الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللبنانيون يحيون الذكرى الـ33 للحرب بالدعوة إلى الوحدة

اللبنانيون يحيون الذكرى الـ33 للحرب بالدعوة إلى الوحدة
14 ابريل 2008 01:49
احيا اللبنانيون أمس الذكرى الثالثة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية بانشطة دعت إليها جمعيات أهلية حذرت من ''تكرار مآسي الحرب''، وانطلقت مسيرة من خطوط التماس القديمة إلى وسط العاصمة مؤكدة على رفض العودة الى الوراء· وللمرة الأولى منذ انتهاء الحرب قبل 18 عاما، ترتدي التحركات والنشاطات في هذه الذكرى هذا الزخم ''كوننا نمر في مرحلة يشعر خلالها البلد والمجتمع كله باننا في خطر''، بحسب ما قال أحد المنظمين ملحم خلف· وانطلقت عند الثالثة من بعد ظهر أمس مسيرة ضمت مئات الاشخاص من منطقة مار مخايل-الشياح وهي المنطقة التي بدأت منها الحرب الهلية في 13 أبريل ،1975 في اتجاه وسط العاصمة· وجاءت المسيرة في إطار ''حملة مصالحة'' بعنوان ''وحدتنا·· خلاصنا'' دعت اليها حوالى خمسين جمعية أهلية ''تحذيرا من تكرار مآسي الحرب الشنيعة وأملا بتخطي واقع الانقسامات''· ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة كتبت صحيفة ''الأنوار'' أنها ''أصعب مما كانت عليه قبل 33 عاما''، مضيفة أن ''الافظع أن لا بوليصة ضمان لعدم الانزلاق نحو الحرب'' مجددا· وتسببت الانقسامات السياسية خلال الاشهر الماضية بمواجهات أمنية تسببت بسقوط قتلى وجرحى، بينما منصب الرئاسة شاغر منذ 24 نوفمبر والبرلمان لا يجتمع منذ 17 شهرا· وسار في طليعة المسيرة قارعو طبول وشبان وشابات يرتدون قمصانا بيضاء عليها علم لبنان وعبارة ''وحدتنا خلاصنا''· ورفع المشاركون أعلاما لبنانية وأعلاما سوداء· وتقدم المشاركين معوقون من الحرب قال أحدهم محمد الخطيب (56 عاما) ''نريد ان نطلق صرخة ضد الحرب الأهلية وضد الطائفية''، مؤكدا أن ''هناك خوفا اليوم أكثر من السابق''· وبعد ثلاثة وثلاثين عاما على تاريخ اندلاع الحرب الأهلية، لم يبق أثر كبير لخطوط التماس التي كانت تقسم بيروت بين ''شرقية'' ذات غالبية مسيحية، و''غربية'' ذات غالبية مسلمة، الا أن الانقسامات السياسية الحالية تهدد بنشوء خطوط تماس جديدة في أماكن أخرى· ولدى وصول المسيرة الى مستديرة الطيونة بالضاحية الشرقية، توقف المشاركون دقيقة صمت ''أمام مأساة مفقودي الحرب'' الذين اقيم معرض لصورهم في المنطقة· كما رفعت في المكان لافتة كبيرة كتب عليها ''17356 مخطوفا··· مش مستعدين نعيدا''· وقالت فيروز شاهين (59 عاما) والغصة تخنقها إن أولادها الاربعة وزوجها ووالده ''خطفوا في 18 سبتمبر 1982 خلال انتقالهم من بحمدون إلى العاصمة'' ولم تعرف عنهم شيئا بعد ذلك· وتضيف باكية ''أريد أن أعرف اذا كانوا قد ماتوا وكيف· لم نعد نريد حربا·· يكفينا''، مطالبة السياسيين ''بالاهتمام بالمواطنين''· وتخلل المسيرة توزيع ''نص مصارحة ومصالحة'' تضمن تعهدا ببناء ''وطن واحد متنوع حر عادل أساسه المحبة والتسامح والاحترام''· وقال ملحم خلف، مؤسس جمعية ''فرح العطاء'' المشاركة في تنظيم الحملة، ''نريد أن نقول إننا غير مستعدين للعودة إلى الوراء ولا نريد أن نعود وقودا لحرب لا نعرف الجهة التي ستستفيد منها''· وللمرة الأولى في تاريخ الصحافة اللبنانية، ذكر خلف أن كل الصحف اللبنانية ستصدر اليوم الاثنين بعنوان رئيسي واحد يرفض الحرب ويدعو الى الوحدة والسلام· واجتازت المسيرة مخيم اعتصام المعارضة في وسط العاصمة القائم منذ أكثر من سنة ونصف السنة للمطالبة بسقوط الحكومة، ووصلت الى ''حديقة السماح'' حيث سيتم زرع شجرة زيتون كرمز للسلام، مع دعاء مشترك لممثلي كل الطوائف اللبنانية يلتمس من الله ''السلام في القلوب والوفاق والوئام بين حكامنا والمسؤولين''· ومنذ الصباح الباكر، جابت مواكب سيارة شوارع الحمرا في غرب بيروت والمناطق المجاورة وهي ترفع أعلاما لبنانية، بدعوة من جمعية ''نحنا كلنا''، بينما انطلقت من مكبرات الصوت أصوات تذكر بالمآسي التي تسببت بها الحرب وأغنية الفنانة ماجدة الرومي للشاعر نزار قباني ''يا ست الدنيا يا بيروت''· اما البطريرك الماروني نصرالله صفير فقال في عظة الاحد ''إن ما نشهده من تفتت يصيب الوطن، وهو لا رئيس له، وله حكومة مبتورة، ومجلس لا يجتمع، وهذا يعني اننا نراه يسير في طريق الانهيار''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©