الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نحت دبي» ينطلق اليوم بمشاركة 15 فناناً

«نحت دبي» ينطلق اليوم بمشاركة 15 فناناً
18 فبراير 2013 00:21
جهاد هديب (الاتحاد)- ينطلق في الخامسة من مساء اليوم ملتقى “نحت دبي 2013” الذي تقيمه ندوة الثقافة والعلوم في مقرها في الممزر بدبي بمشاركة خمسة عشر نحّاتا إماراتيا وعربيا. وبحسب حجم الاستعدادات على الأرض فإن الزائر لمقر الندوة صباح أمس يلحظ أن دبي مقبلة على حدث ثقافي آخر غير معهود من قبل بالنسبة لهذه المدينة، حيث هناك الكثير من الصخور التي ترامت في أطراف الحديقة الأمامية للندوة، إنها أحجار الرخام التي يمتزج فيها اللونان الفيروزي بالأسود، ولا تزال بانتظار أزاميل النحاتين ومناشيرهم الكهربائية التي ستخلق شكلا ما لكل حجر يحال إلى قطعة فنية ستؤول ملكيتها وأحقية التصرف بها لإدارة الندوة التي ستوزعها على ساحات عامة، بهدف “تجميل” المدينة بما ينتجه “ملتقى نحت دبي” حتى عام 2020 بحيث تكون الساحات العامة في المدينة وشوارعها والدوّارات فيها قد اتخذت هيئة جديدة “تسرّ الناظرين” لدى انعقاد “إكسبو” العام نفسه، وهو الأمر الذي سبق للجنة الملتقى أن أعلنت عنه سابقا. أما في الجهة الخلفية المطلة على شاطئ الممزر مباشرة فقد انتصبت الخيام، حمراء وبيضاء، هي التي سيتم توزيعها على النحّاتين لممارسة عملهم أثناء انعقاد الملتقى حتى العاشر من الشهر المقبل، في الوقت نفسه يرى الزائر رجالا يعملون بهمة ويسوون الأرض الرملية أسفل الخيام وعلى جوانبها وقد انتشرت هنا وهناك مقاعد ومساند، في الوقت الذي أعدت فيه خيمة للالتقاء الفنانين ببعضهم وكذلك بزائريهم وجرى تزويدها بثلاجة ومرطبات وماء وسوى ذلك، مما سعت إدارة الملتقى إلى أن يكون مريحا خلال نهارات العمل. أيضا يرى المرء آثار عجلات السيارات الضخمة التي جاءت بالرخام من مطارح مختلفة من الإمارات، في حين ينتشر العمال وبأيديهم ما يشبه المكانس كما لو أنهم يعملون على إزالة آثار تلك الناقلات. لا يستطيع المرء أن يتخيل ما الذي ستكون عليه الحال هنا بعد انقضاء مدة الملتقى، لكن سيكون الأمر مختلفاً تماما في هذه الساحة الخلفية التي فتحت أمام الجمهور كي يتفاعل مع الأعمال الفنية أثناء تشكلّها، بما يعنيه ذلك من إدراك العملية الفنية بوعي آخر مثلما تأمل إدارة الملتقى. استعدادات إدارية كل هذا الاستعداد المادي على الأرض توازيه استعدادات من نوع آخر. إنها استعدادات إدارية وأخرى شخصية تخصّ النحّاتين المشاركين، وهنا فقد كانت الفنانة الإماراتية الدكتورة نجاة مكّي عضو اللجنة المنظمة تعمل منذ صبيحة الأمس على استقبال النحّاتين الذين قدموا من مقر استضافتهم في فندق الموفنبيك في منطقة الممزر، ليلتئموا مع مجلس إدارة الندوة واللجنة المنظمة للملتقى بهدف التعارف والتشاور بأي شأن يخص عمل أي نحّات وما يحتاج إليه. وقالت الدكتورة نجاة لـ “الاتحاد”، “لقد أنجزنا تجهيز المكان وانتهينا من إعداد البنية التحتية اللازمة وجرى توفير الأزاميل والمسامير الخاصة بتثبيت القطع الفنية والمنحوتات ومناشير كهربائية وكذلك توفير مساعدين للنحّاتين لأداء مهامهم، فضلا عن أن الخيام سيتم توزيعها اليوم على النحّاتين، وبحيث أصبح المكان ككل، أي الباحة الخلفية لمقر الندوة مزودا بكل ما يلزم لأداء العمل وممارسة اللقاءات الفنية، إذ نحن هنا سعيدون جداً بأن طلبة جامعيين من الذين يدرسون التخصصات الفنية سيأتون إلى هنا ويشاركون النحّاتين تجاربهم وأجواءهم”. وأعربت الدكتورة مكّي عن سعادتها وزملائها بتكريم النحّات العربي الكبير سامي محمد من الكويت والذي سيجري مساء الثامن من الشهر المقبل قبيل انتهاء فعاليات الملتقى، وقالت “سيكون هذا التكريم للرجل بوصفه من النحّاتين الروّاد في التجربة الفنية الكويتية ولأنه اسم عربي كبير في حقل النحت”. ومن وجهة نظرها كفنانة تشكيلية إماراتية بوجود فعالية فنية بهذا الحجم في الإمارات، قالت الدكتورة مكّي “لقد تحققت هذه الفكرة المدهشة بسبب تكاتف الجهود بين الندوة وهيئة دبي للثقافة والفنون وجهود وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وضمن توجهات تخدم الحركة التشكيلية المحلية وتضيف إليها. وحقيقة، هناك عزيمة على الاستمرار وجهد مسؤول تجاه الفنان التشكيلي العربي والتوجّه إلى دعمه بما يسهم في رفع مستوى الوعي العام بالفنون وضروتها الحضارية والإنسانية، باختصار هو أمر مثير للإعجاب أن تكون لدينا فعالية من هذا النوع وبهذا الحجم”. كما أكّدت الدكتورة مكّي أن طموحات اللجنة التي تضم، فضلا عنها، كلا من: الشاعر إبراهيم الهاشمي عضو مجلس إدارة الندوة، والفنان مطر بن لاحج، ومحمد الصلاقي، وناصر عراق مسؤول التنسيق والاعلام بالندوة، لا تتوقف عند هذه الدورة بل أملها الكبير يتمثل “في استمرار هذا الملتقى سنويا وأن يمتد عالميا بحيث يكون التبادل الثقافي في مجال الخبرات الفنية مفيدا للنحت إماراتيا وعربيا، في الوقت الذي يكون فيه منسجما مع طابع مدينة دبي التي هي بمثابة بوتقة تنصهر فيها الثقافات وتنسجم وتتبادل الأفكار”. وختمت الدكتورة نجاة مكي حديثها بدعوة زملائها من الفنانين الإماراتيين والعرب المقيمين في الدولة إلى زيارة الملتقى أثناء انعقاده ورأت في وجود نحّاتين عرب معروفين بخبراتهم وتجاربهم المختلفة في المشهد التشكيلي العربي فرصة يمكن من خلالها تبادل الخبرات والاستفادة من هذه التجارب الرائدة عربيا. يشار إلى أن ملتقى “نحت دبي 2013” الذي يقام تحت رعاية معالي عبد الرحمن العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، يشارك فيه النحّاتون: عبدالرحيم سالم، ومطر بن لاحج من الإمارات، ومنصور المنسي من مصر، وإنطوان بصبوص من لبنان، وأيوب البلوشي من عُمان، وعلي الطخيس من السعودية، وخالد ميرغني من السودان، ومحمد بن الأمين من ليبيا، وعلي المحميد من البحرين، وأحمد السبيعي من قطر، وأحمد كنعان من فلسطين، ونسرين صالح وسهيل بدور من سوريا، ومحرز اللوز من تونس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©