الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

غياب دور الأندية في «فيلم التزكية»!

غياب دور الأندية في «فيلم التزكية»!
16 مايو 2009 03:41
وجه إداريون رياضيون انتقادات واسعة لفوز مجلس إدارة رابطة المحترفين الجديد بالتزكية، على الرغم من أنها رابطة يفترض فيها الاحترافية، وإنها سوف تدير شؤون المحترفين، وكان من الأولى أن يتم التعامل معها بطريقة محترفة تنم عن تغيير في الفكر الإداري، وتطوير يوازي ما يحدث في الساحة بشكل عام، مما أثار علامات استفهام كثيرة حول أسباب العزوف الإداري عن المشاركة بالتجربة الاحترافية الأولى في البلاد بالحماس والقوة التي كان ينتظرها الشارع الرياضي! وحتى عندما تفجرت أزمة عدم اكتمال أوراق مرشح النصر الدكتور طارق الطاير على مقعد الرئاسة ومرشح الشباب جمال المري على مقعد العضوية والتي حسمتها لجنة الاستئناف بقبول الأوراق من جديد بعد اكتمالها لم يتقدم إداريون أو تتحرك أندية لترشح أيا من إدارييها، خاصة بعد أن باتت هناك قناعات راسخة أن العمل الاحترافي ما هو إلا كلمة يتشدق بها البعض في زمن التحول والانسلاخ عن الهواية والتوجه بقوة وخطوات متسارعة نحو كامل الاحتراف، ليثبت ما حدث أن كلمة احتراف لاتزال معنى غير مكتمل في كرة القدم الإماراتية ! "الاتحاد" تلمست أسباب العزوف الإداري لدى بعض المسؤولين الرياضيين والإداريين وأصحاب الرأي والخبرة لتلقي الضوء على الأسباب التي أدت في النهاية لفوز من يديرون الرابطة بالتزكية في زمن ندرت فيه هذه الكلمة عند الحديث عن انتخابات رياضية. وما إذا كان هذا الموقف يعكس عدم وجود كوادر إدارية قادرة على إدارة العمل في الرابطة قيادة الفكر الاحترافي وفق المعايير الآسيوية بالصورة المطلوبة أو على الأقل بنفس الدرجة التي قدمها المجلس الحالي الذي يترك المهمة منتصف يونيو المقبل، وما زاد من فداحة التهرب الإداري من الترشح هو استمرار العزوف من الإداريين على الرغم من عدم اكتمال أوراق بعض مرشحي الانتخابات، مما يتبعه إعادة فتح باب الانتخاب من جديد وتلقى طلبات الترشيح، غير أن تلك الحالة من العزوف غير المبرر من إدارييي الأندية يدفع لجنة الانتخابات باتجاه السماح للمرشحين باستكمال أوراقهما طالما سيظل الحال كما هو عليه إذا ما تم فتح الباب مجدداً. ومن جانب آخر حددت الآراء أسباب العزوف عن انتخابات الرابطة واقتصار العدد على المقاعد السبعة إلى سببين أولهما هو تأصل ثقافة ترفض الديمقراطية القائمة على الاختيار الحر بالشارع الرياضي وفي الأندية التي يأتي أغلب إداريوها بالتعيين، وبالتالي توقع الجميع أن يكون أعضاء الرابطة الجدد أيضا مختارين بنفس الطريقة، إضافة إلى خوف الإداري من الترشح والدخول في مواجهة مرشحين مدعومين من أصحاب الكلمة والقرار، وبالتالي يكون مصيرة السقوط في الانتخابات، وهو ما يتهرب منه الإداري خوفاً على مركزه في ناديه. كما أشارت الآراء إلى ضرورة استمرار بعض العناصر النشطة من الأعضاء الحاليين بالرابطة وأبرزهم محمد المحمود كأحد القيادات التي استطاعت أن تقود العمل في سنة التأسيس للنظام الاحترافي، وكان من الأولى ترك المجلس الحالي لأربع سنوات على الأقل في ظل نجاحه في التواصل مع الاتحاد الآسـيوي ووضع نظام الاحتراف الإماراتي في مرتبة متقدمة نالت استحسان واشادة لجنة الاحتراف الآسيوية مع ادخال الوجوه الجديدة لتجديد الدماء بطريقة مرحلية بدلاً من الدفع مرة واحدة بقيادات جديدة بعيده كلياً عن العمل الإداري المتعمق على المستوى القيادي. ونال نظام ولوائح الترشح للانتخابات نفسها انتقادا حادا من إداريين ومختصين نتيجة فرض النظام أن يكون هنــاك مرشـح من كـل نـاد وطالبــوا بضــرورة أن يتم فتــح البــاب أمــام أي إداري أو رياضي مارس العمل التطوعي الإداري في أي من الأندية بالدولة دون تحديد لعدد أو التقيد بلون أو انتماء، ورأت الآراء أن النظام الحالي جعل من يحصل على بطاقة ترشيح النادي من الشخصيات المعروف عنها ولاؤها لناديها وأصحاب العلاقات القوية مع مجلس الإدارة في ظل وفرة الإداريين المتميزين في كل نادٍ. وصف العمل التطوعي بـ«غير مشجع» السويدي: الفوز بالتزكية ليس عيباً أكد سلطان صقر السويدي الأمين العام الأسبق لهيئة الشباب والرياضية وعضو المجلس الوطني أن البيئة الحالية للعمل الرياضي التطوعي في قيادة المؤسسات بالنسبة للقيادات الرياضية الإدارية أصبح غير مشجع لدى الكثيرين من الذين يعملون على خدمة الصالح العام. ورأى السويدي أن فوز المرشحين الحاليين بالتزكية ليس عيباً فيهم بقدر ما هو عيب في نظام سائد بداية من الأندية والجماهير التي تعودت على نظام التعيين والإقالات دون إبداء رأي أو مشوره فيما يخص النواحي الانتخابية بتلك الأندية التي يجب أن تدار عبر من يأتي عبر صناديق الاقتراع، وبالتالي يتم تأصيل مفهوم الانتخاب في نفوس الجميع بداية من القاعدة. وانتقد صقر السويدي من يخشى الترشح لخوض الانتخابات حتى لا يتعرض للسقوط وقال من يفكر بهذا المنطق لا يؤمن بالعملية الانتخابية وبروح الديمقراطية، خاصة أن القيادات العليا للدولة ترغب في سيادة هذه الروح بين الجميع بداية من انتخابات المجلس الوطني أو على مستوى المؤسسات الرياضية. وكشف سلطان صقر السويدي أنه تلقى دعوة بالدفع به على منصب الرئاسة لرابطة المحترفين من جهات مختلفة غير إنه رفض الفكرة تماماً، كما رفضت قيادات معروفة ومشهود لها بالكفاءة، وقال هناك قناعة سائدة لدى القيادات الرياضية المبتعدة إن البيئة الرياضية الحالية لا تشجع على العمل فيها لأسباب عديدة. ونادى سلطان السويدي بضرورة منح الفرصة الكافية لأعضاء الرابطة الحاليين للاستمرار لأربعة سنوات قبل فتح الباب للانتخابات حتى يتضح العمل على أرض الواقع، خاصة أن العمل في السنة الاولى كانت له سلبيات وايجابيات، وبالتالي التسرع في التقييم يؤدي لنتائج وقرارات خاطئة، وقال قام مجلس بن بروك ومحمد المحمود بجهود جبارة واستمراره مع تجديد الدماء بالتدريج كان مطلباً ضرورياً، ولكن قرار إدخال الوجوه الجديدة اتخذ وبالتالي على الجميع أن يساند تلك الوجوه الجديدة ويعمل على تقديم يد العون لها خاصة بين القيادات الحالية بالرابطة التي ستترك مكانها. وأشاد صقر السويدي بطارق الطاير رئيس الرابطة الجديد، مشيراً إلى أنه من الكفاءات الإدارية المشهود لها بالكفاءة. عايض مبخوت: الاتهام بالانحياز للأندية يجعل الرابطة بيئة طاردة للكفاءات لخص عايض مبخوت مدير فريق الجزيرة أسباب عدم تهافت القيادات الرياضية على الترشح لخوض انتخابات رابطة المحترفين عكس ما توقع الشارع الرياضي إلى تحول العمل داخل الرابطة إلى بيئة طاردة للكفاءات الإدارية، ورفض مبخوت الحديث عن عدم وفرة في تلك الكفاءات الإدارية، مشيراً إلى وجود إداريين مشهود لهم بالكفاءة كانوا يتمنون الترشح في الانتخابات، خاصة في ظل سعي بعضهم للحصول على مناصب إدارية للعمل بالأندية، غير أن ما تعرض له رموز الرابطة خلال السنة الأولى في الاحتراف من تجريح واتهامات وانتقادات لاذعة من أصحاب الرأي في وسائل الإعلام أو مسؤولي بعض الأندية الذين اتخذوا طريق التطاول على رموز الرابطة للتغطية على فشلهم في إدارة أمورهم الداخلية أو لأسباب أخرى واتهام بعضهم بالعاملة لصالح نادي أو لآخر هي كلها عوامل أدت لحالة من التخوف من تكرار هذه المعارك مرة أخرى. وقال على الرغم من أن أعضاء الرابطة كانوا يطبقون القوانين والمعايير الآسيوية ولم يأت أحد بأي بند من بيته الخاص بل من الاتحاد الآسيوي، إلا أن أصحاب الرأي المعارض غير القائم على علم أو معرفة وصلوا بالأمر إلى مرحلة غير مقبولة في الشارع الرياضي، وللأسف ساهم الإعلام في هذا لتركيزه على أصحاب هذه الآراء التي أثبت الوقت إنها لا تعرف شيئاً، خاصة أن رموز الرابطة الحالية قدمت خدمات كبيرة للوطن ويكفي ما تحقق للدوري الإماراتي للمحترفين على مستوى آسيا وأصبح مثالاً يحتذى به في التجارب الحديثة للتحول من الهواية إلى الاحتراف على مستوى القارة. ولفت مبخوت إلى الدور الكبير الذي قامت به قيادات الرابطة الحالية الذين يتركون مهام مناصبهم نهاية الموسم للمجلس الجديد، قائلا: يكفي أن الأندية أصبحت تحصل على مقابل مادي كل عام لمشاركتها بالدوري وفي السابق لم يكن هناك أي مردود للمشاركة في البطولات اللهم إلا الفائز باللقب فقط، مما يعني أن هناك تطور حدث ومجهود تم بذله. وأشار مبخوت إلى أسباب أخرى أدت لهذا العزوف وفوز المرشحين بالتزكية، وهو غياب ثقافة الانتخابات لدى الشارع الرياضي، وبالتالي يخشى الإداري الدخول إلى الانتخابات في الاتحادات والمؤسسات الأخرى خوفاً من السقوط الذي يعني اهتزاز مكانته في ناديه والذي قد يؤدي لخسارة الإداري منصبه في النادي، وقال: ثقافتنا الرياضية لاتزال ناقصة وتعتمد على الخوف من التعرض للخسارة. وطالب مبخوت بضرورة منح الفرصة للأعضاء الحاليين للرابطة لاستكمال المهمة خاصة القيادات منها وعدم التغيير المفاجئ في ظل وجود اتحاد آسيوي كان متواصلا مع تلك الرموز وأي تغيير مفاجئ قد يؤدي لاهتزاز العمل، وبالتالي يتراجع الأداء وقد يتأثر الدوري الإماراتي مستقبلاً . وقال أتمنى أن يكون هناك تواصل جيد بين الرموز المغادرة والوجوه الجديدة في الرابطة، كما أتمنى ألا يبدأ بعض هواة المخالفة في الرأي والسير في الاتجاه المعاكس في التكتل ضد الوجوه الجديدة أو تصيد أخطائهم بصورة تؤدي لعرقلة العمل. عصام عبدالله: اختيار بـ«طريقة الغصب» استنكر عصام عبدالله الإداري الأسبق لفريق العين ومشرف أكاديمة العين السابق الآليات الخاصة بالترشح لانتخابات الرابطة، والتي وضعت الاختيار بيد الأندية والتي عادة ما تختار صاحب الولاء الأكبر لها أو من يرتبط بعلاقة قوية برئيس مجلس الإدارة أو بصاحب القرار بالنادي، وقال قد تكون هناك كفاءات إدارية معروفة ولها باع في العمل الإداري ولكنها ليست على علاقة جيدة بأحد أفراد مجلس إدارة ناديها، وبالتالي يتم الترصد لها ومنعها من الترشح بصورة لا تخدم الصالح العام. وأضاف كان من الأولى فتح الباب أمام أي إداري يدخل للترشح دون تدخل من ناديه، وعلى الأندية أن تختار الأنسب خلال الانتخابات وفق ثقتها في المرشحين ودون تدخل من جهة أو أخرى، حتى تصبح هناك ديمقراطية في الرياضة الإماراتية تأتي بالأصلح والأقدر. وأكد عصام عبدالله أن التغيير سنة الحياة وهو الشيء الوحيد الثابت في الحياة وعلى الجميع أن يقتنع بضرورة تغيير الفكر السائد حتى تتطور كرة الإمارات، وتحقق النقلة المطلوبة على المستوى الإداري الداخلي والازدهار المتوقع، وقال إن المشكلة إن هناك بعض الأعضاء من المرشحون الجدد الفائزون بالتزكية ليس لديهم خبرات إدارية ولا دراية بمتطلبات العمل التطوعي الإداري، بل وتجد أحدهم لم يمارس العمل بناديه بالصورة المعروفة وعبر التدرج المتفق عليه لدرجة أن بعض أعضاء النادي أنفسهم لا يعرفوه، ومع ذلك ترشح لقربه من أصحاب الرأى أو رضا مجلس الإدارة عنه. وطالب عبدالله بديمقراطية رياضية تليق برياضة الإمارات وقال أرفض ديمقراطية «الغصب» والتي تفرض أساليب اختيار معينة مثلما حدث مؤخراً نظراً لأسباب خاصة. وتابع لمصلحة كرة الإمارات أن يكون هناك أكثر من 20 مرشحاً لكل انتخابات سواء الرابطة أو الاتحاد أو الأندية وإن يكون هناك انتخابات نزيهة. وأكد عبدالله أن هناك فكر بيروقراطي يمنع ازدهار الديمقراطية بأشكالها المعروفة في الأندية التي تعتبر هي القاعدة العامة للمارسة الرياضية والإدارية. اليماحي: للأسف ليس لدينا نضج ديمقراطي قال ناصر اليماحي رئيس مجلس إدارة الفجيرة إن ما حدث من اقتصار الانتخابات على اسماء بعينها وفوزهم بالتزكية يثبت أن هناك هناك بطئاً في نمو الفكر الاحترافي والديمقراطية الرياضية بصورة تثبت أنه ليس هناك بكل أسف أي نضج في هذه الناحية. ورأى اليماحي أن هذا التوجه من شأنه أن يؤثر بالسلب على فكرة الاحتراف والتحول بعيداً عن عصر الهواية، وأشار اليماحي إلى وقوع مصادمات عنيفة واتهامات متبادلة بين بعض رموز الأندية في أول مجلس لإدارة الرابطة، مما أدى لتخوف البعض من تكرار التجربة من جانب، إضافة إلى قصـر الاختيارات بناء على لعبة التوازنات والتربيطات من جانب آخر، وبالتالي ضــاع فــي الوســـط أصحــاب الكفــاءات المشهــــود لهم. ورأى اليماحي أن مجلس إدارة الرابطة الحالي قطع شوطاً كبيراً في تأسيس الاحتراف بصورة تجعل مهمة القادمون الجدد أسهل في ظل وجود آليات تعينهم على استكمال المشوار
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©