الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الإلكترونيات اليابانية تنقل إنتاجها إلى الخارج

شركات الإلكترونيات اليابانية تنقل إنتاجها إلى الخارج
16 مايو 2009 02:31
يبدو أن مستقبل اليابان كإحدى أكبر الدول المصدرة في العالم بات أمراً تحيط به الشكوك بعد أن أعلنت شركة شارب عن اعتزامها نقل حصة كبرى من إنتاجها إلى ما وراء البحار بسبب تكلفة الاستثمار وارتفاع قيمة الين. على أن شركة سوني وسائر الشركات اليابانية الأخرى أصبحت أيضاً ضحية للمشكلة التي تعاني منها شركة شارب والمتمثلة في الاحتفاظ بأكبر قدر من السعة الانتاجية في الداخل قبل أن تكتوي بقوة الين وسنوات عديدة من المنافسة التايوانية والكورية الشرسة التي أدت إلى تآكل هوامش أرباحها. ويقول ميكيو كاتامايا رئيس شركة شارب «لقد أصبح مستقبل التصدير من اليابان أمراً لا يتسق مع المنطق حتى في مجالات التكنولوجيا المتقدمة»، والآن فإن شركة شارب أصبحت فيما يبدو أحد أوائل كبار المصنعين التي تتجاوب مع قوة الين عبر التحول في استراتيجيتها عوضاً عن اللجوء إلى خفض التكلفة وحدها. وفي حال أن اتبعتها الشركات الأخرى في اتخاذ هذه الخطوة بتغيير استراتيجية أعمالها التجارية بتصنيع منتجاتها فيما وراء البحار فإن هذا الأمر سوف يتمخض بلاشك عن تغييرات جوهرية في اقتصاد اليابان المعتمد على الصادرات. وإلى ذلك فقد ذكرت شركة شارب أنها تخطط لتنفيذ عملية انتقال تدريجي في العديد من خطوط إنتاجها بحيث تتبنى شعار «الإنتاج المحلي للاستهلاك المحلي»، ولما كانت الشركة لديها أصلاً العديد من مصانع التجميع في الخارج فإن الاستراتيجية الجديدة سوف تشهد إنتاج المزيد من الأجزاء الهامة في الخارج بالتعاون مع شركاء محليين في تلك الدول يمتلكون حصصاً في أفرع شركاتها فيما وراء البحار. وأحد هذه المشاريع سوف يتمثل فيما أعلنته شركة شارب في نوفمبر الماضي بأن شركة ايفل الإيطالية الأكبر في مجال الطاقة سوف تتملك حصة غالبة في مشروع جديد يهدف إلى إنتاج لوحات الطاقة الشمسية في أوروبا بقيمة 100 مليار ين (مليار دولار). وذكرت شارب أن خطتها الجديدة سوف تجعلها أقل عرضة للعوامل مثل التقلبات في عملة الين والحاجة إلى كميات هائلة من أموال الاستثمارات بالإضافة إلى إمكانية تجاوز الحواجز التجارية وتفادي شدة التنافسية من الدول التي تتسم بتدني تكاليف وأجور العمالة أو طلب المساعدات الحكومية. وحذرت شركة شارب أيضاً من أن خسائرها التشغيلية في العام المنتهي في مارس 2009 قد بلغت مستوى 60 مليار ين أي إلى ضعف سقف توقعاتها السابق بسبب شطب قيمة المخزونات التي لم يتم بيعها بمبلغ 30 مليارين. ولقد أعلنت الشركة أيضاً عن المزيد من إجراءات إعادة الهيكلة كجزء من خطتها الرامية لخفض تكاليفها الثابتة بمبلغ 100 مليار ين في العام المالي الحالي وتقليل حجم الخسائر الباهظة التي تكبدتها أيضاً في محفظتها الخاصة بالسندات. وفي الوقت الذي لم تدل فيه شركة شارب بأي تنبؤات بشأن العام المالي الجديد إلا أنها أكدت بأنها بدأت تشهد زيادة مفاجئة في الطلب مؤخراً خاصة من الصين بعد أن أصبح مصنعها الرئيسي لإنتاج شاشات الكريستال السائل يعمل بكامل سعته حالياً. وقال كاتاياما «لقد أصبحت شركة شارب تعتقد أن السوق الصينية تمضي إلى توسع» وفيما يبدو فإن هذه الملاحظات تعتبر أولى الاشارات الايجابية الخاصة بالطلب على الأجهزة الالكترونية العام الجاري. بل إن مجموعة متسعة من عمالقة شركات الالكترونيات اليابانية أعربت عن ثقتها مؤخراً في أن الصناعة سوف تشهد عودة الانتعاش في فصل الخريف المقبل عبر تنبؤات تشير إلى نمو ملحوظ في المبيعات ابتداءً من شهر أكتوبر. وبالعودة إلى موضوع الانتاج فيما وراء البحار فهنالك مناقشات ما زالت تجري في داخل أوساط العديد من الشركات الأخرى مثل سوني التي تنتج أصلاً معظم مبيعاتها في الخارج والتي تعهد رئيس مجلس إدارتها السير هاوارد سترينجر بأن تمضي الشركة في المزيد من عمليات تعهيد انتاجها في الخارج. ويذكر أن جهز ألعاب الفيديو «بلاي ستيشن 3» من انتاج شركة سوني يتم تصنيعه أيضاً من قبل شركتي «هون هاي» و»أوستيك» في تايوان. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©