السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فقراء البيض في جنوب أفريقيا يشتكون من أن لونهم لم يعد مناسباً

فقراء البيض في جنوب أفريقيا يشتكون من أن لونهم لم يعد مناسباً
27 مارس 2010 00:26
حملت آن لو-رو (60 عاما) صورة تضرب إلى الصفرة من حفل زفاف ابنتها، وهي تجلس على مقعد في مخيم للفقراء البيض في جنوب أفريقيا. وفي الصورة التي التقطت بعد فترة قصيرة من تولي نيلسون مانديلا الرئاسة عام 1994 ليصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، تظهر آن لو-رو وهي تقف إلى جانب زوجها وابنتهما خارج منزلهم في (ميلفيل) وهو حي راق في جوهانسبرج. وبعد مرور 16 عاماً على حفل الزفاف أصبحت (آن لو رو) تعيش في منزل متنقل وخيمة يتشارك فيها 7 أشخاص من بينهم ابنتها و4 أحفاد في مخيم لفقراء البيض في جنوب أفريقيا. و(آن لو-رو) واحدة من عدد متزايد من البيض يعيشون تحت خط الفقر في جنوب أفريقيا وينحون باللائمة في معاناتهم على سياسات التمييز والحكومة المنتخبة التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. واضطرت (آن لو-رو) إلى بيع منزلها بعد وفاة زوجها وفقدت وظيفتها التي عملت فيها لمدة 26 عاماً سكرتيرة بمجلس تخطيط المدينة، بعدما حصلت على إجازة من عملها للتعافي من الحزن على فقدان زوجها. وقالت وهي تنظر إلى الصورة “رفضوا استعادتي بسبب الوضع السياسي”. وكررت شكوى كثير من فقراء البيض ومعظمهم من نسل المستوطنين الهولنديين والفرنسيين الأوائل “لم يعد لوننا اللون الملائم الآن في جنوب أفريقيا”. وفي حين أن معظم سكان جنوب أفريقيا البيض ما زالوا يتمتعون بحياة من الامتيازات إلى جانب ثروة نسبية فإن أعداد الفقراء البيض ارتفعت باطراد على مدار الـ15 عاماً الماضية. ويقول معهد الدراسات الأمنية بجنوب أفريقيا إن معدل البطالة بين البيض تضاعف تقريبا بين عامي 1995 و2005. وكانت حكومة حزب المؤتمر الوطني في إطار سعيها لإنهاء عقود من التمييز العنصري قد طبقت قوانين التمييز الإيجابي التي تشجع توظيف السود وتهدف إلى منح سكان جنوب أفريقيا السود نصيبا أكبر من الاقتصاد. وأدى هذا التغير في ممارسات التوظيف الذي تزامن مع تداعيات الأزمة المالية العالمية إلى معاناة الكثير من سكان جنوب أفريقيا البيض من مشاكل مالية. ويعيش 450 ألفا حالياً من سكان جنوب أفريقيا البيض على الأقل أو نحو 10% من إجمالي عدد السكان البيض تحت خط الفقر. ويكافح 100 ألف حتى يستمروا على قيد الحياة حسبما تقول منظمات مدنية ونقابة (التضامن) العمالية التي يغلب على أعضائها البيض. ويبلغ عدد سكان جنوب أفريقيا نحو 50 مليونا. وانتهى المطاف بالكثير من فقراء البيض في أماكن مثل متنزه (كورونيشن) في (كروجرسدروب) غرب جوهانسبرج وهو موقع لتجمع المنازل المتنقلة إلى جانب خزان للمياه ومتنزه عام كانت ترتاده عائلات الطبقة المتوسطة في عطلات نهاية الأسبوع. أما الآن فيعيش به نحو 400 من فقراء البيض في خيام ومنازل متنقلة مكدسة ويشتركون في مبنى واحد للاغتسال. وتتجول القطط والكلاب في أنحاء المخيم متنقلة بين أكوام القمامة والمعدن الخردة وقطع غيار السيارات. ويوقد السكان النيران لتسخين المياه وطهو الطعام. وقطع المجلس المحلي الكهرباء عن المخيم بعد أن فشل في إجلاء الفقراء البيض. وكان المجلس يريد تنمية المنطقة لتصبح منطقة لمشاهدة شاشة عرض ضخمة من أجل مباريات كرة القدم وذلك قبل بطولة كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في يونيو ويوليو. ويعيش بعض السكان ومن بينهم ثلاثة من سكان جنوب أفريقيا السود منذ ثلاثة أعوام هناك بينما وصل آخرون في الأسابيع الأخيرة. وأجرى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما زيارة لمخيم لفقراء البيض قرب العاصمة بريتوريا العام الماضي قبل انتخابه وقال إنه “مصدوم ومندهش”. وأضاف آنذاك “العدد الكبير من الفقراء بين السود لا يعني أن علينا تجاهل الفقر بين البيض، الذي أصبح الحديث عنه مثار إحراج”. وتمتع البيض، الأضعف والأقل تعليما،خلال سنوات التمييز العنصري ضد السود بحماية الجهاز المدني والشركات الصناعية المملوكة للدولة التي كانت توفر فرصا حتى لأفقر فقراء البيض منزلا ومصدرا للرزق. لكن مع زوال شبكة الأمان الاقتصادي هذه يجد البيض من سكان جنوب أفريقيا ممن لا يتمتعون بالمهارات الكافية أنفسهم على الجانب الخاطئ من التاريخ. ولا يحصلون على تعاطف يذكر من هؤلاء الذين يعتبرون أنهم استفادوا بشكل جائر خلال سنوات التمييز العنصري الوحشية.
المصدر: كروجرسدورب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©