الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة غضب المراهقين طوق نجاة من المشاكل الأسرية

إدارة غضب المراهقين طوق نجاة من المشاكل الأسرية
19 فبراير 2012
مؤسسة التنمية الأسرية برامج تفاعلية تهم أولياء الأمور، ضمن أولويتها الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على القيم والثقافة الأسرية السليمة، تحقيقا لمبادرة “استحداث منهجيات وتصميم وتنفيذ برامج موجهة لتحقيق تماسك الأسرة وتعزيز الهوية الوطنية لدى أفرادها”، أطلقت ورشة عمل “اصنع نجماً”، ضمن برنامج العلاقة الوالدية، وقد تطرقنا في العدد السابق لجانب من الورشة يتعلق بمرحلة المراهقة، من شرح سلبياتها وإيجابياتها، واليوم نلقي الضوء على جانب مهم من الورشة ذاتها، يتعلق بخطوات عملية للتغلب على غضب المراهقين، وطرق لتعزيز ثقتهم في أنفسهم. أكدت الدكتورة فاطمة عباس، من جامعة الكويت، في محاضرة علمية ألقتها بمركز التنمية الأسرية بأبوظبي، في إطار ورشة عمل “اصنع نجماً”، أن الكثير من الآباء والأمهات يعانون من صعوبة التحكم في غضب المراهقين. وأوضحت “عندما يثور الآباء والأمهات تجاه أبنائهم المراهقين تكون النتائج التالية هي ازدياد الصراعات على السلطة والسيطرة، ورغبة المراهقين في الانتقام، وتتضاءل ثقتهم بأنفسهم ومستوى شجاعتهم”، مشيرة إلى أن هناك نوعية من المراهقين أكثر استعداداً للغضب، فالذين يواجهون الإحباط بغضب مبالغ فيه عادة ما يتسببون في إيقاع الضرر بأنفسهم وبالآخرين، ومن الممكن أن يتحول العيش معهم إلى أمر مؤلم، لذا فإن تعلم كيفية التعامل مع الغضب أمر مهم للغاية لكافة أفراد العائلة. معرفة الأسباب بمعرفة أسباب الغضب يمكن تداركه، في هذا الصدد، قالت عباس “الخطوة الأولى في التحكم في الغضب هي أن نتفحص السبب الذي دفعنا إلى الغضب في المقام الأول، ربما يكون ابنك المراهق قد أذاك، وربما تكون خائفاً عليه، وربما تكون العلاقة بينكما على غير ما كنت تود لها أن تكون، وقد يتعرض بعض الآباء والأمهات لنوبات غضب لأسباب لا علاقة لها بأطفالهم ترجع إلى ضغوط خارجية كالعمل، ما يزيد من صعوبة التعامل مع أبنائهم المراهقين”. وأوضحت “التعرف على المفاهيم المتعلقة بالضغط والتوتر تمكن المرء من فهم نفسه وتاليا ابنه المراهق أكثر، فالضغوط النفسية تؤدي إلى الشعور بالتوتر أو الاختلال في تكامل الشخصية، وعندما تزداد شدة هذه الضغوط يؤدي ذلك إلى فقدان الفرد قدرته على التوازن، وبالتالي تغيير نمط سلوكه إلى نمط جديد”. وتتابع “التأزم هو الضغط والتوتر مجتمعان، بمعنى وجود ضغوط خارجية أو داخلية تجعل الإنسان متوتراً بدرجة ملحوظة، أما الضغط، فهو حالة يعانيها الفرد حين يواجه مطلبا فوق حدود استطاعته، أو حين يقع في موقف صراع حاد، أو هو توترات لردود فعل انفعالية وجسدية تنبثق من أحداث داخلية أو مؤثرات خارجية، يكون الفرد بحالة من الاستثارة النفسية، في حين يعتبر التوتر، هو رد الفعل الداخلي للجسم لمواجهة الضغوط الخارجية أو الداخلية، فإذا لم يدرك الفرد نتائج تأثره يكون التوتر مرتبطاً بدوافع لا شعورية، معتبرة أن التوتر هو بداية فقدان الفرد لتوازنه النفسي والفسيولوجي الذي يؤدي به إما إلى إعادة التوازن أو فقدانه حسب الموقف الضاغط، ولهذا فهو البؤرة التي تؤدي إلى الاضطرابات النفسية والعقلية والسيكوسوماتية وتعمل على اختلال في تكامل شخصية الفرد. القدوة الصالحة أكدت عباس ضرورة تقديم النموذج الصالح للأبناء، إلى ذلك قالت “من الطرق الجيدة التي يتعلم بها المراهق كيف يعالج مشاكله هو تقليده لك في أسلوب معالجتك لمشاكلك، فهناك أسئلة تحدد الإجابة عنها هل تشكل قدوة حسنة لأولادك أو لا: هل تطلق الشتائم والإهانات للناس عندما تكون غاضباً؟ هل تتعارك مع الآخرين؟ هل تعبس وترفض الكلام عندما لا تسير الأمور على هواك؟ إذا كنت تفعل ذلك، فإن ابنك المراهق سيفعل ذلك أيضا”. وأوضحت عباس أن المراهق إذا كان غاضبا يجب أن تتحدث معه وتقول له “لديك الحق أن تشعر بما تشعر به الآن، لكن في عائلتنا لم نعتد الصراخ في وجه الناس ونلومهم، دعنا نبحث عن حل معاً، أدرك أنك غاضب، بدلاً من ضرب الأشياء هنا وهناك، قل لي لماذا أنت غاضب”، و”عندما تغضب مني، أرجو أن تخبرني بذلك بدلاً من أن تطلق علي ألقابا، أنا لا أطلق عليك ألقابا”، وقالت “عندما يكون ابنك في نوبة غضب تفهّم حالته وفي الوقت نفسه أخرج نفسك من رياح الغضب العاتية بدلاً من الدخول معه في صراع، إنك بذلك توصل رسالة له مفادها أنك لن تنجرف في تياره العصبي ولن تهينه أيضاً، وبهذا سيتعلم ابنك أن الغضب ليس هو الطريقة الصحيحة للتأثير على الآخرين”. استخدام المنطق وقالت عباس “المراهق الذي يحصل على القوة بطريقة إيجابية تقل فرصة أن يثور طلباً لها، وإذا كنت أنت من يقوم بتعليمه هذا الشيء فإن ذلك سيزيد من متانة الرابطة والعلاقة بينكما، فكن محفزاً وشجع ابنك على إيجاد مهارة يحب أن يتعلمها، واختر وقتاً مناسباً لكليكما، واشرح له ببطء كل خطوة تتخذها لتعلمها، وامنحه فرصة ليجرب المهارة، وابق بجانبه لتقديم المساعدة، وكن لطيفاً معه إذا أخطأ، وحافظ على جو من المرح والدعابة بينكما؛ وقم بتقديم عبارات التشجع لابنك، وقدر له محاولاته وإنجازاته، باختصار اعملا والعبا معاً فعندما يتعلم ابنك المهارة بمستوى جيد يمكنك أن تعمل أو تلعب معه ويمكنكما قضاء وقت ممتع معاً”. عن كيفية احتواء المراهق الغاضب، قالت عباس “إذا أدى غضب ابنك إلى تدمير شيء ما يملكه آخرون فمن المنطقي أن يتم خصم جزء من مصروفه اليومي ليتحمل تكلفة إصلاحه، وفي حال تحدث إليك بطريقة تخلو من الاحترام أبلغه أنك على استعداد لنقاش هذا الموضوع معه، ولكن عندما يستطيع التحكم في نفسه ويتحدث بطريقة لبقة”. وتابعت “لابد من استخدام أسلوب أفعال لحل المشكلات ففي العادة وإن كانت الإجابة المحتملة هي “لا” يمكنك النقاش حول الحلول الممكنة والتي يمكن أن تجعل المراهق يستفيد شيئاً ما، وبإشراك المراهق في النقاش واتخاذ القرار فإنك تقلل من فرصة أن يثور طلباً لإظهار القوة، مثال “أنا أقدر خروجك معنا لحضور حفل الزفاف بالرغم من اعتقادك أن فيه إضاعة لوقتك، لذلك سنسمح لك بالخروج إلى غرفة العرض في الفندق لحضور المباراة”. وقالت عباس إن المشكلة قد تكون فرصة لتقارب الآراء. وأضافت “تستغرق المشكلات بعض الوقت، وينتج عنها بعض مشاعر الغضب والحزن، وفي العادة تؤدي إلى بعض النتائج السلبية، ولكنها أيضا تعتبر فرصا للتعلم والتطور”. وأوضحت “فكر في خياراتك حيث يمكنك تجاهل غضبك وإلا قد يؤدي غضبك إلى إصابتك بأضرار صحية كألم المعدة أو ارتفاع ضغط الدم، ويمكنك تغيير وجهة نظرك تجاه ما يزعجك”، مشيرة إلى أن أفضل استخدام للغضب هو أنه يعطي طاقة إضافية لحل المشكلة بذكاء، ولكي تتحول المشكلات إلى دروس مستفادة، يجب أن يشارك أفراد العائلة، ومنهم المراهق، في مواجهة المشكلات وحلها، جميع المشكلات المذكورة في هذا الدليل تهدف لمساعدتك في إشراك ابنك في عملية حلها ومواجهتها. مهارات حوارية قدمت عباس بعض الحلول جسدتها في مهارات قدمتها للأمهات للتعامل مع المراهق. وشددت على تنظيم الجلسات العائلة الأسبوعية إحدى تلك الحلول، وفيها يكون لكل أفراد الأسرة الحق في إبداء الرأي بشأن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة. وأضافت “الجلسات العائلية تقدم الفرصة لأجل مناقشة القيم والسلوكيات في جو ودي عائلي، والتأثير على السلوكيات المستقبلية لابنك المراهق، والمساعدة في بناء شخصية ابنك المراهق، كما أنها فرصة لأجل أن يكتسب المراهقون المعلومات عن العالم من خبرات الوالدين، وما يحدث في المدرسة وما يرونه في التلفزيون وما يحدث في منازل أصدقائهم، إذا لم يبذل الوالدان جهداً خاصاً حتى يكونا توجهاً مستقلاً عن هذه المؤثرات، وسيتعلم المراهقون ما يتعلق بالعالم بعيداً عنهم”. وتابعت “يجب أن تخصصي وقتاً كافياً للجلوس مع أفراد الأسرة وتتحدثي عن الموضوعات التي تحبين أن تعرفي رأيهم بشأنها وشاركيهم آراءهم. وسوف يكون وقتك مثمرا. فالأحاديث العائلية ستعطيك الفرصة لمناقشة القيم التي تؤمنين بها مع ابنك المراهق بشكل دوري. ورغم أن القيم لا يتم فرضها أو إملاؤها، إلا أنه يمكنك تعليمهم القيم بتقديم المعلومات بنبرة عقلانية، ما دامت أفعالك تتفق مع تلك القيم”. وقدمت عباس عدة خطوات للتواصل بشكل جيد. وقالت “التحدث بشكل يحترم الآخرين. والسماح للجميع بالتعبير عن أفكارهم، ومشاركة الآخرين في المشاعر والأفكار، واحترام رأي الآخرين”. ولفتت إلى عدة نقاط لا يجب القيام بها، وهي “تجاهل أفكار أحد، والمقاطعة، والهيمنة على المناقشة، والاهتمام بوجهة نظر واحدة فقط، وتوجيه النقد للآخرين، وتلقيب الآخرين بأسماء غير أسمائهم والتقليل من شأنهم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©