عام عنوانه التمكين

يمكن القول إن العام الماضي 2011 حمل في طياته عناوين لأحداث مهمة على الصعيد المحلي، كان من شأنها المساهمة الفاعلة في تحقيق مسيرة التمكين التي أطلقها منذ العام 2005 قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. ويجد المتابع للشأن المحلي أنه وطوال أيام السنة المنصرمة كان هناك فعل أو نشاط أو مشروع يؤسس لمنجز جديد في أرجاء الوطن المتلاحم، ليكون إضافة جديدة ترسخ بنيان اتحاد دولة الإمارات الذي بناه الرجال الأوائل بعهد موثوق قبل 40 عاماً لم تنفك عراه ولم تتغير مبادئه ولم تهتز أركانه، بل ازدادت قوة ومنعة بسواعد أبنائه الذين حفظوا عهد آبائهم وصانعيه بكل ما أوتوا من قوة. وشهد العام الفائت عدة مبادرات تكرس "التمكين" كنهج ثابت لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفر سبل العيش الكريم وتأمين الاستقرار المعيشي لمواطني الدولة وجعلهم المحور الرئيس في عملية التنمية. وليس أدل على ذلك، من قرار إنشاء صندوق خليفة لتمكين التوطين الذي أثار ردود فعل إيجابية واسعة لدى مختلف الأوساط، وأمر صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بزيادة الاستثمارات في إمارات الدولة في قطاع الماء والكهرباء لتصل إلى خمسة مليارات و700 مليون درهم. ولعل في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لاختيار 20 عضواً أبلغ دليل على حرص الدولة على ترسيخ التجربة الديمقراطية وتنميتها، وهنا لابد من الإشارة إلى المشاركة الفاعلة للمرأة الإماراتية في هذه التجربة حيث شكلت نسبة الإناث 46 في المائة من إجمالي الهيئات الانتخابية وبلغ عددهن 59 ألفاً و991 ناخبة من أصل 129 ألفاً و274 عضواً ضمتهم القوائم. وفي غمرة احتفالات الدولة باليوم الوطني الأربعين، لم يترك صاحب السمو رئيس الدولة المناسبة الغالية تمر دون بشرى سارة لأبنائه المواطنين، حملتها حزمة من القرارات والتوجيهات لتعانق "روح الاتحاد". فقد أمر سموه بزيادة رواتب موظفي الحكومة الاتحادية، وزيادة قدرها 20 في المائة من مخصصات الإعانات الاجتماعية لبعض الحالات. وأمر سموه بإنشاء صندوق برأسمال 10 مليارات درهم يتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين من ذوي الدخل المحدود، يضاف إلى ذلك كله، قرار معاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين، وبتخصيص 2500 قطعة أرض سكنية للمواطنين في إمارة أبوظبي. وأصدر صاحب السمو رئيس الدولة مرسوماً بإنشاء جائزة سنوية تسمى "جائزة رئيس الدولة التقديرية" تهدف إلى دعم روح الاتحاد وقيم العطاء والتلاحم الوطني والمجتمعي. وترجمةً لتوجيهات وحرص القيادة الرشيدة على أن تصل ثمار التنمية التي تعيشها دولتنا الاتحادية إلى كل إماراتها، فقد تم تدشين مشروع مجمع خليفة السكني للمواطنين في دبا الفجيرة والذي يوفر 400 وحدة سكنية، كما واصل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لقاءاته الوطنية مع أبناء الوطن في إمارات الدولة كانت آخرها في الفجيرة، والتي دللت على حرص القيادة الحكيمة على الوقوف على احتياجات المواطنين، وتلمس أحوالهم وقضاياهم عن كثب ولتجسد العلاقة المتينة بين القيادة والشعب بأبهى صورها. وفي عام "روح الاتحاد" أيضاً اختير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله شخصية جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام 2011، فيما أدرجت مدينة العين في إمارة أبوظبي كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية. بقي أن نقول إن ذلك كله غيض من فيض الإنجازات التي يحق لأبناء الوطن أن يفاخروا الدنيا بها، فربيع الإمارات دائم الخضرة بفضل الله عز وجل ثم قيادته الحكيمة التي جعلت المواطن محور الاهتمام وركيزة اتحادها. أمجد الحياري