تكاد لا تنتهي أي مشكلة صحية أو تغيير في أي وضع اجتماعي، إلا ويرافقه نوع من أنواع الاكتئاب.. وقد يتهاون البعض -على الرغم من خطورته- في التصدي له ومعرفة تأثيراته. وفيما يأتي تتحدث نتائج دراسة طبية طويلة الأمد عن مخاطر الانتحار خلال العلاج بمضادات الاكتئاب القديمة، وهي التحذيرات نفسها التي أطلقتها سابقا إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بشأن مخاطر نشوء سلوك انتحاري بعد بدء العلاج بمضادات الاكتئاب. وقد توصل الخبراء إلى هذه النتائج خلال دراسة قام بها فريق طبي بإشراف الدكتور جريجروي سايمون وبدعم من المعهد القومي الأميركي للصحة العقلية، استمرت على مدى 10 أعوام تم خلالها تحليل حالات أكثر من 65 ألف مريض بالاكتئاب. وخلصت الدراسة إلى أن "مخاطر الانتحار الناجمة عن تناول مضادات الاكتئاب الجديدة انخفضت بشكل ملحوظ، وأن الأدوية الجديدة أكثر فائدة من مضادات الاكتئاب السابقة". في الإطار نفسه أكدت دراسة صادرة عن جامعة "أنتوني هوبكنز" الأميركية، أن "الأشخاص المكتئبين أو المحبطين أكثر قابلية وبنسبة 42 % للإصابة بمرض السكر". وجرى البحث على 5000 رجل وامرأة تبين أنه كلما زادت حدة الاكتئاب لديهم، تضاعفت نسبة الإصابة بالمرض وارتفع مؤشر السكر في الدم. وبحسب الخبيرة شريتا هيل التي أشرفت على البحث أن "المكتئبين أكثر اقبالاً على تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وأقل ممارسة للرياضة وللحركة. وهم أكثر سمنة ويدخنون بشراهة". وأظهرت تجارب أجراها باحثون بجامعة "أيوا" الأمريكية على مجموعة من الجرذان، أن تلك التي تعاني من نقص في الملح بدت منزوية وغير مهتمة بالنشاطات، ما يعتبر دليلا على الاكتئاب. وأشار الباحثون إلى أن جسم الإنسان بحاجة للصوديوم وهي المادة الأساسية في التركيبة الكيميائية للملح إلى جانب الكلور. "ما يعني أن إضافة الملح إلى الطعام يحسن المزاج على الرغم من كونه مضرا بالصحة"، وأثبتت التجارب إمكانية اعتباره دواء طبيعياً للأعصاب".
نسرين درزي
عدد اليوم
