الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
19 فبراير 2012
ليس الدم وحده ما يسفك، فالكلام أيضاً يسفك، وذلك نتجاهله، أو نمر عليه مرور الكرام، ونعده أمراً عادياً، فنشرّح ونجرّح بالآخرين، بلا شعور بخطورة وفداحة سفك سمعة أو شرف، ونعدها مجرد زلة لسان، فكما للدم حُرمة للكلام حرمة، ومن يسفك الدماء، ينتهك الحرمات، ومن يتهم الآخرين ويتهجم بالكلام، يستبيح ويفضح ويجرح ويقدح بلا شفقة ولا رحمة، ولا دليل يسفك كرامة وسمعة وأخلاقاً. من يستغيب يسفك، ومن ينم يسفك، ومن يفضح يسفك، يأكل الإنسان لحم أخيه، بقناع إنسان يمشي بين الناس وهو في حقيقته وحش، فالسفك صفة لمن لا آدمية له ولا إنسانية، والسفّاك سفّاح يعمل قتلاً وتنكيلاً، يريق دماً، أو كرامة، أو شرفاً، أو عرضاً، أو قيماً، أو أخلاقاً، بوسائل ووجوه تبدو إنسانية، ولكن الجريمة واحدة وهي السفك. يأكل لحوم بشر، ويستبيح، بلا هوادة، ويأتي مستنكراً سفك الدم، أليس اتهام الآخرين ظلماً، سفكاً لكرامتهم الإنسانية، وإهراقاً للقيم؟! نظراً لما للكلمة من تأثير في حياة الإنسان، وحياة المجتمع كله وصفت العربية نثر الكلام بلا مسؤولية بالسفك. وذلك من غنى وعمق الدلالة في المعاني، ونظراً لما لجرح المشاعر من أثر كبير في إيذاء النفس، قيل إن الدمع يسفك أيضاً كما يسفك الكلام والدم.. إن أغلى شيء يبذله الإنسان في سبيل من يحب من وطن، أو عرض، هو دمه، فيستشهد باذلاً إياه متفانياً، فارق بين من يجود ويتبرع بدمه، فيحيي نفساً، ومن يسفك دماً ويقتل، وفارق بين من يبذل كلمة أمل، كلمة حق، كلمة بيان، فيحيي نفساً، ومن يقتل الآخرين بكلمة تسد الطرق، وتزرع الألغام فيها، كلمة تحيي نفساً، وأخرى تسفكها، السَّفْكُ لغة: صَبُّ الدم ونَثْرُ الكلام. وسَفَك الدمَ والدمعَ يَسْفِكُه سَفْكاً، فهو مَسْفوك وسَفِيك: صبه وهَراقَه، وكأنه بالدم أخص. وفي الحديث: أن يَسْفكُوا دماءَهم؛ السَّفْك: الإراقة والإجراء لكل مائع، وقد انْسَفَك؛ ورجل سَفَّاك للدماء سَفَّاك للكلام. والسَّفَّاك: السَّفَّاح وهو القادر على الكلام. وسَفَكَ الكلام يَسْفِكه سَفْكاً. نَثَره مِسْفَكَ: كثير الكلام. وخطيب سَفَّاك: سَفَّاك: بليغ كَسهَّاك؛ ورجل سَفَّاك بالكلام وسَفْوك: كذَّاب. ومن أسماء النفس: السَّفُوك والجائشة والطَّموح. عرقلة الكلبي "حسان بن نمير بن عجل الكلبي أبو الندى": قـــــلبُ المحب إلى الأحباب مقلوبُ وجسمه بيد الأسقـــــــــام منهوبُ وقـــــائلٍ كيف طعم الحبّ قلت لــه الحبُّ عـــــذبٌ، ولكنْ فيه تعذيبُ في كــــــــــــلِّ يومٍ بعسَّال القوام لنا وصارم اللحــــظِ، مطعونٌ ومضروبُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©