الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطياف إسبانية على إيقاع الفلامنكو تجمع بين الموسيقى والرقص والغناء

أطياف إسبانية على إيقاع الفلامنكو تجمع بين الموسيقى والرقص والغناء
17 مايو 2009 02:57
أطياف أندلسية تشبه سرب فراشات جاء بها الربيع من أسبانيا ملونة بالضوء والنغم والإيقاع لتستقبلها هيئة أبوظبي للثقافة وللتراث ضمن فعاليات مهرجان «موسيقى العالم في أبوظبي»، مع عازف الجيتار العالمي باكو بينا Paco Pena وفرقته المتميزة برقص الفلامنكو، وسط جمهور كبير غص به مسرح الظفرة في المجمع الثقافي مساء أول أمس الخميس. أحيا هذا العازف مع فرقته حفلة فنية أسبانية تميزت بالجمع والتناسق بين الموسيقى والغناء والرقص، أعادت إلى الذاكرة، الفن الكلاسيكي الأندلسي ممزوجا بروائع موسيقى الفلامينكو الحديثة ورقصاتها، على إيقاع حركات فنية مبتكرة من نقر الأصابع وتصفيق الأيدي وخبط الأقدام بحركات إيقاعية رشيقة وخاطفة. بدأت الأمسية بجو ليلي تكشف قليلا عن فنان كالخيال ينقر الأرض بعصاه بإيقاع معبر، وهو يتهادى على الخشبة إلى أن وصل إلى الكرسي المخصص له، متابعا الإيقاع بيديه، وكأنه يمهد جو المسرح لتصدح المغنية بصوتها الجميل ويرافقهما ثلاثة عازفين على الجيتار، استقبلهم الجمهور بتصفيق وإعجاب. وفي عرضه الجديد «بوصلة»، الذي يقدمه للمرة الأولى في الإمارات العربية المتحدة، استطاع الفنان باكو بينا أن ينقل إلى الجمهور الطبيعة القوية لإيقاعات الفلامنكو بدءاً بموسيقى «أربوريا» ذات السمات القبلية وصولاً إلى الأصوات الحادة المتشابكة لـ»البوليريا». أخذ العازف العالمي باكو بينا مكانه في وسط الخشبة وراح يؤدي مقطوعة عزف منفرد على الجيتار. ولم تلبث الفرقة أن تدخل مجتمعة لتشارك الفنان بالتصفيق الإيقاعي المتقن، إضافة إلى إيقاع المغنية بأطراف أصابعها وقد زودتها بأدوات نحاسية كالأجراس، تزيد الإيقاع تدفقاً يلامس المشاعر، ليعود الفنان أنخيل مينوس Angel Munoz والفنانة شيرو اسبينوCharo Espino للرقص الثنائي، في مشهد ثنائي بارع برقصه وإيقاعه وتناسقه، أبهر الحضور الذي ازدحم به المسرح وشرفاته، وهو ما استدعى من المنظمين وضع كراسٍ إضافية. وبعد هذه الثنائية عاد الراقص وهو يرتدي حذاءً أحمر يدق الأرض به، وقد جعل خشبة المسرح تشهد أجمل وأدق رقصة حين أدى هذا الفنان رقصته هذه مستغنياً عن أي آلة موسيقية أو تصفيقة كف، وإنما انفرد لمدة ربع ساعة بحركات إيقاعية تنتزع الدهشة والإعجاب ولا يصدق المشاهد مدى البراعة وخفة الحركة المرافقة، لينتقل مباشرة إلى عمل إيقاعات جميلة وعجيبة باستخدام أصابع يديه، وهذا الإيقاع يسمى عند العرب (الفقس أو الفقش)، الذي أثار انفعال الجمهور فأخذ يشاركه ذات الإيقاعات باستخدام الأيدي أيضاً. وبعد الاستراحة عادت الفرقة كسرب طيور في وسط عتمة المكان الذي أضاءته الرقصات الرشيقة والجميلة، والتي تجعل المشاهد حائراً لا يعرف هل الجسد كان يرقص الموسيقى أو العكس، حيث كانت حركات الجسد تحاكي الموسيقى وتنافسها في الإحساس والخفة والرشاقة. وتجلى ذلك بمشاركة الفنان والفنانة معا وكأنهما أصبحا شخصين في كائن واحد. بدت الراقصة وكأنها حمامة وضعت شالها بدل الأجنحة، ثم رمت الشال بعد جولة من الرقص واكتفت بالوشاح الملفوف على جذعها الجميل والرشيق، حيث اختلطت أهداب الوشاح وشناشيله مع الكشاكش الأسبانية، لتشكل لوحة فنية رائعة، تريد أن تطير بجمهورها المأخوذ إعجاباً واستمتاعا بهذا الأداء الجميل. وننتقل من اللوحة إلى دقات على طاولة وطرق بآلات معدنية ومطارق صغيرة، شكلت بمجموعها قطعة موسيقية عذبة، وفي الختام تعود الفرقة لتودع جمهورها، وقد ظهرت الفنانة بدون شال تختال بفستان أبيض مثل حمامة بيضاء على موسيقى ورقص ثلاثي متقن. إن الفلامنكو ليست رقصةً قائمة على قواعد موسيقية وغنائية مدونة، بل هي فن تتوارثه الأجيال ويضم أفكارا جديدة تتناسب مع التطور في الحركة الراقصة والأداء المتجدد لكل فنان حسب موهبته. -كان لـ «دنيا الاتحاد» بعد انتهاء الحفل هذا اللقاء السريع مع الراقص مينوس الذي ذكر، أن عمره مع الفرقة 13 سنة ويقضي يومياً نحو أربع ساعات في التدريب، وخاصة عندما تتألف قطعة موسيقية جديدة تحتاج إلى وقت وجهد أكبر. وعن معرفته بالتاريخ العربي الأسباني يقول أنا عندي عرق عربي وزوجتي كذلك ونحن جد مسرورين بهذا النسب. - كما تحدثت الفنانة إلى شارو إسبينو، فقالت، عند كل عمل جديد يكون بيني وبين أنخيل حوار حول الفكر، وأحياناً يشتد النقاش إلى أن نتوصل إلى قناعة مشتركة، كما لفتت شارو إلى أنه لا يوجد فرق في الأداء بين الرجل والمرأة، وليس للراقص قوة احتمال أكبر من الراقصة، لأن المرأة والرجل متساويان في كل شيء. وعن عائلتها تقول: لنا بنتان وهما تجيدان الرقص، الكبيرة عشر سنوات والصغيرة بنت ثلاث سنوات والمستقبل أمامهما واعد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©