التربة المتضررة من الأملاح الذائبة تدمر الإنتاج الزراعي

دبي (الاتحاد) - يستخدم مصطلح الملوحة لوصف التربة المتضررة من الأملاح الذائبة، وخاصة أملاح الكبريتات والكلوريدات والكربونات، بالإضافة إلى بيكربونات الصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، ومن أهم أسباب تملح التربة معدل هطول الأمطار والري بالمياه المالحة وتداخل مياه البحر وأيضاً ارتفاع منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى رداءة أنظمة الري والصرف. تدهور نوعية التربة ويقول الدكتور شبير شاهد من المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، إن هناك طرقاً لتحديد وتقييم ومراقبة مدى ملوحة التربة، وهناك أساليب حديثة ومنها استخدام الناقل الكهربائي لتحديد الملوحة في مستخلص العينة المشبعة، وتشكل ملوحة التربة تحديا عالميا رئيسيا بسبب آثارها الضارة على حقول المزارعين، وهذا ينعكس سلباً على جودة المحاصيل الزراعية على المستويين الإقليمي والوطني. ويضيف شبير، أن الملوحة تؤثر على استدامة النظم البيئية، وعلى الإنتاج الزراعي كما تؤدي إلى تدهور نوعية التربة، وتسبب فشلاً في نمو الكثير من النباتات أو تسبب تراجع نموها بشكل ملحوظ، فهي تعد عاملاً هاماً في تحديد نوعية المحاصيل في منطقة معينة، ويستخدم المقياس الحقلي للملوحة وهو ما يسمى جسر الملوحة لأغراض قياس خاصة، من خلال جهاز قد صمم للاستخدام مع مجسات الملوحة، ويساعد في تحديد الناقلية الكهربائية في محلول التربة من مجسات الملوحة مباشرة، وذلك ضمن حرارة تعادل 25 درجة مئوية. رصد نسبة الملوحة ويؤكد شبير: بالنسبة لنظام تسجيل الملوحة الحيوي الآني، فهو عبارة عن مجموعة من مجسات الملوحة التي يتم تثبيتها في منطقة الجذور على العمق المطلوب للقياس، ويتألف كل مجس من سطح خارجي ذكي، يقوم بمعالجات متكاملة تحتوي على جميع المعلومات اللازمة للتشغيل الذاتي، بما في ذلك الطاقة الكهربائية. ويساهم الرصد المنتظم للملوحة بالزراعة المروية في توفير معلومات عامة عن غلة المحاصيل في المناطق المتملحة، مقارنة مع غلة المحاصيل في المناطق غير المملحة، وتتحمل بعض المحاصيل مستويات محددة من الملوحة دون أن يؤثر ذلك على إنتاجيتها بشكل واضح، ولكن عندما تتعدى مستويات الملوحة عتبة الملوحة فإن الغلة تتناقص تدريجياً مع ازدياد درجة الملوحة، ويمكن توقع خسائر في ذلك المحصول. تجارب ناجحة ويشير شبير إلى أن ملوحة التربة بحاجة لمجموعة من الأساليب لتقييمها، وهناك معادلة تمثل نسبة إنتاجية المحصول الذي ينمو في ظروف الملوحة، بالمقارنة مع إنتاجية المحصول في الظروف العادية، ومن أهم ما قام به المركز الدولي للزراعة تجارب ناجحة في زراعة بعض المحاصيل التي تتحمل درجات مختلفة من الملوحة.