الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعاون

19 فبراير 2011 21:54
التعاون من القيم السامية والعالية في التعاملات الإنسانية، حيث يُعد من أهم الصفات التي يتحلى بها الإنسان المحبوب والرجل القيادي والموظف المتميز والطالب المتفوق والأخ الإيجابي والصديق المخلص والتاجر الذكي. فالتعاون يختلف بطريقة أدائه وأسلوب طرحه من مجال لمجال ومن ظرف لآخر. فتعاون الزوج مع زوجته في إدارة الأبناء والقيام بأعمال البيت يزيد من العلاقة الأسرية والاهتمام بأفراد الأسرة وشؤون المنزل. وتعاون الموظف مع زميله يزيد من التقدير والاحترام بينهما مما يجعل بيئة العمل صحية، وتعاون الجار مع جاره يحقق الترابط السليم والأمان والاستقرار، وتعاون التاجر مع عملائه يزيد من ولاء العملاء له بالإضافة لزيادة التقدير والاحترام، والحياة مليئة من المجالات التي يمكن أن يحدث فيها التعاون بصورة أو بأخرى ولكن وفق ما يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»-المائدة:2 . ومما يحزن النفس البشرية ذات الفطرة السليمة أن مفهوم التعاون عند بعض الناس يكاد يضيع ويتلاشى وتحل محله المادة، حيث تجد من لا يقدم لك خدمة إلا إذا قدمت له مقابل ذلك مبلغاً من المال أو خدمة أخرى تعادلها. لقد أضاعوا المشاعر الجميلة وانعزلوا عن الآخرين وغشيتهم اللامبالاه وكأن حال كل منهم يقول: «نفسي نفسي» مع أننا لازلنا في زمن الخير والقلوب الخيرة والعقول الناضجة. إن التعاون لا يأخذ جانباً واحداً بل يشمل كل جوانب الحياة بأشكالها وأنواعها، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر اللّه عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». وقال جون هوبس: «التعاونُ قانون الطبيعة»، ففي علم الطاقة هناك عناصر خمسة في الطبيعة وهي الماء والشجر والتربة والمعدن والنار، حيث يكون لها دورين أساسيين الأول دور مساند والثاني دور متحكم، فدور المساند يكون في الآتي: الماء يساند الشجرة لتنمو، والشجرة تساند النار لتشتعل، والنار تساعد التربة لتتماسك، والتربة تساند المعدن لاحتوائه، والمعدن يساند الماء لتكوينه. والتعاون موجود حتى في الحيوانات كعالم النمل والنحل وغيرهما، فنجد بعض الطيور تقف على أجساد بعض الحيوانات الضخمة كفرس النهر تنظف جسده من الحشرات وهكذا. فسبحان الذي خلق في البشر قانون التعاون الذي يريح القلوب والأنفس ويزيل الهم والكرب. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من كفاراتِ الذنوبِ العظامِ إغاثةُ الملهوفِ والتنفيسُ عن المكروبِ». د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©