الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو نزيه يحارب اندثار الربابة

أبو نزيه يحارب اندثار الربابة
16 مايو 2009 03:06
الربابة آلة موسيقية قديمة ذات وتر واحد أول من أوجدها العرب الرحل في الجزيرة العربية. وهي من التراث البدوي وأكثر من يستعملها الشعراء المداحون تكاد تكون السمة البارزة في مجالس شيوخ البادية وقد يفسر البعض تعلق البدو بها لأنها تتناسب مع طبيعة البادية من حيث صنعها وملاءمتها للمناخ الصحراوي. وتصنع الربابة من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار وجلد الماعز أو الغزال وسبيب الفرس. ورد ذكر آلة الربابة في العديد من المؤلفات القديمة لكبار العلماء أمثال الجاحظ في مجموعة الرسائل وابن خلدون وورد شرح مفصل لها في كتاب الفارابي الموسيقي الكبير. وهناك صورة لآلة الربابة على قطعة حرير وجدت في إيران وتوجد الآن في متحف بوسطن للفنون. وعرف العرب سبعة أشكال من الربابة وهي المربع، المدور، القارب، الكمثرى، النصف كرى، الطنبورى، الصندوق المكشوف. وبعد الفتح الإسلامي للأندلس انتقلت الربابة إلى أوروبا وتغيرت تسميتها ففي فرنسا تسمي رابلا وفي إيطاليا ريبك وفي إسبانيا رابيل أو أربيل. تكاد الربابة تنقرض في فلسطين لولا راسم عبدالحميد، من مواليد مدينة القدس، الذي يصنعها ويبيعها ويعزف عليها ويعلم العزف أيضا لمن يحبها. يجلس أبو نزيه في أحد أشهر شوارع رام الله المحتلة ليعرض بضاعته على المارة ويعزف على ربابته التي تجمع الزبائن بأنغامها العذبة ولا يمانع أن يشرح ويعلم لمن يبدي سؤالا أو استفسارا حول الآلة، وهو يقضي نهاره بأكمله في ذات الركن ولا يغادره إلا لساعات معدودة كل يوم حيث يذهب لبعض المدارس الخاصة ليعزف للطلاب ويشرح لهم تركيب آلة الربابة وطريقة العزف عليها. يقول أبو نزيه عن بداية علاقته بالربابة: «أنا أعمل بهذا «الكار» منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري، الجيل الجديد ينظر لي وكأني قادم من الفضاء فهم لا يسمعون إلا الموسيقى التي تنبعث من التلفزيون ومن هواتفهم المحمولة». يقول أبو نزيه وهو ذو علم ودراية بأصل الربابة: «أتى اسم رباب من الفعل رن أو أرن في الفارسية أما في المعجم العربي فتعني السحاب وأصل الكلمة هو الرباب ثم تحور إلى كلمة ربابة». ويتحدث أبو نزيه عن تجارته البسيطة فيقول: «في الماضي كان هناك الاقبال عليها، أما الآن فهي لا تطعم خبزا ولكني أعمل بها من باب الهواية وحب الصنعة، فأولادي الحمد لله تربوا من انتاجها في القديم حيث كنت أتجول بين المدن الفلسطينية وأبيعها، أما الآن فأنا ابيع القطعة الواحدة بمبلغ سبعين شيكلا اسرائيليا « حوالى عشرين دولارا»
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©