فاطمة عطفة (أبوظبي)
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، أول من أمس، في مقره في المسرح الوطني، المفكر والباحث السوري الدكتور محمد ياسر شرف، في محاضرة معمقة عن عمل الناقد الدكتور لويس عوض في الكتاب الذي وضعه بعنوان «فن الشعر» للشاعر الروماني هوراس الذي اشتهر بأنه شاعر غنائي وناقد أدبي لاتيني في زمن القيصر أَغُسطس. وقد تحدث د. شرف في أهمية الكتاب الذي ترك تأثيراً عميقاً في الشعر الإنجليزي، وغيره من الآداب الأوروبية، مستعرضاً وجهات نظر هوراس وعوض، وآراءهما في فن الشعر وموضوعاته وضوابطه ونظمه وأغراضه ومصادره.
ورأى د. شرف أن الباحث لويس عوض قد أسهب في تقديم ترجمة سلوكية لهوراس المولود في روما، والذي عاش بين 65-8 قبل الميلاد، واصفاً نص هوراس بأنه «شعر تعليمي»، لأنه يتناول موضوعات خاصة بالفعاليات الثقافية لعصر الشاعر، مركزاً على الأدبية منها، والشعر بوجه خاص، موضحاً أن عوض قد استفاد من مجمل ما وقع تحت يده في تواريخ الأب والنقد الأدبي خلال الفترة الممتدة من أيام هوراس حتى كتابة بحثه في الأربعينيات من القرن الماضي، مع استفادة خاصة مما كتبه خريجون آخرون من جامعة كامبردج.
وختم د. ياسر شرف حديثه قائلاً: «إن أعمال لويس عوض اللاحقة تؤكد أن اطلاعه على الأدب الغربي، خاصة الشعر الذي يحتاج إلى عناية (فنية) في اللغة، هو العامل التثقيفي الأعمق تأثيراً في اتجاهه الفكري»، مبيناً أن عوض ما تسنى له أن يصنع ما قام به، لولا التخصص الذي جرَّه إلى هوراس وغيره، وما رآه في حالة اللغة العربية قياساً على اللغات الأخرى في آداب مختلفة.