الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«منتدى البحث والابتكار» يدعو إلى تشكيل اتحاد للمنظمات الأكاديمية والصناعية والحكومية

«منتدى البحث والابتكار» يدعو إلى تشكيل اتحاد للمنظمات الأكاديمية والصناعية والحكومية
19 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد) - سلّط منتدى البحث والابتكار الذي عقد بأبوظبي الأسبوع الماضي الضوء على دور مؤسسات التعليم العالي في مجال البحوث، ودعم الحكومة بالنظم المناسبة لمساعدة أعمال البحث والتطوير من خلال التعليم، ودور القطاع في الإسهام في ترجمة الأفكار الجديدة إلى مشاريع مجدية تجارياً، إضافة إلى الحاجة إلى اتحاد الهيئات الأكاديمية والصناعية والحكومية لدعم عمليات خلق ونشر المعرفة، وفق بيان صحفي صدر أمس. وأقيم المنتدى في جامعة زايد برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تحت عنوان “الابتكار: الجسر نحو الاقتصاد القائم على المعرفة”. وعقد المنتدى بتنظيم من مجلس القيادات الجامعية في دولة الإمارات، باعتباره منصة للقيادات الأكاديمية، يهدف لتبادل الأفكار الإبداعية، وتعزيز المصالح المشتركة، وإطلاق المبادرات الجديدة في مجال الابتكار ونقل التكنولوجيا في المنطقة. وحضر المنتدى خبراء من الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية، إضافة إلى نحو 350 طالباً من مختلف جامعات التعليم العالي. وأكد المتحدثون من الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال الصناعية والحكومة الحاجة لجودة التعليم لدفع مسيرة الابتكار، وقوانين تسهيل الابتكار وحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى الشراكات مع قطاع الأعمال لغرس ثقافة البحث والابتكار في أوساط الشباب. وقالت الدكتورة لمياء فواز، المديرة التنفيذية للعلاقات العامة في معهد مصدر، في كلمتها الترحيبية: “يأتي هذا المنتدى في الوقت المناسب لتشجيع المزيد من الاستثمار في مجال البحث والتطوير في ضوء تضافر الجهود من قبل قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، للتحرك قدماً باتجاه اقتصاد قائم على المعرفة”. وأضافت “نحن على يقين بأن هذا الحدث لن يوفر لنا المعرفة الأساسية وحسب، لكنه سيكون بمثابة فرصة عظيمة لتبادل الأفكار والخبرات حول المواضيع الهامة والحساسة بالنسبة لمشاريع وفرص البحث والتطوير”. الجلسة الأكاديمية وحضر الجلسة الصباحية، الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لمصدر، ورئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر. وأدار جلسات المنتدى الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا. وضمت الجلسة الأكاديمية أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس القيادات الجامعية، وهم الدكتور بيتر هيث مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، والدكتور تود لارسن، رئيس جامعة خليفة، والدكتور روري هيوم، نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور لاري ويلسون، نائب مدير جامعة زايد. واتفق المشاركون على دعمهم للشراكات بين المؤسسات الحكومية والصناعية والأكاديمية للتقدم نحو تحقيق الاقتصاد القائم على المعرفة وذلك من خلال التركيز على البحث والابتكار. وقال الدكتور تود لارسن، رئيس جامعة خليفة “لا تزال الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية أمراً حيوياً لتحفيز الشباب لخلق مفاهيم جديدة وللمساهمة في التنمية الاقتصادية للدولة، ومن الممكن للتعاون الفعال أن يسهم في تحقيق التغيرات الواعدة في عقلية الطلبة والشباب، وتشجيعهم على الوصول للمرحلة التالية من البحث، ألا وهي الابتكار”. وأضاف “تلعب جامعة خليفة دوراً رئيسياً في إشراك الطلبة، وتقديم المشورة لهم وإرشادهم للطريق الصحيح نحو إيجاد حلول مبتكرة”. وقال الدكتور بيتر هيث مدير الجامعة الأميركية في الشارقة “ليس هناك مكان في منطقة الشرق الأوسط أفضل من دولة الإمارات العربية المتحدة لاحتضان الابتكار”. وبين أن المتابع لحجم الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الـ40 الماضية، يلاحظ جليا حجم الانفتاح على الأفكار الجديدة والاستعداد لتحمل المخاطر. وقال “من هذا المنطلق، نحن بحاجة لخلق شراكات فعالة من قبل القطاعات الحكومية والخاصة وذلك نحو تأسيس ثقافة البحث العلمي، ونعتقد أن التنافس هو المحرك الرئيسي والمحفز على الابتكار، لأن الطلبة بطبيعتهم في تنافس دائم حول التحصيل العلمي والتخرج بأفضل التقديرات. وعلى صعيد هيئة التدريس، يتم التعرف على الابتكار من خلال التميز في أسلوب التدريس وإجراء البحوث اللازمة. وقال هيث “لاشك أن المقالات البحثية مهمة ولكن المواءمة بين البحوث الجامعية واحتياجات الصناعة هو ما سيعزز من المتانة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه مجلس القيادات الجامعية”. من جانبه، قال الدكتور روري هيوم، نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة “يعتبر التعليم قوي التأسيس، والتقييم والتمويل التنافسي، وقوانين حماية الملكية الفكرية المناسبة، والوصول الأيسر والأبسط لرأس المال الاستثماري، فضلاً عن التشبيك مع مختلف المؤسسات، بعض النقاط الرئيسية التي من شأنها أن تسهم في تحقيق أهداف البحث والابتكار”. وقال الدكتور لاري ويلسون نائب مدير جامعة زايد “لقد اجتمع الطلاب، والمهنيون، والأوساط الصناعية والحكومية لتبادل الأفكار حول هذا الموضوع شديد الأهمية”. معتبراً أن انخراط الجامعات الرائدة بشكل فاعل في مجال البحث والابتكار والإبداع يدل بوضوح على التزامها بتطوير الدولة. وأضاف “في الواقع، لقد أظهرت الدراسات أن زيادة عدد خريجي الجامعات بنسبة 1% تنتج زيادة في النشاطات الاقتصادية مقدارها 2%، وأن الاستثمار الذي قامت به حكومة أبوظبي في مجال التعليم قد بدأ بالفعل يؤتي أكله”. وتلخيصاً للمناقشات، قال الدكتور فريد موفنزاده “إن التعليم على جميع المستويات أمر ضروري لتحقيق التنمية لا من أجل المعرفة وحسب، وإنما يتوجب على الناس التعود على نوعية الابتكار الذي يبحثون عنه”. وأضاف “الطبيعة المعززة لهذا النشاط أمر حيوي، بما أن جميع الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية بحاجة للعمل معاً، ويأتي بعد ذلك نظام مكافآت التكنولوجيا ـ حقوق الملكية الفكرية من حيث النظام الرقابي لديها، للمساهمة في تشجيع أصحاب رؤوس الأموال وتطوير الأفكار والتطبيقات”. وأشار أيضاً إلى “مدى وثاقة الصلة بالحاجة، خاصة أنه يتوجب على العمل الذي نقوم به أن يعكس احتياجات الاقتصاد، ولا بد من وجود توازن بين البحوث والتطبيقات لتعكس احتياجات المجتمع”. القطاع الحكومي وبعد مناقشات اللجنة الأكاديمية، عقدت جلسة للقطاع الحكومي أدارها الدكتور رفيق مكي، المدير التنفيذي لمكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية والمدير التنفيذي للتعليم العالي، في مجلس أبوظبي للتعليم. وتحدث خلال الجلسة كل من غنية بن ظاهر اليافعي، مهندس خزانات البترول بشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية “أدكو”، والدكتور ريتشار بيري، المدير التنفيذي للمعلومات البيئية، إدارة العلوم والتوعية، هيئة البيئة - أبوظبي، ونورا إبراهيم المري، مديرة قسم التعليم الخاص في وزارة التربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد مكي على دور المؤسسات الحكومية في رسم السياسات والأنظمة الصحيحة لتشجيع الابتكار، مؤكداً أن الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات المرموقة من قبل الكليات والجامعات التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها قد تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات القليلة الماضية. وأضاف أن استراتيجية أبوظبي في مجال البحث والتطوير التي نفذت في عام 2009 قد ساعدت في ارتفاع متوسط الاقتباسات في كل جامعة من جامعات الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير خلال عام 2011. وأشار إلى أن الشراكة بين مجلس أبوظبي للتعليم، ودائرة التنمية الاقتصادية، ولجنة التطوير التكنولوجي قد ساعدت في رسم السياسات العلمية والتكنولوجية. وتأكيداً لدور المنظمات الحكومية، قال مكي إن العديد من الجهات الممولة كمؤسسة خليفة، ومؤسسة الإمارات، والمؤسسة الوطنية للبحوث، ومؤسسة أبوظبي للبحوث قد ساهمت في تعزيز دور البحث والابتكار في الإمارات. وضرب أمثلة تضمنت العمل الذي قام به معهد مصدر، وشركة أبوظبي لاستثمار التكنولوجيا “آتيك”، وشركة أدكو، وشركة مبادلة للطيران، في الساحة البحثية. ولفت إلى المستوى العالي من المشاركة من جانب المجتمع لتقديم مقترحات المشاريع البحثية في أشباه الموصلات، مضيفاً أنه قد تم تلقي ما مجموعه 54 مقترحاً عندما تم الإعلان عن استقبال المشاريع البحثية، وتم انتقاء سبعة منها لتحصل على التمويل من قبل شركة “أتيك”. وقالت غنية بن ظاهر اليافعي إن لشركة “أدكو” أشكالاً مختلفة من التعاون مع المؤسسات الأكاديمية بما فيها معهد مصدر، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومعهد البترول في أبوظبي، وجامعة رايس، وجامعة هيريوت وات، وجامعة ستانفورد. وأضافت أن التعاون شمل العديد من المجالات الرئيسية التي تساعد أبوظبي في احتجاز الكربون وآليات تخزينه، وتعزيز استخلاص النفط. قطاع الأعمال يدعو إلى تبني آليات تحول الابتكار إلى مشاريع ناجحة ? قام الدكتور عيسى البستكي، المدير التنفيذي لصندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بإدارة الجلسة المتعلقة بقطاع الأعمال. وقال إن الإمارات لا تفتقر إلى الابتكار، إلا أنها تفتقر إلى آليات تأخذ الأفكار الجديدة إلى المرحلة التالية من التطور. وأضاف “لدى الشباب ما يكفي من الأفكار لدعم مستقبل الدولة، إلا أن المشكلة تكمن في تبني هذه الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ناجحة”. وقال الدكتور البستكي إن من شأن التعليم وتطوير الموارد البشرية ضمان أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستحافظ على نمط الحياة الحالية في عصر ما بعد النفط، معتبراً أن الدعم الحكومي من شأنه أن ييسر بشكل كبير نجاح رواد الأعمال الناشئين. وتحدث خلال الجلسة سلطان الحاجي، نائب الرئيس للتطوير المؤسسي، شركة توتال دولة الإمارات العربية المتحدة، وسهيل محمود الأنصاري، المدير التنفيذي لوحدة مبادلة للرعاية الصحية، ويوسف البستكي، نائب الرئيس للمشاريع في شركة الإمارات للألمنيوم، وعثمان أحمد، رئيس مركز التميز للمباني الذكية في شركة سيمنز. وتناول كل من المتحدثين بشكل مسهب مساهمات منظماتهم المتواصلة لتطوير الموارد البشرية. وتحدث سلطان الحاجي عن برامج بناء القدرات المتنوعة لمواطني دولة الإمارات المقدمة من قبل شركة توتال، بينما تحدث سهيل محمود الأنصاري عن تسخير قوة الابتكار وتحفيز الرغبة لدى الشباب لإيجاد حلول خلاقة. وأشار ضمن هذا السياق إلى المجموعة التي أنشأتها شركة مبادلة للطيران بهدف تحسين تبادل المعارف والأفكار. وألقى يوسف البستكي الضوء على التكنولوجيا الجديدة التي يتم نشرها في شركة الإمارات للألمنيوم. وقال إن الابتكار والتحسين المستمر في التكنولوجيا الموجودة قد ساعد المشروع التعاوني مع شركة دبي للألمنيوم لتبقى قادرة على المنافسة على الصعيد العالمي، حيث صدرت منتجاتها إلى 200 عميل في 30 دولة. وأوضح عثمان أحمد أن فلسفة عمل شركة سيمنز تقوم على المثل العليا لمؤسسها، الذي أراد للشركة أن تكون مبتكرة وعالمية. وأضاف أن ذلك هو ما أسس لعقلية الشركة وأصبح شريان الحياة لنموها على الصعيد العالمي اليوم. وأشار كذلك إلى شركة “آبل” كمثال على الابتكار المتواصل الذي حافظ على الوضع الرائد للشركة في قطاع التكنولوجيا. ويمثل “منتدى الابتكار: الجسر نحو الاقتصاد القائم على المعرفة” بداية سلسلة من المبادرات والفعاليات التي سيجري إطلاقها لتعزيز مسيرة البحث والابتكار وتشجيع التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات. يذكر أن مجلس القيادات الجامعية الذي يمثل حلقة وصل بين الأساتذة والطلاب للتفاعل مع القطاعين العام والخاص، يهدف إلى توفير الدعم المالي من قطاعات الأعمال والحكومة والأفراد لرفد الأنشطة الأكاديمية والبحثية في الجامعات. كما تتضمن مهام المجلس العمل على النهوض بالأهداف التعليمية للجامعات التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، ومواءمة سياساتها مع السياسات الحكومية فيما يتعلق بتلبية متطلبات النمو الاقتصادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©