الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

صناعة السينما تعيد صياغة التاريخ الألماني

16 مايو 2009 03:12
بعد 60 عاماً من تأسيس دولتين ألمانيتين عقب الحرب العالمية الثانية، ساهم عدد كبير من الأفلام التي تدور حول الأوضاع فيما كان يعتبر الجزء الشيوعي منها، في قيادة نهضة في صناعة السينما الألمانية. وكان صناع السينما موجودين في مرحلة «البداية من نقطة الصفر» مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كما كانوا في مرحلة أخرى يلتقطون صوراً لسقوط الشيوعية في الشرق قبل عقدين من الزمان. ولكن في الآونة الأخيرة، ساهم العديد من الأفلام التي تروى قصصاً تشكلت من خلال الانفجار الداخلي للشيوعية في ألمانيا الشرقية، في فتح مجال جديد أمام السينما الألمانية، وفي إلقاء الضوء على الجانب المظلم للحياة في ظل النظام الاستبدادي بألمانيا الشرقية، بالإضافة إلى حالة الاضطراب التي حدثت نتيجة انهياره. وتتضمن تلك الأفلام الفيلم الكوميدي التراجيدي «وداعا لينين « للمخرج فولفجانج بيكر الذي أنتج عام 2003. وفيلم «حياة الآخرين» للمخرج فلوريان هينكل فون دونير سمارك مثال آخر على مثل تلك النوعية من الأفلام. وتمكن فيلم «حياة الآخرين»، الذي يدور حول الخوف المرضي من الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية، من الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2007 . وقالت الممثلة الألمانية مارتينا جديك «إنها قصص واقعية لم ترو من قبل، ولذا فإنها مشوقة ومختلفة وغالباً ما تجعل الأميركيين مشدوهين في دور السينما». ولعبت الأفلام دوراً آخر لا يقل أهمية خلال الأعوام التي تلت الحرب في ألمانيا، حيث عرض صناع السينما صوراً لتأثير الحرب على البلاد، كما جسدوا الفظائع الكاملة التي كانت موجودة خلال حقبة النازي. وشاركت جديك أيضاً في بطولة فيلم «عقدة بادر ماينهوف» الذي أنتج العام الماضي ورشح أيضاً لجائزة الأوسكار، وهو من إخراج يولي إديل ، ويدور حول فترة بارزة من تاريخ ألمانيا، وهي حملة العنف التي دشنتها منظمة «بادر ماينهوف» الإرهابية في سبعينات القرن الماضي لإسقاط ألمانيا الغربية. ولكن ما تعرضه تلك الأفلام أيضاً هو أن جيلاً جديداً أصغر عمراً من المخرجين الألمان تحركوا خلال الأعوام الأخيرة للتحكم في تاريخ أمتهم، ما ساهم في صناعة العديد من الأفلام الجديدة التي تعرض بعض اللحظات المظلمة في تاريخ البلاد. وعلى وجه الخصوص، تضمن هذا زيادة في عدد الأفلام التي سلطت الضوء على الحياة في ظل النظام الاشتراكي، والتي تولت عرض الحرب العالمية الثانية والنازي على الشاشات السينمائية، وهو المنحى الذي كانت تتخذه صناعة السينما في بريطانيا وهوليوود. وساهم فيلم «السقوط»، الذي أخرجه أوليفر هيرشبيجل ورشح لجائزة الأوسكار عام 2004 ويروي سقوط الزعيم النازي في حالة من الجنون خلال الأيام الأخيرة من حصاره في برلين، في تردد مناقشات جديدة في ألمانيا بشأن «الرايخ الثالث». كما تم إنتاج أفلام تدور حول مدرسة نازية للصفوة، وحالة التمرد لسجينات يهوديات أجبرن على العمل ك»نساء متعة» للجنود الألمان خلال فترة الحرب، وخطة نازية جريئة لإضعاف اقتصاديات الدول الأعداء للرايخ الثالث عبر ضخ الملايين من العملات البريطانية والأميركية المزورة. وظهرت اتجاهات جديدة أكثر إيجابية في ألمانيا، بمجموعة من الأفلام التي لاقت استحساناً دولياً، ومنها أفلام « آجواير» الذي أخرجه فيرنر هرتسوج عام 1972، و»الخوف يأكل الروح» الذي أخرجه راينر فيرنر فاسبيندر عام 1974، و» زواج ماريا براون»الذي أنتج عام 1979، إضافة إلى فيلمي «باريس تكساس» الذي أخرجه فيم فيندرز عام 1984، و»داس بوت « الذي رشح لجائزة الأوسكار وأخرجه فولفجانج بيترسن عام 1981 ويدور حول الحياة على متن غواصة ألمانية. وفي عام 1980، فاز فولكر شلوندورف بأولى جوائز الأوسكار التي نالتها ألمانيا عن فيلم «الطبلة « المقتبس عن رواية لجونتر جراس أحد أبرز كتاب ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©