أولمرت وباراك يتفقان على عملية واسعة في غزة

أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي تساحي هانجبي أمس، أن إسرائيل ''على وشك البدء بعمليات برية واسعة في قطاع غزة''· وبينما بات قطاع غزة يئن تحت الحصار ويعاني شح الوقود في المجالات كافة، أعلن هانجبي أن معبر ''ناحال عوز'' الذي تمر منه المحروقات إلى القطاع، سيبقى مغلقاً، وحمّل حركة ''حماس'' المسؤولية· وقال هانجبي في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: ''كلما أسرعنا في تنفيذ العملية المقررة، فإن ذلك سيكون في مصلحة إسرائيل''· وأوضح هانجبي أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ووزير الحرب ايهود باراك ''متفقان على تنفيذ تلك العملية التي تستهدف تدمير البنى التحتية لحركة (حماس) في قطاع غزة''، مشيراً إلى أن ''قرار البدء في العملية يخضع لإجراءات عملية وكلما كان أسرع كان أفضل''· وأعلن هانجبي أن معبر ''ناحال عوز'' الذي تمر منه المحروقات المخصصة لقطاع غزة الذي أغلقته إسرائيل يوم الأربعاء بعد هجوم شنه مقاومون فلسطينيون، سيبقى مغلقاً ''عدة أيام، الوقت اللازم لدراسة وإقرار الإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان الأمن''· وأكد هانجبي القريب من رئيس الوزراء أولمرت، أن إسرائيل لا تنوي إغلاق هذا المعبر إلى ما لا نهاية· وقال: ''لم يُتخذ أي قرار استراتيجي في هذا الشأن''· وأكد أن الفلسطينيين يجب أن يهتموا بأمر الذين هاجموا المعبر· كما اتهم وزراء في الحكومة الإسرائيلية خلال جلستهم الأسبوعية أمس، حركة ''حماس'' بخلق أزمة اصطناعية في قطاع غزة· ورفض الوزراء ما زعموا أنه ''ادعاءات (حماس) بأن وقف توريد الوقود لقطاع غزة ستنجم عنه أزمة إنسانية في القطاع''· وقال وزير البناء والإسكان ''من حزب كاديما'' زئيف بويم ان الحديث يدور عن ''وقاحة من قبل (حماس)''· وقال وزير الداخلية مائير شطريت: ''إن ادعاءات (حماس) بوجود أزمة إنسانية في قطاع غزة، ادعاءات كاذبة وباطلة تهدف (حماس) من خلفها أن يقوم المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على إسرائيل''· ونفى رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الجيش أن تكون في قطاع غزة أزمة إنسانية، وقال إنه سيتم فتح معبر الوقود في ''ناحل عوز'' عندما يحين الوقت، زاعماً أنه يوجد في القطاع سولار وبنزين يكفي لأسبوع· وقد تتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي تعمل في قطاع غزة عن العمل في الأيام القليلة المقبلة، إذا لم تستأنف شحنات الوقود مما قد يؤدي إلى قطع التيار الكهربائي، كما حذر مدير المحطة رفيق مليحة يوم السبت· ومن جهتها، اعتبرت ''حماس'' على لسان الناطق باسمها سامي أبوزهري ''أن هذه التصريحات تمثل محاولة إسرائيلية للتستر على جرائم الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والذي تجلّى مؤخراً من خلال قطع كل إمدادات الوقود''· وأضاف أبوزهري: ''وهذه أزمة لم تعد تخفى على أحد، ولا مجال لإخفائها أمام كاميرات التليفزيون، التي تغطي صور المعاناة الفلسطينية اليومية بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة''· وأوضح ''ان ادعاء الاحتلال بأن قطع إمدادات الوقود هو رد على عملية (ناحال عوز) هو ادعاء كاذب؛ لأن تقليص هذه الإمدادات سبق هذه العملية بأشهر عديدة''· وحذرت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة أمس، من أن مرضى غزة على بعد خطوات من الموت في ظل نفاد الوقود من المستشفيات وسيارات الإسعاف العاملة لديها· وأطلقت الوزارة في بيان صحفي، نداء استغاثة من أجل الضغط على إسرائيل لتزويدها بالوقود بأسرع وقت ممكن، داعية المؤسسات الإنسانية للتحرك الفوري والسريع لوقف الحصار الإسرائيلي على غزة· وحذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من توقف جميع مناحي الحياة تدريجياً في قطاع غزة، جراء تفاقم أزمة الوقود ''التي تؤثر بشكل كبير على سير الحياة اليومية''، مشيرة إلى مخاطر تلوث مياه الشرب في القطاع في ظل التشويش على عمل مرافق المياه والصرف الصحي· ومن جانب آخر، أعرب تساحي هانجبي عن الأمل في أن تتحرك مصر ''بطريقة أكثر حزماً'' حيال أي محاولة من ''حماس'' لعبور الحدود المصرية بالقوة· وأضاف هانجبي: ''لقد استخلص المصريون العبر مما حصل في السابق (اجتياح المعبر)، وهم يبذلون جهوداً تستحق التقدير لإقامة جدار فولاذي بهدف منع عمليات تسلل أخرى''·