سوق أبوظبي الأكثر جاذبية للاستثمار بين بورصات دول مجلس التعاون

تصدر سوق أبوظبي للأوراق المالية بورصات دول مجلس التعاون الخليجي كأكثر الأسواق جاذبية للاستثمار، من حيث مكررات الربحية، ومضاعف القيمة الدفترية، مع انتهاء الشركات القيادية من إعلان نتائجها السنوية للعام 2011، بحسب مؤشرات التحليل المالي. ويقدر مكرر ربحية سوق أبوظبي بنحو 9,2 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية بـ1,1 مرة، في حين تعتبر بورصة الكويت الأغلى خليجياً، ويقدر مكرر ربحيتها بنحو 41,7 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,2 مرة. ويقاس مكرر الربحية بقسمة السعر السوقي للسهم، على العائد على السهم الواحد، وتحتسب مكررات الربحية لعام كامل، في حين تقاس مكررات القيمة الدفترية، بقسمة القيمة السوقية على القيمة الدفترية للسهم. ووفقاً لمحللين ماليين، فإن الأسواق المالية التي تتراوح مكررات ربحيتها، بين17 إلى 18 مرة، ومضاعف قيمتها الدفترية حتى مرتين، تصنف ضمن الأسواق المقبولة والجاذبة للاستثمار، بعكس الأسواق التي تتخطى مكررات ربحيتها هذا الحاجز، حيث تصنف ضمن الأسواق الـ"غالية". وبحسب هذه المؤشرات، جاءت 3 أسواق خليجية ضمن تصنيف الأسواق "الغالية"، وهي سوق دبي المالي، بورصة الكويت وبورصة البحرين. ويقدر مكرر ربحية سوق دبي المالي 19,8 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,8 مرة، يليه بورصة البحرين، بمكرر ربحية 16,2 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,8 مرة. بالمقابل، جاءت 4 أسواق خليجية ضمن الأسواق الرخيصة، تصدرتها سوق أبوظبي، تلته البورصة القطرية، وبلغ مكرر ربحيتها 11,78 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,8 مرة، ثم سوق مسقط، بمكرر ربحية 11,9 مرة ومضاعف قيمة دفترية 1,5 مرة. وبلغت مكررات ربحية السوق المالي السعودي، أكبر أسواق المنطقة من حيث القيمة السوقية، نحو 14,1 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,9 مرة. وقال عبدالله الحوسني مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني للخدمات المالية إن أسعار الأسهم المحلية لا تزال رخيصة ومغرية للشراء، بعد النتائج الجيدة التي أعلنتها الشركات عن العام المالي 2011. وأضاف "أسهم شركات العقارات، بحسب المؤشرات المالية رخيصة للغاية، حيث تمتلك غالبية الشركات خصوصا القيادية أصولاً جيدة، وأسعارها السوقية منخفضة". ووفقاً لمكررات ربحية أسهم شركات العقارات القيادية، فإن أسعارها مغرية للشراء. ويقدر مكرر ربحية سهم شركة الدار العقارية على سبيل المثال بـ6,6 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,58 مرة، ومكرر ربحية سهم شركة صروح 7,8 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية بـ0,41 مرة. وتحولت شركة الدار إلى الربحية خلال العام الماضي، بقيمة 642,5 مليون درهم، مقارنة بخسائر في العام 2010 بقيمة 12,65 مليار درهم، وارتفعت أرباح شركة صروح بنسبة 2270% لتصل إلى 383,3 مليون درهم، مقارنة بـ16,17 مليون درهم في 2010. ويصنف سهم أرابتك في سوق دبي المالي، بعد قفزاته السريعة على أنه الأغلى بين أسهم الشركات العقارية المدرجة في الأسواق، بمكرر ربحية 29,6 مرة، ومضاعف قيمة دفترية 1,59 مرة. وعزا محللون ذلك إلى القفزات السعرية التي سجلها السهم منذ نهاية الشهر الماضي. وارتفع السهم الأسبوع الماضي بنسبة 8% ونحو 86,16% منذ بداية العام، ليصل سعره إلى 2,96 درهم، مقارنة بـ1,59 درهم نهاية العام 2010. ولم تعلن "أرابتك" عن بياناتها السنوية حتى الآن، وتراجعت أرباح الشركة للأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 62% لتصل إلى 94,71 مليون درهم، مقارنة بـ252,4 مليون درهم للفترة ذاتها من العام 2010. وأوضح الحوسني أن الأسهم المحلية تعتبر الأكثر جاذبية بين أسواق المنطقة، وتستحق أن تسجل ارتفاعات جيدة خلال المرحلة المقبلة، حيث ساهمت الانخفاضات التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، في أن تصل إلى مستويات متدنية، باتت اكثر إغراءً للشراء، بحسب المؤشرات المالية. واتفق معه في الرأي وليد الخطيب المدير المالي الأول في شركة ضمان للاستثمار، موضحاً أن مكرر ربحية سهم شركة قيادية مثل الدار العقارية، وصل إلى 6,6 مرة بعد اعلان نتائجها المالية، وهو يشير إلى أن السهم مغر للشراء، حيث لا يزال دون قيمته الإسمية درهم واحد، وأمامه مجال للارتفاع، حتي يصل إلى سعره العادل. وأوضح أن الانخفاضات غير المبررة التي تعرضت لها الأسواق، جعلت مكررات ربحيتها منخفضة للغاية، وغالبيتها دون الـ 10 مرات، مما يشجع محافظ وصناديق الاستثمار، على الدخول بكثافة خلال المرحلة المقبلة، في ضوء النتائج الإيجابية التي أعلنتها الشركات عن العام الماضي، وتوزيعات أرباحها القياسية. وأضاف أن مدراء محافظ وصناديق الاستثمار عادة ما يدرسون مؤشرات مكررات الربحية ومضاعف القيمة الدفترية، عند اتخاذ قرار الشراء أو البيع. بيد أن المحلل المالي وضاح الطه اعتبر أن معايير مكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية لا تعطي توصية بالبيع أو الشراء، بل هي جزء من دراسة تساعد المستثمر على اتخاذ قراره الاستثماري، كما أنه إذا ارتفعت مكررات الربحية عن حدود معينة، يستدل بذلك على وجود شهية في التداول، وبالتالي يتم اللجوء إلى طرح إصدارات أولية، لتخفيف الضغط على مكررات الربحية وهو ما يعمل به في الأسواق المتقدمة. وأضاف أن مكررات الربحية للعديد من الشركات لا تزال رخيصة وجاذبة، خصوصاً في القطاع المصرفي، الذي حافظ على أداء جيد من خلال نتائجه السنوية، وتوزيعات الأرباح. وتعتبر مكررات ربحية بنوك العاصمة أبوظبي، وفقاً للمؤشرات المالية، أكثر إغراء، حيث يقدر مكرر ربحية سهم بنك أبوظبي التجاري بـ5,4 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية بـ0,74 مرة، ومكرر ربحية سهم بنك الخليج الأول 7,2 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,18 مرة. ويبلغ مكرر ربحية سهم بنك أبوظبي الوطني 8,3 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,38 مرة، ومكرر ربحية سهم مصرف أبوظبي الإسلامي 7 مرات، ومضاعف القيمة الدفترية 1,20 مرة. ويعتبر مكرر ربحية سهم بنك الاتحاد الوطني الأرخص بين أسهم بنوك العاصمة، بمكرر ربحية 5 مرات، ومضاعف القيمة الدفترية 0,68 مرة. وارتفعت الأرباح الصافية المجمعة لبنوك أبوظبي الخمسة خلال العام الماضي بنسبة 33% لتصل إلى 13?1 مليار درهم مقارنة بـ9,86 مليار درهم في العام 2010. وجاء النمو الأكبر في الأرباح الصافية للبنوك الخمسة، بدعم من أرباح بنك أبوظبي التجاري التي تضاعفت بنحو 7?8 مرة لتصل إلى 3?045 مليار درهم. وجاءت مكررات ربحية بنوك دبي مقبولة ايضاً. فقد بلغ مكرر ربحية سهم بنك الإمارات دبي الوطني أكبر بنوك الدولة من حيث الموجودات نحو 6,3 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,51 مرة، ومكرر ربحية سهم بنك دبي الاسلامي 8,1 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,85 مرة، ومكرر ربحية سهم بنك دبي التجاري 7 مرات، ومضاعف القيمة الدفترية 0,91 مرة. وارتفعت الأرباح المجمعة للبنوك الوطنية المدرجة في سوق دبي المالي العام الماضي بنسبة 7,7% لتصل الى 5,13 مليار درهم، مقارنة بـ4,76 مليار درهم للعام 2010 وجاءت مكررات ربحية سهم شركة دار التمويل المدرجة ضمن القطاع المصرفي في سوق أبوظبي الأعلى عند 16,5 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 2,07 مرة، يليه سهم بنك الشارقة، بمكرر ربحية 14,9 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 0,94 درهم، وسهم البنك العربي المتحد، بمكرر ربحية 10,6 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,72 مرة. وفي قطاع الاتصالات، بلغ مكرر ربحية سهم "اتصالات" 12,6 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 1,87 مرة، ويقدر مكرر ربحية سهم شركة "دو" 8,6 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية 2,34 مرة. وتراجعت أرباح شركة "اتصالات" العام الماضي بنسبة 23% لتصل إلى 5,83 مليار درهم، مقارنة بـ7,63 مليار درهم عام 2010، ولم تعلن شركة "دو" بعد عن نتائجها السنوية، وحققت نمواً في أرباحها للأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بنسبة 65% لتصل إلى 657,4 مليون درهم، من 397,6 مليون درهم.