممتلكاتهم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «استهدف القصف الجوي ليلاً بلدتي سقبا وحمورية»، مضيفاً أن «عشر غارات استهدفت صباحاً بلدة جسرين، كما تتعرض مدن وبلدات أخرى بينها دوما لقصف جوي كثيف». ونقل مراسل لفرانس برس في دوما أن بعض المدنيين يستغلون فترات الهدوء لنقل الحاجيات من منازلهم إلى الأقبية التي لجأوا إليها، وآخرون يجمعون أثاث المنازل الذي تكسر جراء القصف لاستخدامه للتدفئة أو الطبخ أو حتى لبيعه للأغراض ذاتها. كما تفتح بعض المحال أبوابها، خصوصاً خلال ساعات الهدنة اليومية المؤقتة التي أعلنتها روسيا، لبيع ما تبقى من بضائع لديها، ومنها الخضار التي تقتصر حالياً على أنواع قليلة مثل البصل والبقدونس. واستغل متطوعون في الدفاع المدني بعض الهدوء أمس، لانتشال جثة شخص قتل بالقصف منذ أيام. وفي المستشفيات، تتكرر المشاهد اليومية لجرحى يتلقون العلاج بعد إصابتهم بالقصف، وأطفال يستلقون على أسرة مهترئة يبكون، وأهالٍ يعانقون أبناءهم لطمأنتهم، ومنهم من يبكون على من فقدوهم.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©